في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
أظهرت دراسة أجرتها جامعة كانساس أن القراء يفقدون الثقة في مصداقية الأخبار عندما يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي قد ساهم في إنتاجها، حتى لو لم يكونوا على دراية كاملة بكيفية تأثير هذه التكنولوجيا.
وأظهرت النتائج أيضًا أن الناس يدركون وجود الذكاء الاصطناعي في صناعة الأخبار، ولكنهم ينظرون إليه بشكل سلبي. كما أن فهم كيفية مساهمة هذه التكنولوجيا في إعداد المحتوى يعد أمرًا معقدًا، مما يخلق تحديًا في كيفية توضيح هذا الأمر للقراء بطريقة بسيطة ومفهومة، وفقًا لموقع Phys.org.
أظهرت النتائج أن أغلب القراء كانوا يظنون أن البشر هم من يكتبون المقالات بشكل رئيسي، حيث اعتقد بعضهم أن الذكاء الاصطناعي قد يكون ساعد في البحث أو في كتابة مسودة تم تعديلها لاحقًا من قبل الإنسان.
كما أظهرت النتائج أن القراء كانوا يعرفون أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في كتابة المقالات، لكنهم كانوا يحتاجون إلى مزيد من التوضيح حول كيفية مساهمته في المقالات التي قرأوها.
وقالت أليسا أبلمان، الأستاذة المساعدة في كلية الصحافة بجامعة ويليام ألين وايت والباحثة المشاركة في دراستين حول هذا الموضوع: "مع تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة الأخبار، أصبح من الضروري أن يفهم الجمهور كيف يؤثر هذا على مصداقية الأخبار".
أجرت أبلمان وزميلها ستيف بين إيمي، الأستاذ المساعد في نفس الكلية، تجربة عرضوا خلالها على القراء مقالًا عن الأسبارتام (المحلى الصناعي) وسلامته للاستهلاك. تم تقسيم القراء عشوائيًا لقراءة خمسة أنواع من المقالات: واحدة كتبها كاتب بشري، وواحدة كتبها كاتب باستخدام أداة ذكاء اصطناعي، وواحدة كتبها كاتب بمساعدة الذكاء الاصطناعي، وواحدة كتبها كاتب بالتعاون مع الذكاء الاصطناعي، وأخيرًا مقال كتبه الذكاء الاصطناعي بالكامل. جميع المقالات احتوت على نفس المعلومات.
نُشرت نتائج الدراسة في ورقتين بحثيتين من جامعة كانساس، بالتعاون مع هايان جيا من جامعة ليهاي ومو وو من جامعة ولاية كاليفورنيا في لوس أنجلوس. ركزت إحدى الدراسات على كيفية إدراك القراء لاستخدام الذكاء الاصطناعي في كتابة المقالات، حيث تم استبيانهم بعد قراءة المقال لمعرفة آرائهم حول تأثير هذه التكنولوجيا على الصحافة.
وعندما تم ذكر استخدام الذكاء الاصطناعي في المقال، تراجعتثقة القراء في المصدر والمصداقية. حتى عندما تم ذكر أن المقال "كتبه صحفي من الفريق"، ظنّ القراء أن الذكاء الاصطناعي قد ساعد جزئيًا في الكتابة بسبب عدم وجود اسم بشري مرتبط بالمقال.
تشير النتائج إلى أن الناس يثقون أكثر في الأخبار التي يكتبها البشر، لكن عندما يُستخدم الذكاء الاصطناعي بدلاً من البشر، قد يؤثر ذلك على مصداقية الأخبار. ومع ذلك، في بعض الحالات مثل اقتراحات الفيديوهات على يوتيوب، لا يؤثر الذكاء الاصطناعي على المصداقية بنفس الطريقة.
من المهم أن يكون الصحفيون واضحين مع قرائهم حول كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي. كما حدث هذا العام مع موقع Sports Illustrated الذي كان متهما بنشر مقالات من إعداد الذكاء الاصطناعي ولكن تم تقديمها على أنها من كتابة بشرية. الباحثون يشيرون إلى أنه لا يكفي فقط الإعلان عن استخدام الذكاء الاصطناعي، بل يجب توضيح كيف تم استخدامه، لأن ذلك يؤثر في مصداقية الأخبار.
الدراسات المنشورة في مجلة Computers in Human Behavior: Artificial Humans تشير إلى ضرورة مواصلة البحث لفهم كيفية إدراك القراء لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الصحافة. الباحثون يعتقدون أن الصحافة بحاجة إلى تحسين طريقة الكشف عن هذا الاستخدام.
ن.ف.د