ألفارو كاريراس يضيف الهدف الرابع لريال مدريد 🎯⚽️#الدوري_الإسباني #ريال_مدريد #فالنسيا pic.twitter.com/OSX1QnQbXR
— beIN SPORTS (@beINSPORTS) November 1, 2025
لم يعد ريال مدريد مجرد فريق كبير، بل تحوّل تحت قيادة تشابي ألونسو إلى آلة كروية متكاملة، تضغط وتخنق وتهاجم بلا هوادة.
فأمام فالنسيا، قدّم الفريق عرضًا جديدًا يؤكد أن ما بدأ في الكلاسيكو لم يكن مصادفة، بل بداية عصر مدريدي جديد يقوم على العمل الجماعي والانضباط الحديدي.
لم يتمكن فريق خورخي كوربيران من مجاراة النسق المدريدي، فارتكب الأخطاء واحدة تلو الأخرى. ركلتا جزاء واضحتان، ارتباك دفاعي، وغياب كامل للهوية.
تقول صحيفة "ماركا" إن فالنسيا بدا كفريق تائه، الحارس أغيريزابالا تصدى لما يمكن له، لكن سيول الهجمات كانت أقوى من كل مقاومة.
وتوالت الأهداف، إذ افتتح كيليان مبابي التسجيل من ركلة جزاء، ثم أضاف الهدف الثاني بلمسة فنية رائعة، في حين وقّع جود بيلينغهام على الهدف الثالث، في حين اختتم كاريراس الرباعية بهدف جميل.
لم يكن مجرد فوز، بل عرضًا فنيا في كيفية السيطرة على الخصم من الدقيقة الأولى حتى الأخيرة.
وتضيف الصحيفة أنه منذ الدقائق الأولى، بدا أن ريال مدريد في طريقه لفرض سيطرته الكاملة. عندما قاد بيلينغهام العمليات وسط الملعب بثقة نادرة، ويحرك الإيقاع، ويخلق المساحات، ويوجه اللعب كما لو كان مايسترو يتحكم في أوركسترا كاملة.
إلى جانبه، أظهر مبابي بريقه المعتاد، وساهم الإنجليزي في توسيع الفارق بتسديدة يسارية مركزة، بينما قدّم فينيسيوس جونيور نسخة مختلفة أكثر انضباطًا وتعاونا، تقبل الاستبدال دون اعتراض، في مشهد يلخص التحول الذهني الذي زرعه تشابي ألونسو في لاعبيه.
أما أردا غولر، فقد أضاف لمسته الإبداعية المعتادة، مكملًا لوحة مدريد في الشوط الأول الذي كان مونولوغًا أبيض خالصا. ضغط متواصل، استحواذ ذكي، وتحولات هجومية سريعة جعلت فالنسيا مجرد متفرج عاجز أمام إعصار تكتيكي منظم.
ما يميز ريال مدريد الحالي ليس فقط الأداء الهجومي، بل الضغط العالي المنظم الذي بات سلاحًا فتاكًا في يد ألونسو، الفريق لا يركض أكثر، بل يضغط بذكاء هندسي، حيث تُغلق المساحات بخطة دقيقة تجعل الخصم غير قادر على التنفس. كل تمريرة من المنافس هي مخاطرة، وكل محاولة خروج من منطقته تُقابل بفخ جديد.
لقد تحوّل ملعب البرنابيو إلى حقل ألغام، لا أحد ينجو منه، والأرقام تؤكد ذلك:
قال فالفيردي بعد اللقاء "لدينا لاعبون ذوو جودة عالية يبذلون جهودًا هائلة لاستعادة الكرة. نحن فخورون بالعمل الجماعي الذي نقدمه".
لحظات صغيرة مثل قبول فينيسيوس استبداله بابتسامة، أو تحية رودريغو لمدربه بعد الدخول كبديل، تعبّر عن تحول ثقافي في الفريق.
لم يعد ريال مدريد يعتمد على ومضات فردية، بل على منظومة جماعية متكاملة، حيث الكل يهاجم، الكل يدافع، والكل يعمل لهدف واحد.
لقد بات ريال مدريد اليوم فريقا لا يرحم، يعيش على الجوع والضغط والطموح الدائم، ففي أسلوب "القفص القاتل" الذي بناه ألونسو، لا أحد ينجو، وكل خصم يدخل الميدان يُخنق حتى النهاية.
الهوية اكتملت، الثقة تتضاعف، ومدريد الجديد يسير بخطى ثابتة نحو المجد لا بالمهارة فقط، بل بالعقل والنظام والتعطش المستمر للانتصار.
    
    
        المصدر:
        
             الجزيرة