آخر الأخبار

أمينة مؤسسة “فونسي” بإسبانيا: “مجريط” عاصمة أوروبية أسسها المسلمون

شارك الخبر

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على الرابط أعلاه للمشاهدة على الموقع الرسمي

تبدو حكاية الأندلس وكأنها قصة غير مكتملة بين شاطئين وروايتين، فهي على شواطئ شبه الجزيرة الإيبيرية قصة حضارة صارت قديمة رغم أن معالمها لا تزال تشكل وجها بارزا لتراث إسبانيا المعماري والثقافي وحتى السياحي، وهي على الشطآن العربية المقابلة قصة مجد تليد ترويه الأشعار والأعمال الأدبية أكثر مما تدرسه كتب التاريخ، و"اسأل "بلنسية" ما شأن "مُرسية" وأين "شاطبة" أم أين "جَيّان"، وأين "قرطبة" دار العلوم فكم من عالم قد سما فيها له شانُ".

إذن أين الحقيقة بين الشاطئين، هل غرقت في البحر؟ يغوص هذا الموضوع بين الروايتين، حيث تسعى نخبة من المثقفين والباحثين الإسبان لرحلة بحث في الرواية الأخرى من تاريخ بلادهم، ومن مدريد التي تحتضن تاريخا إسلاميا عريقا لا يعرفه كثيرون ممن "لا يتذكرون أن "مجريط" هي العاصمة الأوروبية الوحيدة التي أسسها المسلمون" كما تقول ضيفة هذا الحوار التي التقيناها في الدوحة وزرناها في مدريد.

مصدر الصورة
عرض لمؤسسة "فونسي" في معرض الدولي للسياحة (فيتور 2024) بنسخته الـ44 في مدريد (الجزيرة)

تعمل الأكاديمية الإسبانية إنكارنا غوتيريز أمينة لمؤسسة الثقافة الإسلامية ذات الطابع العلمي والثقافي، وبدأت نشاطها عام 1982 بجهود الخبير في الشؤون الإسلامية، السيد شريف عبد الرحمن جاه، رئيس المؤسسة، والعالم بمجال الأنثروبولوجيا، خوليو كارو باروخا، الذي تولى الرئاسة الفخرية للمؤسسة لغاية وفاته، وتقدم رؤية لثقافة منفتحة كونية، يمثل الحوار والتضامن والتسامح فيها طرفا لا محيد عنه، وتهدف لتنشيط الحوار الأوروبي-الإسلامي، وذلك عبر معرفة أفضل بالحضارة الإسلامية وبالروابط التاريخية والثقافية التي تجمعها بأوروبا، لأجل تيسير الاحترام المتبادل ومحاربة المواقف والسلوكيات التي تنطوي على العنصرية والخوف من الآخر.

وإذ تُعتبر الأندلس رمزا للتعايش الثقافي والغنى الحضاري، حيث ازدهرت الفنون والعلوم في عصورها الذهبية، تتجلى أهمية مؤسسة الثقافة الإسلامية في مدريد (فونسي) بإحياء هذه الروابط التاريخية وتعزيز الفهم المتبادل بين الثقافات، فإلى الحوار:

(1-2) إعادة إحياء أصداء الأندلس: دور مؤسسة الثقافة الإسلامية في مدريد

  • أولا وقبل كل شيء، نريد أن تعرفينا على مؤسسة الثقافة الإسلامية في مدريد وعملها، وما الدور الذي تلعبونه في تعزيز الوعي بالإرث الثقافي لتاريخ الأندلس في المجتمع الإسباني بشكل عام؟

نحن مؤسسة خاصة غير سياسية وغير دينية تأسست منذ 40 عاما. وأنشأت هذه المؤسسة بجهود مجموعة من الباحثين الإسبانيين المعروفين والمهمين، ويرأسها شريف عبد الرحمن جاه، وهو إسباني من أصول مغربية.

وبرزت فكرة المؤسسة في لحظة انتقال سياسي في إسبانيا بعد حقبة فرانكو، لاستعادة ماضي الأندلس وفهم ما حدث بها. فللأسف، في المدرسة لا يعلمونك إلا في صفحتين ما حدث في 8 قرون من التاريخ. لذلك أردنا استعادة ذلك ومعرفة تاريخنا وذاتنا الأندلسية، وهذه كانت قضيتنا الرئيسية.

برزت فكرة المؤسسة في لحظة انتقال سياسي في إسبانيا بعد حقبة فرانكو، لاستعادة ماضي الأندلس وفهم ما حدث بها. فللأسف، في المدرسة لا يعلمونك إلا في صفحتين ما حدث في 8 قرون من التاريخ. لذلك أردنا استعادة ذلك ومعرفة تاريخنا وذاتنا الأندلسية، وهذه كانت قضيتنا الرئيسية

ثقافيا، زرنا الجامعات الإسبانية، ورأينا أن المعرفة بالثقافة الأندلسية مقتصرة على مجموعة فقط من الباحثين والدارسين في الجامعة، من المتحدثين باللغة العربية. لذا أردنا أن نأخذ تلك المعرفة من هؤلاء الباحثين ونعممها لتكون في متناول الجميع، لكي تتاح الفرصة للجميع للتعرف على أنفسهم وتاريخهم الثقافي الثمين.

وقد كان الغرض من ذلك أن ننظر إلى أنفسنا في المرآة ونكتشف ما تبقى من هذا التراث في حياتنا اليومية، وهذا هو أصل تنظيمنا ومؤسستنا.

  • كيف تقيّمين الطريقة التي يتم بها تمثيل مسلمي الأندلس في نظام التعليم الرسمي الإسباني والمناهج الدراسية في المدارس والجامعات؟

لم يتم إعطاء مسلمي الأندلس الأهمية التي كانوا عليها، وهذا هو الوضع الحقيقي للأسف. ولكن علينا أن نفهم أن إسبانيا سياسيا كدولة، وكشعب، وكدولة قومية -وهو مفهوم حديث- تم إنشاؤها في مواجهة الحكم الإسلامي. فقد كان هناك عدد من الأقاليم، بدؤوا في القتال للتخلص من السلطة الإسلامية، وبعد ذلك انضموا إلى بعضهم بعضا وكونوا ما يشبه الحملة الصليبية. وهذا ما حدث، فقد كان الأمر أشبه بإزالة كل التراث الإسلامي.

وفي التعليم، وصل الأمر إلى أنه كان مجالا محددا جدا للدراسة، ولكنه غير متداول في الدراسة العامة وفي المدارس العادية. وهذا الأمر ليس الآن، فالآن تغيرت الأمور. ولكن سابقا، عندما كنت بالمدرسة، لم يقدموا لنا إلا صفحتين أو 3 صفحات مختصرا بها 800 عام من التاريخ، وكانت الطريقة التي يشرحون بها ضعيفة جدا. ومن هنا برزت المشكلة.

مصدر الصورة
عرض فيلم تعريفي بمؤسسة الثقافة الإسلامية بمدريد في معرض الدولي للسياحة (فيتور 2024) (الجزيرة)
  • كيف أثر انقسام تاريخ الأندلس بين رواية الشمال الأوروبي والجنوب العربي على فهمنا المشترك لتراثها الحضاري وتاريخها الثقافي؟

كانت الأندلس آخر مركز عظيم للحضارة الإسلامية عالميا. لذا فهي أسطورة في الدول العربية والإسلامية، وفي إسبانيا أيضا. ولكن حدث لدى الإسبانيين حالة تشبه انفصام الشخصية، لأنهم من ناحية، فخورون جدا بالآثار التي تركت لهم من الأندلس، فتلك الآثار تنشط القطاع السياحي وتجلب العديد من السياح من حول العالم، فلدينا الحمراء، غرناطة، ألميريا، القصور الأندلسية، إشبيلية.. وغيرها. ومن ناحية أخرى، لم تلتحق إسبانيا إلا متأخرة بركب أوروبا بسبب ماضيها وإرثها الإسلامي، لذا فهذا الوضع معقد بشدة.

حدث لدى الإسبانيين حالة تشبه انفصام الشخصية، لأنهم من ناحية، فخورون جدا بالآثار التي تركت لهم من الأندلس، فتلك الآثار تنشط القطاع السياحي وتجلب العديد من السياح من حول العالم، فلدينا الحمراء، غرناطة، ألميريا، القصور الأندلسية، إشبيلية.. وغيرها. ومن ناحية أخرى، لم تلتحق إسبانيا إلا متأخرة بركب أوروبا بسبب ماضيها وإرثها الإسلامي، لذا فهذا الوضع معقد بشدة

أما بالنسبة للدول العربية والإسلامية، فهم لديهم الأسطورة بالفعل، لكنهم لا يعرفون حقا ما كان يحدث في الأندلس، والتي كانت مجتمعا علميا ومنفتحا للغاية.

لذا فهم يتمنون عودة الأندلس مرة أخرى، لكنهم لا يعلمون أن الأندلس كانت كل شيء إلا التعصب وعدم التسامح. لذلك يعد الأمر غير واضح تماما بالنسبة للجانبين.

  • ما المشاريع التي تنفذها مؤسستكم في تعزيز الوعي بتاريخ التراث الإسلامي في إسبانيا، وخاصة في مدن مثل مدريد وطليطلة؟

لدينا عدة مسارات عمل بالمؤسسة لحماية ونشر التراث الإسلامي. لذا بداية يتعين علينا أن نعرف أن التراث الإسلامي لا يقتصر فقط على المعالم والآثار المهمة التي لدينا، فالجميع يعرف -من خلال السياحة في إسبانيا- أن التراث الإسلامي موجود في كل مكان في إسبانيا، وأحيانا في الريف، وفي المواد الخام وفي اللغة.. إلخ. لذا فنحن لدينا قدر هائل من هذا التراث.

يأتي دورنا في المؤسسة بتحديد هذا التراث من خلال عدة مشاريع، لتوسيع رقعة انتشاره بين الناس. ولهذا قمنا بعمل معارض مختلفة وأنشطة وفعاليات.

لا يعرف كثيرون تاريخ مدريد الإسلامية، أو لا يتذكره إلا القليل. فهم لا يتذكرون أن "مجريط" هي العاصمة الأوروبية الوحيدة التي أسسها المسلمون

وأول تلك المشاريع هو مركز الدراسات الإسلامية في مدريد، إذ لا يعرف كثيرون تاريخ مدريد الإسلامية، أو لا يتذكره إلا القليل. فهم لا يتذكرون أن "مجريط" هي العاصمة الأوروبية الوحيدة التي أسسها المسلمون.

(2-2) مبادرات ومشاريع لتعزيز الذاكرة التاريخية الأندلسية

لذا أنشأنا هذا المركز بقاعدة بيانات لاستخدامها لمساعدة الدارسين في أبحاثهم. وانتهينا من تنظيم زيارات إرشادية. ونحن هنا لا نتحدث فقط عن القرنين التاسع والـ11، حيث كانت هناك مدينة إسلامية "مجريط". ولكن بعد 5 قرون، لا يزال هناك كثير من الذكريات في عديد من الأماكن.

ومن ضمن جهود المؤسسة، لدينا موقع مركز الدراسات الإسلامية في مدريد على شبكة الإنترنت، ويحتوي الموقع على "خريطة مدريد الإسلامية"، والتي تمت ترجمتها إلى اللغتين الإنجليزية والعربية.

عاصمة أوروبية باسم عربي.. مدريد تحتفي بماضيها الإسلامي في متحفها الجديد

ونحاول تحقيق هذا الأمر أيضا وتوثيقه ونشره على الإنترنت مع مدينة "طليطلة" والتي كانت أصل الأندلس، والتي بدأ فيها كل شيء، ....

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك الخبر

إقرأ أيضا