كشفت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية عن تحول كبير في سوق العقارات بالمملكة المتحدة، مشيرة إلى أن الأثرياء تخلوا عن شراء المنازل الفاخرة وفضلوا الإيجار.
ويأتي هذا التغير بعد إعلان وزارة الخزانة البريطانية أنها بصدد فرض ضريبة جديدة بنسبة 19% على شراء المنازل التي تزيد قيمتها عن 500 ألف جنيه إسترليني ضمن إعادة هيكلة ضريبة الدمغة، إضافة إلى إلغاء وزيرة المالية راشيل ريفز لنظام "غير المقيمين " الذي كان يعفي الأثرياء المقيمين خارج البلاد من دفع الضرائب.
مع ذلك، قالت الصحيفة إن التراجع عن شراء المنازل الفاخرة ساهم في تعزيز سوق الإيجارات، لكنه جعل من لندن" قاعدة مؤقتة بدلًا من وطن دائم."
أظهرت البيانات أنه خلال الأشهر الستة الأولى من العام، سُجل 1588 عقد إيجار يزيد عن ألف جنيه إسترليني أسبوعيًا، محققًا دخلًا إجماليًا بلغ 82.8 مليون جنيه لأصحاب العقارات الفاخرة.
وتمثل هذه النسبة زيادة بلغت 154% مقارنة بالنصف الأول من 2024، حين أُبرمت 559 صفقة محققة 32.6 مليون جنيه.
أشارت الصحيفة إلى أن التوسع في سوق الإيجارات شمل الأثرياء البريطانيين أيضًا، الذين يفضلون الإقامة المؤقتة لتجنب الضرائب بعد تغيير وضع "غير المقيمين".
وأوضحت أن أكثر من 3790 مدير شركة غادروا المملكة المتحدة بين أكتوبر والشهر الماضي، مقارنة بـ 2712 في نفس الفترة من العام السابق، وكانت الإمارات العربية المتحدة الوجهة الأكثر شعبية لهم، تحديدًا دبي وأبوظبي.
إلى جانب التحول في وضع الضرائب، استفاد سوق الإيجارات الفاخرة من عدة عوامل أخرى، بما في ذلك تدفق الأمريكيين، بمن فيهم المعارضون للرئيس دونالد ترامب ورواد التكنولوجيا الأثرياء الذين لا يمتلكون انتماءات سياسية، إضافة إلى العائلات الصينية الثرية، والإماراتيين، ورعايا دول الخليج، فضلاً عن رجال الأعمال الإسرائيليين المستائين من أداء حكومة بنيامين نتنياهو .
وعن ذلك، قال جيريمي جي، المدير الإداري لشركة Beauchamp Estates: "على مدار الـ 12 شهرًا الماضية، كان لقرارات دونالد ترامب، وولي العهد السعودي، ورئيس الإمارات، ورئيس وزراء إسرائيل تأثير كبير على سوق الإيجارات الفاخرة في لندن، حيث ولّدت موجة من المستأجرين الدوليين الجدد."
وكانت أسعار العقارات في مدينة لندن قد انخفضت بنسبة 19.4% منذ ذروتها خلال كوفيد، بينما تراجعت الأسعار في مدينة وستمنستر بنسبة 17.6%، وفقًا لتحليل بيانات ONS الذي أجرته شركة Savills.
وعلقت جو إكلز، مؤسسة وكالة Eccord المتخصصة في العقارات الفاخرة قائلة: "حوالي 80% من العقارات التي نشتريها لعملائنا تُباع بأقل مما دفعه أصحابها."
يفضل العديد من الأثرياء — سواء البريطانيين أو الأجانب — الإيجار لأنه يتيح لهم تجنب ضريبة الدمغة ويمنحهم قاعدة مؤقتة في لندن يمكن استبدالها بسهولة أثناء الإقامة في الخارج.
ويختلف الأجانب في اختيار مواقعهم المفضلة للإيجار، إلا أن كثيرين يطلبون عقارات بمستوى فخم، يشمل مسابح داخلية، حمامات تركية، غرف مساج، صالات رياضية، صالونات حلاقة، دور سينما، وغالبًا جراج سيارات كلاسيكي.
ويمثل الأمريكيون أكبر مجموعة دولية مستأجرة في المناطق الأغلى في لندن حاليًا، إلى جانب مهاجرين من دول الخليج، وتحديدًا من السعودية والإمارات، إضافة إلى الإسرائيليين.