تحوز شركة "Unitree Robotics" للروبوتات الصينية على كثير من الزخم مؤخرًا مما يجعلها على قدم المساواة مع "ديب سيك" للذكاء الاصطناعي الصينية ولكن في مجال الروبوتات.
تصنع شركة "Unitree Robotics" روبوتات رشيقة بما يكفي للرقص والعمل وممارسة الكونغ فو. وظهرت الشركة في مشروع بحثي لجامعة كارنيجي ميلون حول الروبوتات التي لها أداء مثل ليبرون جيمس وغيره من الرياضيين المتميزين.
كما أن شركة ميتا تناقش التعاون مع "Unitree Robotics"، وفقًا لتقرير من لوكالة بلومبرغ، اطلعت عليه "العربية Business".
وانضمت روبوتات "Unitree" إلى البشر في عرض رقص استعراضي بأحد أبرز البرامج الصينية، وهو البرنامج الخاص برأس السنة الصينية الجديدة على شبكة "CCTV" في أواخر يناير الماضي.
وقال وانغ شنغ شينغ، الرئيس التنفيذي لـ"Unitree Robotics"، إن الروبوتات الشبيهة بالبشر تتطور بسرعة أكبر من المتوقع، وإن هذه المنتجات قد تُنشر على نطاق واسع في قطاعات الخدمات والتصنيع بحلول عام 2026 أو 2027.
وأضاف وانغ، في مقابلة مع إحدى وسائل الإعلام الصينية نُشرت العام الماضي: "عندما يتوافق ما تفعله مع الموضوع الرئيسي للعصر، ستتوجه الموارد الجيدة نحوك".
ولدى "Unitree" القدرة على أن تفعل في قطاع الروبوتات في الصين ما فعلته "ديب سيك" في مجال الذكاء الاصطناعي، وفقد تسببت الأخيرة في صدمة في وادي السليكون.
لقد حقق وانغ وفريقه اختراقات تكنولوجية بتكلفة منخفضة نسبيًا -محدثًا صدمة مشابهة لتلك التي سببتها "ديب سيك" في وقت سابق من هذا العام- مما يزيد من احتمال أن تتمكن الصين من نشر أعداد ضخمة من الروبوتات للاستخدام الصناعي والتجاري وحتى العسكري.
أعرب بعض الساسة الأميركيين عن قلقهم من أن مثل هذه الآلات قد تهدد مصالح البلاد التجارية والدفاعية.
وفي مقالة نشرتها صحيفة "وول ستريت جورنال" العام الماضي، كتبت النائبة الأميركية كاتي بريت وجاكوب هيلبرج، مفوض لجنة المراجعة الاقتصادية والأمنية الأمريكية الصينية آنذاك، أن واشنطن يجب أن تتحرك بسرعة للحد من تهديد الروبوتات الصينية. وقد ذكرا "Unitree" بسبب تقدمها في هذا المجال.
وردًا على طلبات التعليق، قالت "Unitree": "منتجاتنا مصنوعة للاستخدام المدني ولا نشارك في أي استخدامات لمنتجاتنا لأغراض عسكرية". وأشارت إلى بيان مشترك صدر في عام 2022 تعهدت فيه شركات بما في ذلك "Unitree" و"Boston Dynamics" الأميركية بعدم تسليح روبوتاتها.
ويعتبر نهج "Unitree" في تصنيع روبوتات منخفضة التكلفة محل جذب، إذ يبلغ سعر روبوتها "Go2" نحو 2,800 دولار مقارنة بحوالي 74,500 دولار لمنتج مماثل من منافستها الأميركية "Boston Dynamics".
طورت الشركة الناشئة أول روبوت بشري لها في عام 2023. ويتميز أحدث روبوتاتها البشرية "G1" بسعر 16,000 دولار على موقعها الرسمي، مقابل 20,000 إلى 30,000 دولار قد يطلبها إيلون ماسك مقابل روبوت "Optimus" من "تسلا" في المستقبل.
وقد اجتذب هذا النهج منخفض التكلفة المؤيدين. وقد نجحت "Unitree" في تأمين استثمارات من داعمين بما في ذلك شركة "Meituan" العملاقة لتوصيل الطعام وشركة "Source Code Capital" للاستثمار المغامر.
وقد جذبت إمكانات الاستخدام المزدوج للكلاب الآلية من "Unitree " انتباه واشنطن بعد ظهورها في تدريب عسكري صيني العام الماضي. وأظهرت مقاطع فيديو بثتها وسائل الإعلام الحكومية الصينية روبوتات "Unitree" المجهزة ببنادق هجومية في تدريبات مشتركة بين جيشي الصين وكمبوديا في مايو.
ظهر وانغ الرئيس التنفيذي لـ"Unitree" مؤخرًا في قمة ضمت 22 من قادة الأعمال في الصين جمعهم الرئيس الصيني شي جين بينغ.
وقالت شيرلي وونغ المحللة لدى "بلومبرغ إنتليجنس" إن ظهور المسؤولين التنفيذيين من "Unitree" في الاجتماع مع الرئيس شي قد يؤدي إلى زيادة الاهتمام بشركات الروبوتات الصينية الناشئة، والتي قد تصبح أكبر محركات النمو للاكتتابات العامة الأولية في الصين على مدى العامين المقبلين.
وأضافت أنه على الرغم من أن الروبوتات موضوع راسخ، إلا أن تطبيقاتها تتوسع مع التقدم التكنولوجي بسبب عوامل مثل الذكاء الاصطناعي واتجاهات السكان والدافع عبر الصناعات لتحقيق قدر أكبر من الكفاءة والدقة.
ويتطلع وانغ إلى أن تتمكن شركته من صناعة الروبوتات الذكية معقولة التكلفة للمنازل والمصانع والمؤسسات الأكاديمية، وفقًا لما ذكره في مقابلة سابقة.
وقال وانغ: "السبب وراء قراري بصنع روبوتات بشرية هو أنني أصبحت مقتنعًا بشكل متزايد بجدوى الذكاء الاصطناعي".
وأضاف: "فلسفة عمل شركتي هي أن الأنشطة التجارية يجب أن تولد أرباحًا معقولة. التكاليف هي معيار تقييم رئيسي لصنع أي شيء في شركتنا، وقيمتنا الأساسية هي كسب المال".