في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
ما زال مرض الزهايمر يشكل لغزاً كبيراً، وما زالت الدراسات تُجرى إلى اليوم للوقوف على أسبابه وكيفية الوقاية منه واكتشاف الطرق الأمثل لعلاجه والتي لم يتم التوصل لها إلى اليوم، فيمكن حالياً التخفيف من أعراضه وإبطاء تقدّمه لا أكثر.
ومن خلال الدراسات والأبحاث التي أجريت على المرض تمكن الأطباء والعلماء من اكتشاف بعض الممارسات والأنشطة التي من شأنها أن تقلل خطر الإصابة بمرض الخرف إلى النصف، وذلك بحسب ما كتبت الصحفية أنيكا يوناس في مجلة فوكوس الألمانية.
للوقاية من مرض الزهايمر لا بد من الانتباه إلى نوعية الأطعمة التي تتناولها، وخفض مستوى الكوليسترول الضار LDL الموجود في اللحوم المصنعة والوجبات السريعة والأطعمة السكرية على وجه التحديد.
فأظهرت الأبحاث أن ارتفاع مستوى الكوليسترول الضار في الدم يساهم في تطور مرض الخرف، كما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
ويجب الانتباه إلى أمراض الغدة الدرقية، فارتفاع مستوى الكوليسترول الضارّ في الدم قد يحدث بسبب قصور الغدة الدرقية.
ذكرت أنيكا جوناس في مقالها أن الاستمرار في التعلّم يقي من الإصابة بمرض الزهايمر والأمراض المشابهة له، ويظهر هذا واضحاً لدى الأشخاص ذوي المستوى التعليمي المنخفض، فأثناء تدريب الذاكرة على القراءة أو إجراء عمليات حسابية على المدى الطويل يساهم في تشكيل مشابك عصبية جديدة في الدماغ، والتي تأخذ بدورها وظائف المشابك التالفة.
يُنصح بتعلّم لغة جديدة للوقاية من الزهايمر، فتعلم اللغات هو الأفضل لتشكيل مشابك عصبية جديدة، ومع ذلك يمكن أيضاً تعلّم الموسيقى أو الرقص أو لعب ألعاب الذاكرة والقراءة.
التعلّم المستمر يساهم في تقليل فرص الإصابة بمرض الزهايمر.صورة من: DAVID HERRAEZ CALZADA/Zoonar/picture allianceإصابة الرأس تسبب ارتجاج في الدماغ ، وحتى الارتجاج البسيط يضاعف من خطر الإصابة بمرض الزهايمر بعد سنوات، ويتضاعف الخطر في ظل وجود إصابات رأس خطيرة، أدت إلى فقدان الوعي.
فعندما يتعرّض الرأس إلى إصابة تموت الخلايا العصبية، ويمكن لبروتينات تاو أن تتراكم وتترابط مع بعضها البعض، وقد تستمر هذه التفاعلات في الدماغ إلى عدة سنوات.
يرتبط مؤشر كتلة الجسم البالغ 30 أو أكثر في منتصف العمر بزيادة خطر الإصابة بالخرف، ويزداد خطر الإصابة بالخرف بهذه الحالة بأكثر من 30 بالمئة، ويتراوح مؤشر الكتلة الطبيعي للجسم بين 18.5 و 24.9.
وإلى جانب السمنة يرتبط الخمول البدني بازدياد فرص الإصابة بالخرف، فممارسة الرياضة والأنشطة البدنية تمدّ الجسم بالمزيد من الأكسجين، ما يعزز عملية التمثيل الغذائي، والوصول إلى الوزن الطبيعي، ويدرّب الدماغ ليبقى نشطاً.
التدخين مسبب للكثير من الأمراض، بالإضافة إلى أنه عامل خطر للإصابة بمرض الزهايمر، وأثبتت الدراسات أن المدخنين لأكثر من عشرين عاماً معرضون لخطر الإصابة بالخرف أكثر بمرتين من غير المدخنين.
تتسبب المكونات الموجودة في الدخان بتصلب الشرايين، والشرايين والأوعية المسدودة غير قادرة على إمداد الأنسجة بالدم والأكسجين، مما يؤدي إلى تدهور الخلايا العصبية.
كما أن للتدخين أثر سلبي على عملية التمثيل الغذائي في الدماغ بأكمله، ولهذا فإن الإقلاع عن التدخين سيقلل من هذه المخاطر على دماغك.
علاج مشاكل الاكتئاب والقلق والتوتر ضروري ليس فقط من أجل عيش حياة نفسية صحية، وإنما من أجل تقليل مخاطر الإصابة بالخرف، فأثبتت الدراسات أن الضغوط النفسية تؤدي إلى تلف خلايا الدماغ، كما أن الأعراض المرتبطة بالاكتئاب مثل اضطرابات النوم تساهم في الإصابة بالخرف، بحسب مجلة فوكوس الألمانية.
فعدم الحصول على ساعات نوم كافية يعزز من تراكم النفايات السامة في الدماغ، في حين أن النوم الجيد يدعم صحة الدماغ ويعزز من عملية تجديد خلاياه.
تبيّن أن الأشخاص الذين يعيشون في وحدة وعزلة هم أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر ، ويعود السبب في ذلك إلى تركيبة الدماغ، فوظائف الدماغ تعمل بشكل أفضل عند التواصل مع الآخرين، فالحديث مع الناس والتواصل والتعرّض لمواقف اجتماعية عديدة خلال اليوم يحفز عمل الدماغ، وتجديد خلاياه.