إليك أبرز ما قاله مارك ماركيز لـCNN بعد فوزه بـ"موتو جي بي"

(CNN) -- تمكّن الإسباني مارك ماركيز، متسابق دراجات نارية، أخيراً من استعادة صدارة بطولة "موتو جي بي" في اليابان، نهاية الأسبوع الماضي، محققاً واحدة من أصعب قصص العودة في تاريخ هذه الرياضة بمحاولة شبه خالية من العيوب للفوز باللقب.

بعد وصوله للقب السابع في الفئة الأولى والتاسع في المجمل، ذرف ماركيز الدموع عندما نزل من دراجته الدوكاتي، مستوعباً ضخامة إنجازه.

وعند وصوله إلى إندونيسيا للمشاركة في السباق الأول من السباقات الخمسة المتبقية في موسم "موتو جي بي"، جلس مارك ماركيز مبتسماً مع مجموعة صغيرة من الصحفيين الدوليين، بما في ذلك من CNN Sports، للحديث عن لقبه، ورحلته التي استمرت 5 سنوات والتي مزقتها الإصابات.

الإدراك

قال ماركيز: "عندما تكون شاباً، يأتي كل شيء بشكل طبيعي، بغرائز طبيعية وموهبة فطرية، وحتى أنت لا تدرك معنى بطولة العالم"، مستعيداً لحظات فوزه الأول بلقب "موتو جي بي".

وأضاف: "عندما فزتُ عام 2013، لم أكن أُدرك ما أفعله، والآن، بعد 12 عاماً، أُدرك ما تعنيه بطولة العالم، وأن تحقيقها صعبٌ للغاية".

وتابع: "هذه المرة، عانيتُ أكثر بكثير، ولذلك، كان التحكم بمشاعري خلال الاحتفال أصعب مما أحاول عادةً، لكن الأمر مستحيلٌ وأنتَ حاضر، وقد حققتُ شيئاً رائعاً، عام 2025 من أروع أعوام حياتي".

في وقت سابق، تحدث شقيق مارك الأصغر، أليكس، وهو متسابق دراجات نارية أيضاً، إلى CNN Sports عن أحلك لحظات شقيقه الأكبر، عندما بدا أن عبء العمليات الجراحية المتعددة وكسور العظام من شأنه أن يحد من مسيرته المهنية المتألقة.

قال أليكس: "في تلك اللحظة، كان الوضع صعباً على المقربين منه، كان شخصاً مختلفاً، شخصية مختلفة، غاضباً من الجميع".

قال مارك ماركيز: "أجل، أُدرك ذلك، أليكس مُحق تمامًا في ذلك، أقول دائمًا، ربما خسرتُ بعض سنوات مسيرتي بسبب تلك الإصابات، لكن تلك السنوات علّمتني الكثير والكثير في حياتي الشخصية، كما تعلم، لقد تغيّرت شخصيتي".

وأكمل: "عندما تكون ضمن فريق الميكانيكيين والمهندسين والرؤساء الكبار قد تشعر أحياناً بأنك رقمٌ مهمٌّ عند تحقيق الفوز، تشعر وكأنك رقمٌ مهم، وأنك هنا لأنك تحقق الفوز، وهم معك فقط لأنك تحقق الفوز".

وأردف: " في تلك الفترة، لاحظتُ أن كل هؤلاء الناس لم يكونوا حولي بدافع الفوز، بل كانوا حولي لأنهم أصدقائي الحقيقيون، لذا، كان ذلك أيضاً من أجمل الأمور".

وأشاد مارك بأخيه الأصغر لمساعدته الكبيرة في أحلك الأوقات، إذ قال: "عندما كان الناس يسألونني: من يساعدك؟ وسأذكر اسمًا واحدًا فقط، أعني، ساعدني الكثيرون، الكثير والكثير...من عائلتي، ومن فريقي، يعرفون من هم".

وواصل: "لكن إن احتجتُ لذكر اسمٍ واحد، فسأقول أليكس، لأنه يُساعدني، أحيانًا مباشرةً، وأحيانًا أخرى لا يعلم، لكنه كان يُساعدني، كونه يُشارك في السباقات، ووجودي في المنزل لم يُبعدني عن سباقات موتو جي بي، لأن أليكس كان يُشارك في السباقات".

في سلام

بعد فوزه يوم الأحد في "موتو جي بي"، صرّح مارك ماركيز للصحفيين بأنه أخيرًا "ينعم بالسلام"، وفي إندونيسيا، استفاض الإسباني في الحديث عن صراعاته الداخلية.

قال ماركيز: "أعني، أنا الآن في سلام مع نفسي، لأننا لا نستطيع أن ننسى، خضعتُ لأربع عمليات جراحية مختلفة في ذراعي اليمنى، لكن ذلك كان بسبب عودتي مُبكراً جداً، ولو لم أفعل، لكانت عملية جراحية واحدة فقط، بعد 6 أشهر، وانتهى أمري".

وأضاف: "لكن تلك العودة كانت مُبكرة جداً، ومُفرطة في التفاؤل، نعم، بعض الأشخاص من حولي هم من منحوني الفرصة، لكن القرار الأخير كان قراري، أن أعود وأُحاول بعد أسبوع واحد من الجراحة".

وأكمل: "ثم كان قراري الأخير غير صحيح، لذا دخلت في فترة أقاتل فيها نفسي عدة مرات، لأن مارك يقول لي: توقف، ويقول لي مارك آخر: استمر".

وتابع: "لكن الآن، مارك الذي يقول استمر، كان يقول: يجب أن تستمر لأنك يجب أن تثبت لنفسك أنك لم تتخذ القرار الصحيح في الماضي، ولكنك تستطيع، بالمُكافحة، تستطيع تغيير المستقبل".

وأوضح مارك ماركيز: "لهذا السبب، أشعر الآن بسلام، هذا لا يعني أن الرؤية ستتغير، أو أن تلك الرؤية ستبقى كما هي في المستقبل، ولكن إذا حدث شيء آخر فسيكون حاضراً".

معادلة رقم أسطورة

بإنجاز يوم الأحد، أصبح مارك ماركيز الآن معادلاً لعدد ألقاب فالنتينو روسي، أحد أكثر الشخصيات احتراماً في هذه الرياضة.

خلقت حادثة الإسباني الشهيرة مع فالنتينو روسي في ماليزيا عام 2015 عداوة دائمة تجاه ماركيز، سواءً من روسي نفسه أو من مشجعي الإيطالي المخلصين، وهو ما أثار إحباط فريق دوكاتي بطل 2025.

مع ذلك، صرّح مارك ماركيز نفسه بأنه لا يدع الكارهين يُزعجونه، قائلاً: "لا أريد أن أضيع وقتي معهم، أحاول فقط الاستمتاع بمسيرتي، أحاول أن أبذل قصارى جهدي، هم نفس الأشخاص الذين يقول بعضهم، على سبيل المثال، إن دوكاتي لم تُساعد بيكو (متسابق آخر) هذا العام لأنها أرادت فوز ماركيز".

قال ماركيز: "أعني، هذا هراء، إنه مجرد هراء، لذا استمتعوا بالدراجات النارية، ففي عامٍ سيكون هناك راكب واحد، وفي عامٍ آخر راكب آخر، وفي عامٍ آخر مُصنِّع واحد، وفي عامٍ آخر مُصنِّع آخر، لكن هذه السباقات منافسة، وفي النهاية، يجب أن نستمتع بالعرض، هذا هو الأهم، والمنافسة هي ما يُثير الأدرينالين، وما يُثير الأدرينالين هو ما يريد الناس رؤيته".

أما بالنسبة لمقارنته بفالنتينو روسي، فقد أعرب مارك ماركيز عن فخره، إذ قال: "إنه لشرف كبير أن أعادل فالنتينو، كما تعلمون، عندما أرى اسمي بين هؤلاء الأساطير، فالنتينو روسي، جياكومو أغوستيني، أنخيل نييتو، ميك دوهان، أعني، وجود العديد من الأسماء الكبيرة حولي أمرٌ مثير للإعجاب، وهو شرف كبير أن أعادل أحد أعظم أو أكثر دراجي الدراجات النارية موهبةً في العالم".

"أين اسمي؟"

في حين قال البطل المتوج حديثاً إن شهيته للفوز بالألقاب لم تتضاءل، إلا أنه قال إنه ينوي استخدام السباقات الخمسة الأخيرة الخالية من الضغوط للتخطيط للموسم المقبل، بدلاً من بذل قصارى جهده للفوز.

قال ماركيز: "خلال الموسم، أبذل قصارى جهدي، وأُخاطر في اللحظات الحاسمة ولكن الآن، على سبيل المثال، في عامي 2018 و2019 عندما كنتُ أفوز بالبطولة، في السباق التالي، قلتُ لنفسي: "حسنًا، الآن، سأُخاطر بكل شيء، لا شيء أخسره".

وأضاف: "الآن، لديّ عقلية مختلفة، الأمر أشبه بآخر خمسة سباقات في العام، أريد إنهاء السباقات، والاستعداد جيدًا لعام 2026"، موضّحاً: "لا يهم إن فزتُ بسباق واحد، أو اثنين، أو خمسة، أعني، لن يُغيّر ذلك عام 2025، فالهدف الرئيسي قد تحقق، لذا، الهدف الرئيسي الآن هو إنهاء الموسم بشكل جيد، دون إصابات".

وفيما يتعلق بتصنيفه لنفسه في قائمة الأبطال، قال مارك ماركيز للصحفيين إنه ليس من وظيفته أن يقول ذلك.

وتابع: "بالنسبة لي، إنها متعة، أركب وأحاول الاستمتاع بها، أستمتع بشغفي، والنتائج تأتي، بالطبع، وهذا هو الأهم، ثم، عندما اعتزل يوماً ما، هيا بنا، سأقرأ لكم جميعاً: أين اسمي؟".