سادت حالة من الحزن والآسي في أرجاء شارع الغزالي بمنطقة اللبان التابعة لحي الجمرك بمحافظة الإسكندرية في أعقاب انهيار مبنى بالمنطقة أسفر عن مصرع سيدة، وتم إنقاذ ثلاثة أطفال، ولعل البعد الانساني والمفاجآت التي صاحبت حادث انهيار العقار كانت حديث الساعة بالإسكندرية.
يقول إيهاب أحمد، شاهد عيان من سكان المنطقة: "مفارقة غريبة حدثت في وفاة رباب محمد (47 سنة- موظفة أمن) حيث كانت قد نجت من الموت منذ سنوات في حادث انهيار مبنى كانت تسكنه هي وزوجها وابنتيها حيث كانوا جميعا في أعمالهم خارج المبنى، لكنها في هذه المرة ماتت في انهيار عقار آخر بينما كانت في المطبخ تعد الطعام، فيما نجا باقي أفراد أسرتها لتأخرهم في العودة إلى المنزل.
ويضيف أحمد في تصريحات حديث لموقع "سكاي نيوز عربية": "تم العثور على جثة الضحية بعد الكشف بالجهاز الخاص بالحماية المدنية وتحديد موقع الجثة، وتم استخدام الحفر اليدوي بحرص حتى لا تتشوه الجثة، التي تم تغطيتها بملاءة الإسعاف قبل استخراجها."
وتابع: "كانت رباب قد فقدت أفرادا من أسرتها في العقار المنهار منذ سنوات، وانتقلت مع زوجها ويدعى مجدي شحاتة (50 سنة ويعمل منجدا)، وابنتيها ردينا وروان (27و22 سنة الأولى خريجة تجارة إنجليزي والثانية خريجة تربية رياضية) إلى هذا المبنى المنكوب الذي هو بالمناسبة كان بجوار العقار المنهار الأول."
من جانبه، روى محمد عبد الله، شاهد عيان من سكان المنطقة، قصة نجاة الأطفال الثلاثة وهم منة الله صبري وشقيقها محمد والشقيق الثالث نوح رامي (4 شهور) وهم أشقاء من الأم.
وقال عبد الله في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية": "بينما كانت الأم وزوجها في الخارج للعمل، وقع انهيار العقار بصورة مفاجئة بعد اهتزاز دام ثواني ثم حدث صوت فرقعة، وسقط الأطفال الثلاث داخل محل في الدور الأرضي فكتب الله لهم النجاة، وعثر عليهم رجال الحماية المدينة بعد تحديد مكانهم من خلال صراخ الطفل الرضيع الذي عثر عليه في أحضان شقيقته الكبرى.
وقد تم التحفظ علي مالك العقار لعدم تنفيذه لقرار الهدم والصادر منذ ثلاث سنوات تمهيدا لتحويله للنيابة، كما تم تشكيل لجنة هندسية لمعاينة العقارات المجاورة للعقار المنهار ومدي تأثرها بانهياره.
ومن جانبها، أمرت النيابة العامة بالتحفظ على ملف العقار المنهار والتصريح بدفن جثة المتوفاة، واستدعاء مهندس المنطقة لسؤاله، وكذلك الناجين من الانهيار لأخذ أقوالهم، كما أمرت النيابة بتشكيل لجنة فنية لتحديد سبب انهيار العقار بعد ما تردد عن أن أعمال البناء لعقار مجاور أدت لانهيار العقار المقام على أعمدة وأسقف خشبية.
يذكر أن حي الجمرك قد أزال بالفعل 46 عقارا شديدي الخطورة خلال الفترة الماضية، وعاينت لجنة المنشآت الآيلة للسقوط العديد من العقارات وأصدرت قرارات بالترميم لبعضها والهدم للبعض الآخر، لكن السكان يرفضون التنفيذ مما يعوق عمليات الانقاذ السريعة.