آخر الأخبار

يوم أعدمت فرنسا قاتل "الملك الطيب".. بطريقة مرعبة

شارك
رسم تخيلي لاغتيال الملك هنري الرابع

خلال القرون السابقة، اهتز النظام القديم بفرنسا على وقع العديد من المؤامرات والاغتيالات السياسية التي تسببت بتزايد حدة التوتر في البلاد وهددت في بعض الأحيان باندلاع حرب أهلية.

فيما مثلت عملية اغتيال الملك الفرنسي هنري الرابع أهم الأحداث التي هزت النظام القديم وهددت وحدة الفرنسيين.

"الملك الطيب"

فعقب اغتيال الملك هنري الثالث (Henri III) يوم 2 أغسطس (آب) 1589، تولى هنري الرابع، المولود يوم 13 ديسمبر (كانون الأول) 1553 بمنطقة بو، حكم فرنسا.

ومنذ وصوله لسدة الحكم، اتجه لإنهاء حالة الحرب التي شهدتها البلاد منذ سنوات بين الكاثوليك والبروتستانت. وبحلول عام 1598، مرر مرسوم نانت الذي أكد من خلاله حرية المعتقد بفرنسا وسمح بفضله لكل الفرنسيين بممارسة شعائرهم الدينية بحرية مطلقة دون المساس بأمن واستقرار البلاد.

كما سمح ذلك المرسوم للبروتستانت بدخول الوظيفة العمومية والحصول على مناصب إدارية وسيادية ومنحهم حق الحصول على مناطق آمنة يلجؤون إليها في حال تعرضهم لأي هجوم من الكاثوليك.

هنري الرابع بثيابه العسكرية

أما على الصعيد الاقتصادي، فوضع هنري الرابع ووزيره ماكسيمليان دي بيتون، المعروف بدوق سولي، برنامجاً اقتصادياً تمكنا من خلاله من إعادة إحياء الاقتصاد الفرنسي المدمر منذ أكثر من 30 سنة بسبب الحروب وحالة الاقتتال الداخلي. إذ ساهم هذا البرنامج في خفض الضرائب المرتفعة المفروضة على عامة الشعب وتطوير الزراعة وتحسين حالة الطرقات لتسهيل الحركة التجارية بالبلاد.

من جانب آخر، اتجه الملك الفرنسي لإعادة بناء المدن المدمرة بسبب الحروب وتشييد معالم جديدة مثل الساحة الملكية وساحة الدوفين والساحة الملكية والجسر الجديد.

وعلى الصعيد الخارجي، مال للسلام والابتعاد عن الحروب تزامناً مع حفاظه على مصالح فرنسا وأكد أيضاً على استقلالية بلاده تجاه التاج الإسباني. وبفضل هذه الإصلاحات، وصف بأعظم ملك بتاريخ فرنسا، وكسب حب الفرنسيين الذين لقبوه بـ"الملك الطيب".

اغتيال الملك

لكن رغم كل هذه الإصلاحات، عرف هنري الرابع نهايته ضمن عملية اغتيال. فمع بداية عام 1610، اتهمه رجال الدين الكاثوليك بالخيانة بسبب سعيه لتنظيم حملة عسكرية ضد إسبانيا. كما نشروا إشاعات حول سعيه لنشر البروتستانتية في فرنسا واعتمادها بدلاً من الكاثوليكية.

في حين لقيت تلك الإشاعات صدى بأذن فرنسي يدعى فرانسوا رافاياك الذي عمد للتسلح بخنجر وتوجه إلى باريس لمراقبة تحركات الملك أملاً في العثور على ثغرة لقتله.

لوحة تجسد الملك هنري الرابع

ويوم 14 مايو (أيار) 1610، عثر رافاياك على ضالته. فأثناء توجهه لمنزل دوق سولي، طالب الملك بعدم تواجد عدد كبير من الحرس. وفي أحد الشوارع، توقف الموكب الملكي بسبب تواجد عربة مليئة بالتبن أعاقت الحركة. ومع توجه الحرس نحو العربة لتحريكها، قفز رافاياك فوق إحدى عجلات عربة الملك ووجه له طعنات قاتلة من النافذة.

فيما اعتقل الحرس رافاياك، حال مشاهدتهم للحادثة، وحاولوا نقل الملك نحو أحد المستشفيات القريبة إلا أنه توفي قبل ذلك.

إعدام القاتل

وعقب اعتقاله، مثل رافاياك أمام المحكمة ونال حكماً بالإعدام. ويوم إعدامه الموافق للسابع من الشهر نفسه، اقتيد نحو كاتدرائية نوتردام وأجبر على تقديم اعتذار للملك هنري الرابع والشعب الفرنسي. ومن ثم اقتيد نحو ساحة باريس لتنفيذ الحكم.

لوحة تجسد واقعة اغتيال الملك هنري الرابع

وأمام حشد هائل من الفرنسيين، تم ربط وثاق رافاياك قبل أن تتم عملية إحداث ثقوب صغيرة بفخذيه. ثم تكفل الجلادون بسكب الزيت الساخن بهذه الثقوب. بعدها تم حرق اليد التي طعن بها الملك ومن ثم تم شد وثاق أطرافه نحو 4 أحصنة أجبر كل منها على الركض باتجاه مختلف ليتقطع بذلك جسده لأربعة أجزاء.

وعقب عملية الإعدام، رفض الحاضرون إنشاد أنشودة salve regina التي تنشد عادة لطلب الرحمة للميت واتجهوا بدلاً من ذلك لالتقاط قسم من أطراف رافاياك وعرضها بمختلف أرجاء المدينة. ثم أقدمت السلطات على حرق بقايا أطرافه ونثر رمادها وأجبرت عائلته على مغادرة باريس وأحوازها أو مواجهة مصير مماثل.

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار