حثّ الاتحاد الدولي للاتصالات التابع للأمم المتحدة، في تقرير صدر يوم الجمعة، الشركات على استخدام أدوات متطورة للكشف عن المعلومات المضللة والمحتوى المُنشأ بتقنية التزييف العميق بواسطة الذكاء الاصطناعي، وذلك للمساعدة في مواجهة المخاطر المتزايدة للتدخل في الانتخابات والاحتيال المالي.
وأشار الاتحاد، في التقرير الصادر خلال "قمة الذكاء الاصطناعي من أجل الخير" في جنيف، إلى أن التزييف العميق، مثل الصور ومقاطع الفيديو المُولّدة بالذكاء الاصطناعي، والمقاطع الصوتية التي تُقلّد أشخاصًا حقيقيين بشكل مقنع، تُشكّل مخاطر متزايدة.
ودعا الاتحاد إلى وضع معايير صارمة لمكافحة التلاعب بالوسائط المتعددة (الصور والفيديوهات)، وأوصى موزعي المحتوى، مثل مواقع التواصل الاجتماعي، باستخدام أدوات التحقق الرقمي للتأكد من صحة الصور ومقاطع الفيديو قبل مشاركتها، بحسب رويترز.
وأشار بلال الجموسي، رئيس قسم مجموعات الدراسات في مكتب التقييس بالاتحاد الدولي للاتصالات، إلى أن "الثقة في وسائل التواصل الاجتماعي تراجعت بشكل كبير لأن الناس لا يعرفون ما هو حقيقي وما هو مزيف".
وأضاف أن مكافحة التزييف العميق تُمثّل تحديًا كبيرًا نظرًا لقدرة الذكاء الاصطناعي التوليدي على صنع وسائط متعددة واقعية.
وشدد ليونارد روزنثول، من شركة أدوبي، المتخصصة في برامج التحرير الرقمي والتي تكافح التزييف العميق منذ عام 2019، على أهمية تحديد مصدر المحتوى الرقمي لمساعدة المستخدمين على تقييم مدى موثوقيته.
وأشارت فرزانة بديع، مؤسسة شركة الأبحاث "ديجيتال ميدوسا" المتخصصة في حوكمة العالم الرقمي، على أهمية اتباع نهج عالمي لمواجهة هذه المشكلة، نظرًا لعدم وجود جهة رقابية دولية واحدة الآن تُركز على كشف المواد المُتلاعب بها.
وقالت لرويترز: "إذا كان لدينا معايير وحلول مجزأة، فسيكون التزييف العميق الضار أكثر فعالية".
ويعمل الاتحاد الدولي للاتصالات حاليًا على تطوير معايير لوضع العلامات المائية على مقاطع الفيديو -التي تُشكل 80% من حركة مرور الإنترنت- لتضمين بيانات المصدر مثل هوية المُنشئ والطوابع الزمنية.