وقعت "حادثة القطار العظيم"، وهي أكبر كارثة للسكك الحديدية في الولايات المتحدة في الساعة 07:20 صباح يوم 9 يوليو 1918، حينما تصادم قطاران فجأة وجها لوجه.
الاصطدام حدث في مدينة "ناشفيل" بولاية تينيسي في خط سكة حديد بمسار واحد يبلغ طوله 16 كيلو مترا، وتسبب في مصرع 101 شخصا، منهم 87 راكبا و14 من عمال السكك الحديدية، كما أصيب 171 شخصا آخرين.
حوالي 80 بالمئة من ضحايا هذه الكارثة كانوا من الأمريكيين من أصل إفريقي، وكانوا يعملون في مصنع للبارود في ضواحي مدينة ناشفيل.
الكارثة حدثت في خط سكة حديدية باتجاه واحد بعرف باسم "المنحنى الهولندي"، ويقع بوسط مدينة ناشفيل الغربي. طريق السكة الحديدية كان متعرجا ما منع سائق القطار رقم 1 من رؤية القطار رقم 4 وكان قادما عبر الغابة.
القطاران كانا يسيران بسرعة 80 كيلو مترا في الساعة، وجرى الاصطدام بطريقة مفاجئة حتى أن سائق أحد القطارين لم يتسع له الوقت لاستعمال المكابح فيما ضغط سائق القطار الثاني على المكابح قبل بضعة ثوان فقط قبل الكارثة.
تبين أن سبب الحادث أخطاء ارتكبها طاقم القطار رقم 4 ومشغلو أبراج المراقبة الذين لم يلتفتوا لوجود القطار رقم 1 على الخط الحديدي.
من الآثار التي ترتبت على هذه الكارثة أن معظم شركات السكك الحديدية في الولايات المتحدة تحولت إلى استخدام عربات ركاب مصنوعة من الفولاذ.
تعد السكك الحديدية أكثر وسائل النقل العام أمانا لكن لحوادثها نتائج كارثية من حيث عدد الأرواح.
من أشهر الأمثلة على مثل هذه الكوارث ما تعرض له قطار الركاب "ملكة البحر" في سيريلانكا في ديسمبر عام 2004. هذا الحادث بوصف بأنه أكبر كارثة في تاريخ السكك الحديدية.
ضرب تسونامي ناجم عن زلزال قوي في المحيط الهادئ سواحل سريلانكا، وعصفت موجتان عاتيتان بقطار "ملكة البحر" المكتظ بالركاب أثناء توجهه على خط ساحلي من كولومبو إلى غالي. بالقرب من بلدة "بيراليا"، ابتلعت مياه المحيط الهادئ القطار ما أسفر عن مصرع معظم الركاب على الفور. هذه الكارثة الكبرى أودت بحياة ما بين 1700 إلى 2000 شخص.
كارثة أخرى للسكك الحديدية جرت في عام 1915 بمنطقة وادي الحجارة "غوادالاخارا" في المكسيك.
خلال الثورة المكسيكية فيما كان قطار ركاب مكون من 20 عربة ويحمل 900 راكب يسير على سكته مارا بمنحدر حاد، تعطلت الفرامل وسقط في واد عميق ما تسبب في مصرع 600 شخص.
الكارثة الثالثة المماثلة جرت في واية "بيهار" بالهند عام 1981، حين انقلب قطار يقل حوالي ألف راكب أثناء مروره بجسر فوق نهر "باجماتي" ليهوي بعدها في الماء بعد تعرضه لرياح عاتية. تسببت الكارثة في مقتل حوالي 800 شخص، ما يجلها واحدة من أكثر حوادث القطارات دموية في التاريخ.
أكبر كارثة للسكك الحديدية في تشيكوسلوفاكيا جرت عام 1960، حين اصطدم قطاران أثناء انطلاقهما بسرعة كبيرة بالقرب من محطة تسمى "ستيبلوفا". الاصطدام حصل بسبب عدم امتثال طاقم أحد القطارين للإشارة الحمراء. الكارثة تسببت في مصرع 118 شخصا وإصابة آخرين بنفس العدد تقريبا.
إحدى أكبر حوادث القطارات في الاتحاد السوفيتي جرت ليلا بمحطة "كامينسكايا" بمنطقة "روستوف" عام 1987. نتيجة عطل في المكابح، اندفع قطار بضائع بسرعة مئة كيلو متر في الساعة إلى المحطة واصطدم بمؤخرة قطار ركاب متوقف أمامه. في تلك اللحظات العصيبة، سادت حالة من الذعر بين الركاب وسط الظلام، وتبين فيما بعد أن الاصطدام أسفر عن مصرع 106 أشخاص وإصابة 114 آخرين.
بطبيعة الحال، تحسنت إجراءات السلامة وضمانات الأمن بشكل كبير في السكك الحديدية في العقود الماضية، وأصبحت القطارات الحديثة تعمل بمكابح تلقائية في أوقات الطواري، إلا أن الكوارث في شبكات خطوط السكك الحديدية المترامية لا يمكن تلافيها بشكل تام لسببين، الأخطاء البشرية والظروف الطبيعية القاسية.
المصدر: RT