آخر الأخبار

أكثر بمئة مرة من التوقعات.. البلاستيك الدقيق يملأ هواء منازلنا

شارك
آيستوك - تعبيرية

في عالمنا الحديث، لا يقتصر تلوث البلاستيك على المحيطات والأنهار فحسب، بل امتد ليصل إلى الهواء الذي نتنفسه يومياً داخل منازلنا وسياراتنا.

وكشفت أحدث الدراسات أن جزيئات البلاستيك الدقيقة، التي لا تُرى بالعين المجردة، تحوم في كل مكان حولنا، مخترقة رئتينا بأعداد مذهلة تفوق التوقعات السابقة بمئات المرات.

آيستوك - تعبيرية

هذه الجسيمات السامة لا تهدد البيئة فقط، بل تفتح باباً جديداً من المخاوف الصحية التي قد تؤثر على حياتنا بشكل لم نعهده سابقاً.

فما هو حجم هذا التهديد؟ وكيف تؤثر هذه الملوثات المخفية على صحتنا؟ وما المصادر التي تغذي هذه السموم المحمولة جواً؟

أكثر بمئة مرة من التقديرات

فقد كشف العلماء عن العدد الدقيق لجزيئات البلاستيك الدقيقة التي نستقبلها يوميا في منازلنا وسياراتنا، وهو أكثر بمئة مرة من التقديرات السابقة.

كشفت تحليلاتهم أن البالغين يستنشقون نحو 68 ألف جزيء من جزيئات البلاستيك الدقيقة التي يبلغ حجمها 10 ميكرومترات أو أقل يومياً، أي أكثر بمئة مرة مما كانت تشير إليه التقديرات السابقة.

والأمر المقلق أن هذه الجزيئات صغيرة بما يكفي لاختراق رئتينا، بحسب خبراء نقل عنهم موقع ديلي ميل البريطاني.

وأفادت الدراسات السابقة عن وجود جزيئات البلاستيك الدقيقة معلقة في الهواء في مجموعة واسعة من البيئات الخارجية والداخلية.

ومع ذلك، ركزت معظم الأبحاث على جزيئات يتراوح حجمها بين 20 إلى 200 ميكرومتر.

آيستوك - تعبيرية

تخترق الرئتين

في دراستهم الجديدة، قرر الفريق التركيز على الجزيئات الأصغر التي يتراوح حجمها بين واحد إلى 10 ميكرومترات، والتي من المرجح أن تخترق الرئتين.

وجمع الباحثون عينات هواء من شققهم وسياراتهم، قبل استخدام تقنية تسمى التحليل الطيفي رامان (Raman Spectroscopy) لقياس تركيز جزيئات البلاستيك الدقيقة.

وكشفت تحليلاتهم أن متوسط تركيز جزيئات البلاستيك الدقيقة في المنزل يبلغ 528 جزيئا لكل متر مكعب، بينما في السيارات يصل إلى 2,238 جزيئاً لكل متر مكعب.

آيستوك - تعبيرية

وكانت الغالبية العظمى 94% من هذه الجزيئات أصغر من 10 ميكرومترات.

3,200 جزيء

وباستخدام هذه النتائج مع بيانات سابقة عن التعرض للبلاستيك الدقيق في الأماكن المغلقة، يقدر الباحثون أن البالغين يستنشقون حوالي 3,200 جزيء من جزيئات البلاستيك الدقيقة التي يتراوح حجمها بين 10 إلى 300 ميكرومتر يومياً.

كما نستقبل نحو 68,000 جزيء تتراوح أحجامها بين واحد إلى 10 ميكرومترات، أي أكثر بعشرة أضعاف مما كنا نعتقد سابقا.

ولا يزال البحث في كيفية تأثير جزيئات البلاستيك الدقيقة على صحة الإنسان في مراحله الأولى، لكن هناك أدلة متزايدة تشير إلى احتمال أن تكون ضارة.

ونظرا لأن البلاستيك يحتوي على مواد كيمياوية معروفة بأنها سامة أو مسرطنة، يشعر العلماء بالقلق من أن تراكم جزيئات البلاستيك الدقيقة قد يتسبب في تلف أنسجة أجسامنا.

وفي دراسات على القوارض، وُجد أن التعرض لمستويات عالية من جزيئات البلاستيك الدقيقة يسبب أضرارا للأعضاء، بما في ذلك الأمعاء والرئتان والكبد والجهاز التناسلي.

أمراض القلب والأوعية الدموية وسرطان الأمعاء

أما في البشر، فقد أشارت الدراسات الأولية إلى وجود ارتباط محتمل بين التعرض لجزيئات البلاستيك الدقيقة وأمراض مثل أمراض القلب والأوعية الدموية وسرطان الأمعاء.

وأظهرت الأبحاث أن تلوث البلاستيك أصبح واسع الانتشار إلى درجة أننا قد نستقبل يوميا ما يصل إلى 130 جسيما صغيرا منه عبر التنفس.

وتُعد الألياف المنبعثة من الملابس المصنوعة من الفليس والبوليستر، بالإضافة إلى الجزيئات الناتجة عن غبار المدن وإطارات السيارات، من أكبر المصادر المعروفة لما يُسمى بالبلاستيكات الدقيقة في الهواء.

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار