بعد أيام قليلة من هبوطها إلى مستوى 5 أرقام وفقدانها زخمها بسبب الحرب والظروف الجيوسياسية الأخرى، عاود سعر بيتكوين الارتفاع. وقد برزت مؤشرات إيجابية، مدعومة بنهاية الصراع الإيراني الإسرائيلي مؤخرًا وزيادة الاهتمام المؤسسي، مما دفع سعر بيتكوين للارتفاع مجددًا، مما أعطى أملًا للمجتمع بأن موجة الصعود قد لا تنتهي.
وكانت التوترات الجيوسياسية الأخيرة قد دفعت العملة المشفرة إلى التراجع بنسبة 4.4% خلال الأسبوع الماضي، لكن آمال السلام وعودة الشراء المؤسسي أعادت الزخم الصعودي للسوق.
تكلفت 330 مليون دولار وطائرة مروحية.. زوكربيرغ يكشف حدوداً جديدة للثروة والمغامرة
وشهدت أسواق العملات الرقمية انتعاشًا حادًا في أسعار ايتكوين صباح الثلاثاء، 24 يونيو 2025، بعد إعلان الرئيس الأميركي عن اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، ما أشعل موجة تفاؤل لدى المستثمرين.
وارتفعت العملة المشفرة الأكبر في العالم بأكثر من 4% لتتجاوز مؤقتًا حاجز 106,000 دولار، قبل أن تستقر قرب 103,127.30 دولار عبر معظم المنصات الكبرى.
وبحسب بيانات "CoinMarketCap"، سجل سعر بيتكوين 103,889.77 دولار بحجم تداول يومي بلغ 60.43 مليار دولار، بينما أظهرت "CryptoCompare" ذروة سعرية بلغت 105,209.86 دولار. كما أشارت "CoinDesk" إلى تراجع بيتكوين لفترة وجيزة دون مستوى 103,400 دولار قبل التعافي، في انعكاس لتفاوت السيولة والتسعير بين المنصات المختلفة، وفقا لـ"timesnownews".
وقد شهدت العملة تراجعًا حادًا الأسبوع الماضي من مستوى 111,953.60 دولار إلى أدنى مستوى عند 98,249.20 دولار، متأثرة بالضربات الجوية الأميركية على منشآت نووية إيرانية، ما دفع المستثمرين إلى اللجوء لأصول الملاذ الآمن مثل الدولار الأميركي وسندات الخزانة.
لكن المزاج العام انعكس بشكل حاد بعد أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه توسط في اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل. وكتب ترامب: "إسرائيل وإيران جاءتا إليّ، وقلت: السلام الآن!"، مضيفًا أنه ضمن "السلام والازدهار في المستقبل".
وقد ساهم هذا التدخل السياسي في استعادة الزخم الصعودي، حيث شهدت معظم العملات الرقمية ارتفاعًا حادًا. ووفقًا لباحثين في "CoinDCX"، شهد بيتكوين عملية زخم صعودية قوية عقب تصريحات ترامب، ليتجاوز مؤقتًا 106,000 دولار.
كما شهدت العملات الأصغر أداءً قويًا، إذ قفزت عملة "SEI" بنحو 35%، وارتفعت عملات الميم مثل "WIF" و"SPX" بأكثر من 20%. وحققت السوق الأوسع استقرارًا، مع تسجيل معظم العملات البديلة مكاسب معتدلة.
في موازاة التطورات الجيوسياسية، قدمت المستجدات التنظيمية في الولايات المتحدة دفعة إضافية للسوق. إذ أفادت تقارير بأن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسقط شرط "المخاطر على السمعة" الذي كان يمنع البنوك من الانخراط في الأصول الرقمية، في خطوة تُعتبر ضوءًا أخضر للمؤسسات المالية الكبرى.
وتعكس هذه الثقة المتزايدة من قبل المؤسسات إعلان الرئيس التنفيذي لشركة مايكروستراتيجي، مايكل سايلور، عن شراء بما قيمته 26 مليون دولار إضافية من بيتكوين عند سعر 105.8 ألف دولار، لترتفع حيازات الشركة إلى 592,345 بيتكوين، بقيمة إجمالية تتجاوز 41.87 مليار دولار. كما أعلنت شركة The Blockchain Group الأوروبية عن إضافة 75 بيتكوين إلى خزينتها المؤسسية.
سجلت صناديق بيتكوين الفورية (Spot ETFs) في الولايات المتحدة صافي تدفقات إيجابية قدرها 350 مليون دولار، بينما أضافت صناديق إيثيريوم (Ethereum ETFs) نحو 101 مليون دولار دون تسجيل أي عمليات سحب، ما يشير إلى تزايد القناعة الاستثمارية بالعملات الرقمية كفئة أصول طويلة الأمد.
ورغم استمرار المخاوف بشأن التقلبات قصيرة الأجل، يترقب المحللون تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، إلى جانب سياسات البنوك المركزية، لتحديد الاتجاه القادم للسوق. ويؤكد الخبراء أن استمرار الزخم الصعودي يتطلب تثبيت وقف إطلاق النار وتحقيق وضوح تنظيمي أكبر.