في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
لا يمكننا الحديث عن قضية دير سانت كاترين، التي ظهرت للعلن مطلع عام 2025 بين مصر من جهة واليونان ومعها الدول الأوروبية وأميركا من جهة أخرى -وخلفها منظمات مسيحية دولية (الروم الأرثوذكس) ومنظمات حقوق الإنسان وجهات بحثية وإعلامية- من دون الوقوف على بيان الجغرافيا، وسرد التاريخ، والمقاربة السياسية والدينية.
إثر حادثة عرضية، طلب أحد المصريين القائمين على الجمعيات الأهلية في مدينة سانت كاترين زيارة الدير بصحبة بعض الأطفال، فلم تسمح له إدارة الدير بالزيارة، وحصلت مشادة كلامية بينهما، مما جعله يرفع دعوى قضائية ضد إدارة الدير. وصدر بموجب الدعوى حكم قضائي يحافظ على تراث الدير ومكانته الدينية والتاريخية، ويحد من توسعه في الأراضي المحيطة به، وهو ما أثار أزمة دبلوماسية وسياسية بين مصر واليونان.
فما قصة القديسة كاترين؟ ومتى أقيم الدير؟ وكيف تطورت العلاقة بين الدير والإدارة المصرية من جهة، وبينهما وبين اليونان من جهة أخرى؟
استيقظت الشابة العشرينية دوروثيا (288-307م)، ابنة حاكم الإسكندرية، تلك الفتاة اليانعة شديدة التأمل والجمال، عاشقة القراءة والعزلة، حادة الذكاء، كاملة الجسد بالأنوثة، قريرة العين بالطمأنينة- على خبر زلزل كيانها وهز أركانها؛ فالقيصر قرر الزواج منها، وترفيع مكانتها بعد الزواج، بعد أن وُصفت له وصفًا أطار لبَّه، وتعلَّق بحبها قلبه، وأثار وصفهم فضوله.
يومها، صارت أسرتها المصرية الأرستقراطية وكل من حولها في حالة نشاط دائم، منذ أن أخبرتهم المراسم الملكية بنوايا القيصر. وانتشرت الحراسات حول منزلها، وأمست الإسكندرية على انتظار حدث جديد من الأفراح والليالي الملاح والحفلات الأسطورية؛ إنه الرجل الذي يحكم العالم! إنه الإمبراطور اليوناني ماكسيميانوس (305-311م)، القادم من الغرب لحماية الوثنية الرومانية التي تواجه خطرًا وجوديًّا في الشرق، حيث يسري الإيمان بالمسيح إلى رعاياه سرًّا وجهرًا في شعبين عظيمين من إمبراطوريته: شعب إيلياء (فلسطين)، وشعب إيجيبتوس (مصر). يا له من أمر! ويا لها من مفارقة!
تفاجأت الحاشية المحيطة بالأميرة دوروثيا بصمتها الطويل، وابتسامتها الخفيفة، وتأملها العميق، ولكن المفاجأة زالت لديهم بعد استحضار أنها ستدخل القصر الملكي بعد أيام وتتصرف مثل ملكة. أما الأميرة الموعودة، فما كان صمتها وشرودها إلا نتاج تفكير مختلف، يطير بها نحو السماء حينًا ويهوي بها في مكان سحيق أحيانًا أخرى. كانت روحها تستشرف مسارين: مسارًا ترى فيه هداية الله تنزل بقلب القيصر عندما تصارحه بإيمانها برسالة المسيح -عليه السلام- فيلين قلبه وينشرح صدره فيؤمن مثلها، ويؤمن بإيمانه والدها ومن دونهما خلق كثير، ويظهر المؤمنون إيمانهم في الإسكندرية ومصر وأرجاء العالم، فتطير روحها فرحًا وتحلق في آفاق بعيدة. ولا يقطع خيالها الحالم إلا اقتحام هاجس مخيف؛ ألّا يكون قلب القيصر الهائج الغاضب العنيد محلًّا لقبول الهداية، وأن ينصرف قلبه نحو الشر ويظل على وثنية أثينا وروما، فلا يكون له في قلبها محبة، وينصرف قلب أبيها والحاشية عنها، ويظل المؤمنون يكتمون إيمانهم ويبكون مآسيهم، يتجرعون كأس الموت، ومناشير الحديد وأمشاط الناسوت التي تلاحق آلاف الأبرياء وتنزع إنسانيتهم وأرواحهم دون رحمة. لكن الأميرة عزمت أمرها واتخذت قرارها!
"سأواجه الاثنين بالحقيقة؛ نعم، سأواجه القيصر وحاكم الإسكندرية بالهدوء والحكمة والمحبة ورسالة المسيح. أنا مؤمنة وأدعوك للإيمان.. ولِمَ لا يكون ذلك؟" اختارت السير على درب نساء مصر الكبريات؛ فقد عاشت في طفولتها فصول قصة السندريلا، الشابة المصرية اليتيمة الطيبة التي استمالت قلب ملك وصارت حديث العالم. ولا يبتعد تأملها عن رحلة هاجر الصابرة من الفرما (السويس) عبر سيناء، تحمل رضيعها نحو جبال الحجاز لينبت منها شعب عظيم عديد. ولعل أقرب قصة إلى خلجات قلبها قصة آسية امرأة فرعون، التي تحدت ظلمه وبطشه وجاهرت بإيمانها، فكانت الجائزة بيتًا في الجنة، وصارت مضرب المثل في الناس أجمعين: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ).
صُدم القيصر بجمالها، وكانت صدمته الكبرى في جرأتها والجهر في حضرته بإيمانها وتمسكها الصادق برسالة المسيح عليه السلام. كانت الوثنية الإغريقية هي السائدة في مصر حكمًا ورسمًا، بينما كانت المسيحية والوثنيات المصرية هي المنتشرة ريفًا وحضرًا؛ سرًّا في المدن، وعلنًا في الريف. وكان الجهر بالمسيحية -خاصة عند الحكام- يعرض المؤمنين لمخاطر لا قبل لهم بها.
منع تعلق قلب القيصر وفتنته بجمالها البطش السريع بها؛ فحاول التلطف معها وإقناعها بالارتداد عن دينها، لكن حجتها كانت أقوى، وعزيمتها أثبت، ولسانها أطلق، وحديثها أعذب وأسحر. واجه القيصر وحاشيته والأسرة صعوبات جمة في محاورة فتاة مؤمنة نقية، إيمانها أقوى من إيمانهم، وأخلاقها أتم من سلوكهم، وحجتها تعلو فوق حجتهم. كانت الفتاة ترى ذلك في نظرات عيونهم، وقسمات وجوههم، ونبرات حديثهم، فيزداد يقينها بالحق الذي يسكن قلبها ويملأ جوانحها.
فلما استيأسوا من إثنائها عن العودة للوثنية، صار المحبون يراودونها عن كتمان إيمانها وإظهار الوثنية من أجل سلامتها وسلامتهم، فلم ترجع عن إظهار دينها. جلبوا لها فلاسفة السلطة وخطباء القيصر من مصر واليونان، وانتشر الخبر، وباءت جهود القيصر والحاكم بالفشل. صارت قصة الفتاة المؤمنة التي تتحدى القيصر حديث المدائن والقرى، وتحول حب القيصر الشديد لها إلى انتقام وحشي، فنكّل بها وعذبها وقطّع جسدها، ولم يُبقِ زبانية التعذيب إلا على ذراعها، تنفيذًا لأمر قيصرهم الذي أبقاه عبرة لمن يقبض يده عن يد القيصر.
رحلت الفتاة المؤمنة عن دنيا مصر مظلومة بريئة، لم يستطع أن يدنس براءتها بشر ولو كان إمبراطور روما. رحلت بنقائها وصدقها، واشتعلت الإسكندرية بأخبارها: إيمانها، وجلسات محاوراتها، وجدالها، ثم آلامها وانتهاءً باستشهادها في سبيل مبادئها. واتسع التمرد على الوثنية، ولم يجرؤ الناس في البداية على ذكر اسمها، لكنهم لقبوها فيما بينهم بكناية بعيدة عن مساءلة السلطة وآذان العسس، لقبًا يليق بها: "آجيا كاثروس" (Hagia Katharos)، أي القديسة النقية أو المؤمنة الطاهرة. وصاروا يرمزون لها بالحرفين K.A (آجيوس أي قديس باليونانية). وتحولت التسمية بعد قرون إلى المقابل الإنجليزي "سانت كاترين" (Saint Catherine)، ونُطقت الثاء تاء في اللهجة المصرية، وصار هو الاسم المتداول عالميًّا. ومن هنا، بدأت قصة بناء دير سانت كاترين.
بعد استشهادها بقرنين ونيف تقريبًا، كانت المسيحية قد انتصرت على الوثنية في الدولة الرومانية، وصارت مدينة الإسكندرية أحد أهم المراكز المسيحية بعد القدس حتى منتصف القرن السادس الميلادي. أراد الإمبراطور جستنيان الأول (527-565م) أن يكرم زوجته الإمبراطورة ثيودورا، التي كانت قد أبدت اهتمامًا بالرهبان في سيناء. فقرر الإمبراطور بناء دير تجمع فيه رفات القديسة كاترين ويجعله مركزًا للرهبان الموالين له. ولما أعلن الملك عن رغبته، قيل إن أحد الرهبان رأى رؤيا منامية للقديسة وأن روحها تريد أن تظهر في هذا المكان بالجبل المعظم في طور سيناء، الذي كان يأوي إليه الرهبان زمن الاضطهاد الروماني الوثني، حيث قُتل آلاف المصريين ممن آمنوا بالمسيح. فأُعدّ للدير التمويل والمهندسون والبناة، وحُفرت به العيون، وأقيمت له الأسوار والغرف والمرافق، واختير له مكان حصين، وبُنيت داخله كنيسة.
عُرف الدير باسم "دير سيناء" أثناء تخفي الرهبان من بطش الرومان، ثم صار بعد الاعتراف بالمسيحية "دير طور سيناء" أو "دير جبل الطور". وبداخله "مَعضَمية" (مكان لحفظ رفات الرهبان) من بينها رفات القديسة كاترين. وفي مرحلة لاحقة، عُرف باسم "كنيسة العذراء"، ثم غلب عليه اسم "كنيسة التجلي" لما اشتهرت به. ولما صارت الكنائس تسعًا في مكان واحد، بدأ يظهر اسم "دير آجيا كاترين" لأول مرة في مخطوط بالدير يُعرف بمخطوط الشهيد أنطونيوس منذ سنة 600م، ثم صار يجمع بين التسميات العربية واليونانية واللاتينية المعربة باسم "دير سانت كاترين".
تحدث المؤرخون –بجانب الغرض الديني– عن أهداف سياسية وعسكرية لبناء الدير؛ فقد بُني وسط انقسام حاد في المسيحية عمومًا، وبين المسيحيين المصريين خصوصًا، حيث اختار المصريون عقيدة في طبيعة المسيح تختلف عن عقيدة بيزنطة التي تمثلها الإمبراطورية وطبقة الحكم. وكان بناء الدير حصنًا متقدمًا لربط سيناء بفلسطين حال حدوث تمرد مصري على سلطة الروم. وصار الدير مرتبطًا دينيًّا بالقدس وسياسيًّا بالإسكندرية. وبمرور الوقت، طُرد الرهبان المصريون التابعون للكرازة المرقسية الأرثوذكسية أو قُتلوا، واستُخلص الدير للرهبان اليونان التابعين لكنيسة الروم الأرثوذكس فقط، ولم يترهبن به مصريون جدد.
بعد الفتح الإسلامي لمصر، خفت حدة الخلافات المسيحية الدموية في الشرق، واستقرت أحوال الدير، وحصل الرهبان على الأمان والعهد -مثل جميع الأديرة والكنائس في البلدان المفتوحة- من الأمير عمرو بن العاص بأمر من الخليفة عمر بن الخطاب. وجُدد العهد في مراحل تاريخية مختلفة، ابتداءً بالأمويين حتى العثمانيين. وكل قادة مصر تقريبًا لهم عهود ووثائق ومكاتبات ومنح وهدايا وتوقيعات وأحكام وكتب وآثار، بحراسة القبائل البدوية وإشراف وولاية مصرية لم تنقطع منذ إنشاء الدير قبل 1600 عام، مع تبدل الدول واختلاف العصور.
أقيم الدير في موقع جغرافي حيوي في قلب جنوب شبه جزيرة سيناء، بسفح جبل على هضبة ترتفع 1500 متر عن سطح البحر، بمساحة مبنية تقدر بـ3400 متر مربع (85 مترًا طولًا و40 مترًا عرضًا و11 مترًا ارتفاعًا). ويضم العديد من الغرف للإعاشة بما يسع 70 راهبًا، ونُزلًا داخليًّا للزيارة يستقبل 100 زائر، في حيز اتسع بعد عام 1982 إلى 20 ألف متر مربع (20 دونمًا، أو 4.5 أفدنة تقريبًا)، وتحيط بهذه المساحة محميات طبيعية وأراضٍ شاسعة مملوكة للدولة.
نما بجوار الدير مع مرور الزمن نظام عرفي إداري أدى إلى تقسيم العمل إلى مجالات متعددة: ديني (رعاية الرهبان)، سياحي (رعاية الزوار)، حراسة وتأمين، زراعة وتثمير، طعام وسقاية، علاج، وسفارة لمقابلة ذوي الشأن. ووفر الرخاء الاقتصادي حياة رغدة للدير من خلال تثمير أموال التبرعات، وأثمر الاستمرار والاستقرار أن يكوّن الدير رصيدًا وتراثًا عالميًّا من تمازج الحضارات الإنسانية وتعايشها.
ولذلك، لا عجب أن يحتوي الدير على كنوز من المعارف واللغات والتحف والأيقونات والمخطوطات والمؤلفات، تشمل أنواعًا من الخطوط العربية، خاصة الخط الكوفي، وأصولًا للغات الشرقية والغربية، وشروحًا للأناجيل المكتوبة باللغة السريانية واليونانية القديمة، ونسخًا من كتب أبقراط الطبية، ووثائق وهدايا من ملوك وأمراء وكهنة ومستكشفين، وصورًا وعملات من عصور وبلدان مختلفة، حتى تشكلت به أكبر مكتبة ملحقة بدار عبادة في الشرق، وثاني أكبر مكتبة في العالم بعد مكتبة الفاتيكان. ويقدر محتواها بنحو 6 آلاف كتاب ومخطوط، من بينها 400 مخطوطة عربية، وألفا وثيقة موقعة من ملوك وأمراء مسلمين وأوروبيين، ومئات التحف والأيقونات، هذا غير ما تسرب إلى بريطانيا وإسرائيل أثناء احتلال سيناء، ولا يزال يُعرض في متاحفهما باسم دير سانت كاترين.
اتسمت تعاملات رهبان الدير مع سلطات الدولة المصرية في كافة عصورها التاريخية بالهدوء والحكمة، باعتبار الدير جزءًا من الجغرافيا السياسية والتاريخ الوطني لمصر. إلا أنه بعد انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من سيناء عام 1982، حدث تسارع كبير في وضع متصرفي الدير أيديهم على مناطق شاسعة واستحداث نقاط تمكين. وبينما كان البدو والعربان لا يسمحون بأي تجاوز على أراضي الدولة حال غيابها أثناء الاحتلال ويرفضون أي تغيير في معالم الأرض، تدفقت الأموال بعد الانسحاب على متصرفية الدير، فأقامت أسوارًا جديدة وشقت طرقًا واستحدثت أوضاعًا جديدة، مما أدى إلى ظهور خلاف بين العربان وتابعي الدير.
وبعد أن أعلنت الحكومة إنشاء محمية طبيعية كبيرة عام 1988، خُطط لها أن تشمل 4300 كيلومتر مربع يُحظر على البدو فيها حفر الآبار أو الإقامة، حدثت عملية إخلاء تدريجي لعرب سيناء من المنطقة استغرقت 10 سنوات، لنصل إلى عام 1996 حيث نفذت السلطات قرار المحمية الطبيعية.
ومع تطور علاقة مصر واليونان منذ 2013 إلى علاقات إستراتيجية وودية للغاية، حيث دعمت اليونان الحكومة المصرية ما بعد 3 يوليو/تموز أمام الدول الأوروبية مقابل دعم مصر لليونان ضد تركيا في اتفاقية الحدود البحرية بين تركيا وليبيا (2019)، زاد نفوذ تابعي الدير على البدو وعلى السلطة المحلية أيضًا، حتى وصلت الأمور إلى حكم المحكمة الذي دار حوله الخلاف المصري اليوناني، الموصوف بأنه أزمة دبلوماسية مكتومة ومؤجلة قد تنفجر بحدة بعد احتواء الوضع في غزة.
أظهرت الصحافة الغربية مضمون الوثائق اليونانية والأوروبية المتبادلة بين الدير والسلطات اليونانية، التي تسمي منطقة الدير كلها وكأنها مساحة مفتوحة لمستوطنة يونانية في سيناء، فتطلق اسم الدير أحيانًا على المساحة الشاسعة لمحلية سانت كاترين بكاملها، مما يعد انتهاكًا للسيادة المصرية حسب وجهة نظر البعض. وهي أرض مصرية يسكنها مصريون من بدو سيناء وأبناء الوادي، يزيد عددهم على 15 ألف نسمة، وتضم 37 واديًا (يشرف الدير على واحد منها فقط). وتقدر مساحة محلية سانت كاترين بـ5130 كيلومترًا مربعًا؛ أي ما يعادل 8.5% من مساحة شبه جزيرة سيناء، وتزيد قليلًا على 6 أضعاف مساحة مملكة البحرين، وتعادل مساحة قطاع غزة 14 مرة تقريبًا. وتقع المنطقة برمتها في قلب جنوب سيناء، مما يوفر لها مناخًا متنوعًا ويحافظ على تدفق دائم للمياه، وهي بيئة خصبة للزراعة والرعي والسياحة والاستشفاء، وبها معادن نفيسة.
هذه مقاربة معرفية في محاولة لبناء مساحة مشتركة من الوعي بما يحدث، حيث تتداخل السياسة مع الدين في لغة الجغرافيا والتاريخ.