آخر الأخبار

لماذا تتحول المواهب الكروية الصاعدة إلى نجوم زجاجية؟

شارك





فتح تكرار الإصابات الذي تعرض له نجم نادي برشلونة بابلو مارتن بايز غافيرا (21 عاما) والمعروف بـ"غافي"، الباب أمام البحث في الأسباب المؤدية إلى ملازمة الإصابات للاعبين، أو عدم عودتهم بنفس المستوى السابق، إضافة إلى اضطرار بعضهم لإعلان اعتزاله مبكرا.

إصابة غافي وخضوعه لعملية جراحية في الغضروف المفصلي في نفس الركبة التي أصيب بها سابقا، حصلت بعد عودته من تمزق في الرباط الصليبي خلال الموسم الماضي.

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 نتيجة وملخص مباراة برشلونة ضد أوفييدو في الدوري الإسباني
* list 2 of 2 هل تتسبب الإصابات المتكررة في اعتزال غافي مبكرا؟ end of list

غيابه للموسم الثاني على التوالي سيكون قاسيا على الموهبة الكروية التي كانت تعد بصعود صاروخي.

نهاية مشوار مواهب كبيرة

وأعادت هذه الإصابة القوية للأذهان إصابات مشابهة للاعبين كان مستقبلهم واعدا مثل إنسو فاتي، ذلك النجم الذي راهن عليه الجميع ليكون قائد الأحلام البرشلونية ما بعد ليونيل ميسي، حتى أنه حمل الرقم 10 بعد رحيل النجم الأرجنتيني.

لكن الإصابات المتكررة والتي كان آخرها قطع في الغضروف الداخلي لركبته اليسرى في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، ثم تعرضه بعدها إلى 9 إصابات أخرى، وغيابه عن الملاعب لأكثر من 300 يوما، أدى لتراجع مستواه ودفع النادي لبيعه.

بول بوغبا كان أيضا من النماذج التي أجبرتها الإصابات على الابتعاد، فبعد فوزه بكأس العالم رفقة منتخب فرنسا عام 2018، أصبح من أهم المواهب العالمية في مركزه، لكن تمزق الغضروف الهلالي صيف 2022 خلال فترة الإعداد للموسم الجديد مع نادي يوفنتوس الإيطالي، كان بداية مشوار طويل من المعاناة، حيث غاب عن موسم 2022-2023 كاملا تقريبا.

دخل بوغبا في دوامة من الضغط النفسي المتراكم بسبب تكرار الإصابات، وكانت الرغبة الملحة في العودة المبكرة سببا في بحثه عن حلول غير تقليدية، وهذا ما أسقطه في فحص المنشطات عام 2023.

ورغم تأكيد مقربين منه أن المواد التي تناولها كانت مكملات غذائية بناء على وصفة طبية، فقد تسبب ذلك في حرمانه من لعب كرة القدم لـ4 سنوات، وفسخ عقده مع يوفنتوس.

مصدر الصورة بوغبا تعرض للعديد من الإصابات مع يوفنتوس أبعدته لفترة طويلة عن الملاعب (غيتي)

ما وراء الإصابات

عوامل عديدة تقف خلف تكرار الإصابات للاعبي كرة القدم، خاصة في الأطراف السفلية مثل الأربطة والعظام والعضلات، أما أخطر هذه الإصابات فهي كالتالي:

إعلان

* تمزق الرباط الصليبي الأمامي:

وسبب هذه الإصابة التوقف المفاجئ أو التغيير السريع في الاتجاه، وقد تؤدي هذه الإصابات إلى غياب طويل يحد من قوة وسرعة اللاعب، وقد تنهي مسيرته في بعض الأحيان.


* تمزق الغضروف الهلالي:

وتعد من أكثر الإصابات تكرارا، وتحدث هذه الإصابة نتيجة صدمة حادة أو إجهاد مزمن، قد يؤثر على استقرار الركبة.


* إصابات الإجهاد والاستخدام المفرط

مثل الأوتار وكسور الإجهاد سببها التعب الكبير والتدريبات المكثفة إضافة لقلة فترات الراحة، ومثل هذه الإصابات قد تنهي مسيرة اللاعب.

الدكتور أسعد أحمد استشاري جراحة العظام والمفاصل والإصابات الرياضية، يرى أن الإجهاد والأحمال التدريبية الكبيرة من الأسباب الرئيسية للإصابات.

ووفقا للدكتور أحمد فإن تكرار هذه الإصابات خاصة للاعبين الشباب مرتبط بعوامل إضافية منها العودة المبكرة لممارسة الرياضة بعد الإصابات وقصر فترات الاستشفاء، وعدم الالتزام بعمل اختبارات وظيفية كافية للتأكد من قدرة اللاعبين على العودة إلى الملاعب وممارسة الرياضة.

كما أكد على أن الجانب السلوكي مهم جدا، مثل السهر وقلة النوم، وهو ما يزيد من احتمالية الإصابة بما يعادل الضعف.

كما يجب أن لا يقل عدد ساعات النوم عن 7 ساعات، بينما يعد التدخين سببا مؤثرا على اللياقة البدنية ويزيد خطر الإصابة الرياضية.

معركة نفسية

تعتبر مرحلة ما بعد الإصابة مهمة جدا للاعبين من أجل العودة الآمنة وتجنب تكرار الإصابات، بل والاستفادة من الأخطاء التي وقع بها اللاعبون وأدت إلى إصابتهم.

بين لامبالاة اللاعبين تجاه إصاباتهم والتقليل منها، وبين القلق والتوتر والخوف على مستقبلهم الرياضي، يقود هذا الصراع الداخلي إلى تكرار الإصابات.

يدفع الخوف اللاعب لمحاولة تجنب اللعب بقوة وجرأة وهو ما يجعله متحفظا، بينما تؤدي اللامبالاة إلى احتكاكات قوية وتهور يؤدي للإصابة أو تكرارها.

الجانب الأسوأ من هذا، هو فقدان الثقة بالنفس والانهزامية التي قد تطيل فترات العلاج والتأهيل، فيما قد تؤدي العزلة التي تصيب اللاعب المصاب وعدم مشاركته في التمارين والأنشطة الاجتماعية إلى الشعور بالوحدة وأحيانا الاكتئاب، الأمر الذي يقود البعض لاتخاذ قرار بإنهاء مسيرته الرياضية والاعتزال مبكرا.

مصدر الصورة نيمار لقب باللاعب الزجاجي لكثرة إصاباته المتكررة (الفرنسية)

حياة غير محترفة

الثراء والشهرة قد يحولان مسيرة المواهب الكروية بشكل جذري إذا ما تم التعامل مع حياة الرياضي بطريقة محترفة.

ويعد كريستيانو رونالدو نجم النصر السعودي أحد الأمثلة الإيجابية الكثيرة حيث ما زال يمارس الكرة في عمر الـ40 عاما. إضافة للنجم المصري محمد صلاح الذي يقدم مستويات عالية رفقة بطل الدوري الإنجليزي ليفربول.

ولم يأت هذا التميز لكليهما صدفة، فهما من أكبر الأمثلة على الالتزام والاحترافية والعمل الجاد، وكلاهما أيضا لم يتعرض لإصابات كثيرة وفترات غياب طويلة.

إعلان

على العكس من ذلك، شاهدنا كيف أدى السلوك غير المحترف وكثرة السهر، لضياع موهبة نيمار.

ويرى محللون أن موهبته لم تصل لإمكانياتها القصوى بسبب نمط حياته خارج الملعب، مما أدى لتدهور لياقته وزيادة معدلات إصابته.

كما تُوجه الانتقادات ذاتها إلى نجم برشلونة لامين جمال، وهو ما يضع الموهبة الصاعدة بقوة عالميا في اختبار للنجاح وإثبات العكس.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا