آخر الأخبار

عائلات أميركية قادت الإمبراطورية وأمسكت بخيوط اللعبة في واشنطن

شارك الخبر

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

في 18 يوليو/تموز 2024، وقفت "كاي ماديسون ترامب"، البالغة من العمر 17 عاما، على منصة المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري تتحدث عن جدها دونالد ترامب. كان المؤتمر أول ظهور له بعد محاولة اغتياله بـ 5 أيام فقط، وكان من المتوقع أن يجري إعلانه مرشحا رسميا عن الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية.

ومع صعود موجة التعاطف مع ترامب، ظهرت "كاي" وهي تتحدث عنه بوصفه جَدا "يعطيها الحلوى دون علم والديها، ويسأل عن أحوالها في الدراسة، ويتباهى بها أمام أصدقائه". من البريء أن تطلق "كاي" على ترامب لقب "الجد"، لكن ليس من البريء ظهورها في الحملة الرئاسية لمرشح جمهوري يحاول جاهدا العودة إلى البيت الأبيض، مستندا بشكل رئيسي في حملته الانتخابية على الترويج للحفاظ على قيم الأسرة التي باتت "مهددة من قبل الديمقراطيين".

خطاب واحد استمر 3 دقائق صعد بحسابات "كاي" على مواقع التواصل الاجتماعي إلى ملايين المتابعين، وصعّدت هي معه حملتها لدعم جدها ترامب. لم يكن ثمة شيء آخر يمكن أن يمنح ترامب هدية تصعد بحظوظه الانتخابية كما فعلت حفيدته.

وفي السابع من نوفمبر/تشرين الثاني 2024، نشرت "كاي" صورة على منصة "إكس" وأرفقت عليها عبارة "الفريق مكتملا". كانت الصورة لعائلة "ترامب" وتضم أبناءه وأحفاده وأصهاره، ورجل الأعمال الشهير إيلون ماسك. فالفريق إذن يعني فريق الحملة الانتخابية "العائلي"، باستثناء ماسك، صديق العائلة كما يبدو.

مصدر الصورة صورة لعائلة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مع عائلته وأصهاره وأحفاده، ويظهر فيها رجل الأعمال إيلون ماسك (مواقع التواصل الاجتماعي)

ويظهر في الصورة "بارون ترامب"، وهو ابن دونالد ترامب ذو الثمانية عشر عاما، والذي برغم صمته غالبا وملامحه الغامضة وحركاته غير المألوفة التي تلتقطها الكاميرات، كان له هو الآخر دور بارز في تصدير أبيه للناخبين الجدد عبر برامج البودكاست.

لم يتمكن ترامب من الاعتماد على ابنه وحفيدته في انتخابات 2016، لأنهما بالكاد بلغا وقتها العاشرة من عمرهما، لكنه عوضا عنهما استعان بابنته "إيفانكا" وزوجها "جاريد كوشنر" في حملته الانتخابية، ولاحقا في إدارة البيت الأبيض وبعض الملفات الدولية.

إذن، لا يستعين ترامب بالأصدقاء والخبراء فحسب، بل يوظف كل من استطاع من العائلة لخدمة أجندته، ولكن ماذا بعد؟ هل سيختفي هؤلاء بعد مغادرة ترامب البيت الأبيض؟ هل يتجاوزون الأضواء التي كانوا تحتها والكواليس التي حضروها ويواصلون حياتهم بعيدا عن السياسة؟!

لا غريب إن كانت الإجابة عن السؤال هي: "لا"، فما يبنيه ترامب الآن ليس مجدا شخصيا فحسب، بل علامة تجارية لعائلة سياسية من بين عشرات العائلات السياسية الأخرى في أمريكا، وما عائلة ترامب سوى واحدة صاعدة من هذه العائلات.

مصدر الصورة برج ترامب في مدينة نيويورك الأميركية (الأوروبية)

عائلة كلينتون.. الرئاسة بوصفها مهرا مؤخرا

كتبت هيلاري كلينتون في مذكراتها المنشورة عام 2003 إنها كانت "ترغب في أن تلوي رقبة بيل كلينتون"، الرئيس رقم 42 للولايات المتحدة، بعد فضيحة الخيانة الزوجية التي ارتكبها مع متدربة في البيت الأبيض. ثم تستدرك قائلة: "لكنه لم يكن زوجي فحسب، بل كان رئيسي، وكان يقود الولايات المتحدة والعالم بطريقة تجعلني يجب أن أواصل دعمه". قد يبدو هذا التصريح شيئا من اثنين: إما أنه رومانسي للغاية، وإما أنه براغماتي للغاية، وبالطبع يبدو الاحتمال الثاني أقرب للحقيقة.

كان أصدقاء العائلة يطلقون على "بيل" لقب الحالم، وعلى "هيلاري" لقب البراغماتية، "إن كان بيل شراعا فستكون هيلاري المرساة"، كما نقل ستيفن هيس في كتاب "العائلات السياسية في أميركا". كانت "هيلاري" في السابعة عشرة من عمرها عندما عملت لأول في حملة انتخابية للمرشح الجمهوري باري غولدواتر عام 1964، وبعدها بنحو عقد من الزمن عمل "بيل" في أول حملة انتخابية للمرشح الديمقراطي جورج ماكغوفرن وهو طالب في الجامعة. لم يفز أي من المرشحين بالرئاسة، لكن التجربة التي ادخرها الثنائي كلينتون ستكون مفيدة لهما عندما يلتقيان.

لم يكن دخول النساء للسياسة أمرا سهلا في وقت ما من تاريخ أميركا، ولكن كانت زوجات الرؤساء دائما إحدى أدوات الدبلوماسية الناعمة، حيث تظهر فيها السيدة الأولى بوصفها راعية للأعمال الخيرية أحيانا أو لمقابلة سيدة أولى لدولة أخرى.

لم يكن لدى هيلاري أي قدوة نسائية تقتدي بها لولوج عالم السياسة، حتى إن صديقتها، أستاذة العلوم السياسية في جامعة أركنساس، "ديان بلير" كتبت في مقال لها بعنوان "على جثته" أن أفضل زوج يساعد امرأته على دخول الكونغرس هو "زوج ميت"، بعد ترشح زوجة السيناتور كلايد سميث لملء مقعد زوجها المتوفى في الكونغرس، وتمكُّنها بعد ذلك من الحفاظ عليه مدة 30 عاما.

ينقل هيس حب بيل لهيلاري، وتخليه عن منصب سياسي للانتقال معها إلى مدينتها، فيما يشبه عُربونا لصدق مشاعره. لكن بالمقابل كانت هيلاري تبحث عن مصعد سياسي قادر على الوصول بعيدا حتى تصل معه، زوج محب ذي طموح سياسي، يسمح لها برسم حياتها دون إجبارها على التنازل عن جانب من شخصيتها. هذا هو الخيار المناسب، كانت العلاقة من ناحيتها علاقة شراكة سياسية.

في صيف 1975، تزوج بيل وهيلاري بعد خسارته انتخابات الكونغرس. قال محللو وكالة الأسوشيتد برس حينها إنه ضَمن مقعده في الانتخابات القادمة، لكنه بدلا من ذلك فضّل أن يتولى مهمة المدعي العام لولاية أركنساس بعدها بعام، ثم حاكم الولاية، ثم رئيسا للولايات المتحدة.

عند تعيين بيل مدعيا عاما لولاية أركنساس، كانت هيلاري تقدم المشورة في تشريعات الكونغرس المتعلقة بقانون الأسرة والطفل، وكانت تراقب من بعيد كيف تسير الأمور في واشنطن. وعند انتقالها إلى أركنساس، لم يكن من الواضح ما الخبرات التي عليها أن تأخذها من واشنطن وما الذي عليها تطويره في ليتل روك، عاصمة الولاية، وما الذي عليها أخذه لاحقا إلى واشنطن مرة أخرى. لم يكن انتقالها مع زوجها مجرد قضاء محتوم عليها، بل كانت تبحث عن فرصة بين ثناياه لتلتقطها أو تصنع واحدة.

وفي واشنطن، قادت الحملة الانتخابية لزوجها، وعيّنت الفريق وقادتهم في الخفاء، كما ينقل ستيفن هيس، "هل هذا ما يجب على زوجات المرشحين القيام به؟"، هكذا كانت أصوات تتردد داخل الحزب، معبرة عن امتعاض من تحركات هيلاري. وكانت المخاوف حول "رئاسة مشتركة" تتصاعد شيئا فشيئا، خاصة بعد تصريح بيل في أحد خطاباته الانتخابية: "إذا صوّتَّ لي، فستحصل على شخص آخر مجانا"!

مصدر الصورة وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون (يمين) وزوجها رئيس الولايات المتحدة السابق بيل كلينتون (رويترز)

تأكدت بعض مخاوف الحزب والمراقبين، بعد أن فاز بيل بالانتخابات وطلبت هيلاري نقل مكتبها من الجناح الشرقي المخصص للعائلة إلى الجناح الغربي المخصص للحكم، وبالتحديد مكان مكتب نائب الرئيس.

لم تكن علاقة الشراكة بينهما سرا، أخبر بيل بنفسه الأميركيين بعد فوزه أن هيلاري كانت وراء "كل قرار اتخذه في العشرين عاما الماضية". وجدت هيلاري لنفسها حجة تستثنيها عن الاكتفاء بالأدوار التي قامت بها السيدات الأوليات قبلها، فهي الحاصلة على شهادة جامعية في القانون، والمرشحة سابقا لتولي منصب المدعي العام للولايات المتحدة لولا أن الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون أصدر تشريعا يمنع ذلك.

الاختبار الأكبر الذي تعرضت له هيلاري كان أثناء التحقيقات في فضيحة زوجها بيل والمتدربة في البيت الأبيض مونيكا لوينسكي. كان الأميركيون ينتظرون موقف هيلاري من القضية، فوفقا للقيم الأميركية كان من الصعب عزل الرئيس أو إقالته بسبب تهم تخص سلوكه الجنسي، فهو لم يفعل شيئا يضر الولايات المتحدة، بل يضر علاقته الزوجية. لكن هيلاري نجحت في استيعاب الرأي العام وإخضاعه لموقفها، ليحصل زوجها على نسبة عالية من التأييد قبل مثوله للمساءلة أمام الكونغرس.

وبينما كان بيل يُساءل في مبنى الكابيتول، كانت هيلاري منشغلة مع مستشاريها بتحديد المناطق التي بإمكانها التركيز عليها لخوض انتخابات مجلس الشيوخ، بعد انتهاء حياة زوجها السياسية في انتخابات عام 2000.

حافظت هيلاري على مقعدها في الكونغرس حتى عام 2009 حين عيّنها الرئيس باراك أوباما وزيرة للخارجية حتى عام 2013. غادرت المنصب بعدها لتبدأ التخطيط للترشح لانتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016.

خسرت السباق الانتخابي أمام دونالد ترامب، لكن في الظل كانت هناك تشيلسي كلينتون، ابنتها التي جابت البلاد طولا وعرضا في حملة أمها للانتخابات التمهيدية عام 2008 وحملتها للرئاسة عام 2016. واليوم يرى مراقبون أن تعليقاتها النشطة على الأحداث السياسية في الولايات المتحدة قد تكون مؤشرا على نيتها الانخراط بدور قادم في الحياة السياسية.

بوش.. العائلة السياسية "البريئة"!

كانت فترة حكم بيل كلينتون تشبه وقتا مستقطعا بين فترتين لحكم عائلة بوش، فقد وصل كلينتون إلى الرئاسة بعد فوزه على جورج بوش الأب عام 1992، وغادر المنصب عام 2000 تاركا المجال للساكن الجديد، جورج بوش الابن.

المشترك الأصغر بين أفراد عائلة بوش السياسيين هو أنهم أثرياء، تخرجوا من جامعة ييل الشهيرة، ولعب الحظ كثيرا إلى جانبهم، رغم وصفهم من قبل البعض بكونهم "سياسيين سذجا"، وإن بدت تلك السذاجة متفاوتة مع تقدم الأجيال.

ينقل هيس قصة بريسكوت بوش، جد جورج بوش الابن والمؤسس الفعلي لعائلة بوش السياسية، بأنه كان طالبا في جامعة ييل حينما قرر الابتعاد عن خط أبيه العائد من الحرب العالمية الثانية ورسم مساره بنفسه، لكن دون إرادة منه وجد نفسه في فلك أبيه حين انضم لجمعية "الجمجمة والعظام" السرية في الجامعة، ثم بدأ عبرها في ربط شبكة من العلاقات التي أوصلته للعمل في بنك براون بروذرز هاريمان لنحو 40 عاما حتى أصبح مساهما في البنك وتزوج ابنة مديره، ثم أصبح عضوا في مجلس إدارة 17 شركة كبرى.

لم يكن بريسكوت ينوي الخدمة العامة، كان يهتم فقط لجمع المال، لكن بعد عودة ابنه جورج هاربرت ووكر بوش (جورج بوش الأب) من الحرب العالمية الثانية، تحرك لديه الحس الوطني وقرر القفز نحو السياسة.

وهنالك ستطلق ....

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك الخبر

أخبار ذات صلة


الأكثر تداولا سوريا بشار الأسد دمشق

إقرأ أيضا