آخر الأخبار

كيف حولت الصين هزيمتها من برنامج بدائي لتصدر مشهد الذكاء الاصطناعي في 5 سنوات؟

شارك الخبر
تطبيق ديب سيك (المصدر: بلومبرغ)

في عام 2017، شاهدت الصين بدهشة كيف هزم برنامج الذكاء الاصطناعي "ألفاجو" المدعوم من "غوغل" لاعبا صينيا معجزة في لعبة لوحية معقدة تسمى "جو".

وكانت الخسارة الحاسمة أمام برنامج كمبيوتر أجنبي بمثابة لحظة قاسية بالنسبة للصين.

في ذلك العام، وضع المسؤولون الصينيون خطة جريئة لقيادة العالم في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030، وتعهدوا بتخصيص مليارات الدولارات للشركات والباحثين الذين يركزون على هذه التكنولوجيا، بحسب تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" واطلعت عليه "العربية Business".

نشأت شركة ديب سيك DeepSeek، الشركة الناشئة الصينية، على خلفية هذا الحماس.

في أيام قليلة نمكنت "ديب سيك" من قلب المشهد التكنولوجي رأساً على عقب من خلال إنشاء نموذج قوي للذكاء الاصطناعي بأموال أقل بكثير مما كان يعتقد الخبراء أنه ممكن.

شركة ديب سيك DeepSeek هي شركة خاصة، ولا يوجد دعم حكومي واضح لها، ولكن نجاحها يجسد طموحات الزعيم الصيني الأعلى شي جين بينج، الذي حث بلاده على تصدر المشهد التكنولوجي عالمياً.

نمو بقيادة التكنولوجيا

يريد شي أن يتم تشغيل الاقتصاد الصيني ليس بمحركات النمو القديمة مثل العقارات التي تغذيها الديون والصادرات الرخيصة، ولكن من خلال التقنيات الأكثر تقدما مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة الفائقة والطاقة الخضراء.

والآن، أظهرت شركة ديب سيك أنه ربما يكون من الممكن للصين أن تجعل الذكاء الاصطناعي أرخص وأكثر سهولة في الوصول إليه بالنسبة للجميع.

لقد تفاوتت شدة التنظيم الصيني للذكاء الاصطناعي على مر السنين، اعتمادًا على المكان الذي تقيم فيه الدولة نقاط قوتها ونقاط ضعفها.

عندما كانت الحكومة الصينية قلقة من أنها قد تخلفت عن أميركا في عام 2022 بعد إطلاق "تشات جي بي تي" من "OpenAI"، فقد اتخذت نهجًا أكثر تحررًا مما سمح في النهاية لمشاريع مثل "ديب سيك DeepSeek" وغيرها بالازدهار.

صورة للمباراة التي شارك فيها لاعب جو الصيني كي جيه ضد برنامج الذكاء الاصطناعي ألفاجو التابع لشركة غوغل في عام 2017 (وكالة الصحافة الاوروبية)

تمت دعوة مؤسس شركة ديب سيك DeepSeek، ليانج وينفينج، إلى مناقشة مع رئيس مجلس الدولة لي تشيانج في 20 يناير/كانون الثاني، وهو نفس اليوم الذي أطلقت فيه الشركة أحدث وأقوى نموذج للذكاء الاصطناعي، والمعروف باسم R1.

كان حضور ليانج أكثر من رائع بالنظر إلى أن "ديب سيك DeepSeek" لم تكن تعتبر واحدة من ما يسمى نمور الذكاء الاصطناعي في الصين.

كان هذا التمييز محجوز لشركات بارزة مثل "Zhipu AI"، وهي شركة ناشئة مقرها بكين تلقت استثمارًا حكوميًا كبيرًا.

كانت شركة ديب سيك DeepSeek قد دربت في الأصل نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها للمراهنة على سوق الأسهم الصينية.

ولكن عندما استهدفت الجهات التنظيمية مثل هذا السلوك، تحولت في عام 2023 إلى الذكاء الاصطناعي المتقدم للامتثال للسياسة الصناعية في الصين.

ثم أذهلت العالم بمنافسة أداء منافسيها الأميركيين على الرغم من استخدام عدد أقل بكثير من شرائح الكمبيوتر المتقدمة التي يصعب على الصين الحصول عليها، وهو إنجاز تكنولوجي لم يكن متاحًا حتى وقت قريب.

حتى الادعاءات الأخيرة التي وجهتها شركة OpenAI بأن شركة ديب سيك DeepSeek جمعت بياناتها بشكل غير صحيح لبناء نماذجها لم تردع معجبيها في الصين، الذين يتهمون الشركة الأميركية بنشر الشائعات.

قال صن تشنغهاو، خبير العلاقات الخارجية في جامعة تسينغهوا في بكين، "إن العقوبات التكنولوجية الأميركية المفروضة على الصين لم تترك للصين خيارًا سوى التطور".

في نهاية المطاف، قد لا يتقدم الذكاء الاصطناعي في الصين إلا بقدر ما تقرر الحكومة أنها قادرة على تخفيف مخاطره، كما يقول باراث هاريثاس، الخبير في سياسة الذكاء الاصطناعي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وهو مركز أبحاث في واشنطن.

وقال السيد هاريثاس: "إن الإفراط في التنظيم والحاجة إلى الالتزام بـ "القيم الاشتراكية الأساسية" قد يهددان بتحييد إمكانات الذكاء الاصطناعي".

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك الخبر

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا