اعتبر رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز، اليوم الاثنين، أنه لا ينبغي لإسرائيل المشاركة في "أي منافسة دولية.. طالما الهمجية مستمرة" في قطاع غزة ، بعد تظاهرات حاشدة مؤيدة للفلسطينيين في إسبانيا أدت إلى تعطيل المرحلة الأخيرة من طواف إسبانيا الذي شارك فيه فريق إسرائيلي.
وقال سانشيز، خلال اجتماع مع برلمانيين اشتراكيين، "نحن، بالطبع، نرفض باستمرار اللجوء إلى العنف. هذا أمر بديهي. لطالما فعلنا ذلك. ونبدي، كما قلتُ أمس، إعجابنا العميق وتقديرنا الكبير لرياضيينا، لراكبي الدراجات في طواف إسبانيا".
وأضاف "لكننا نكن أيضا الاحترام الكبير والإعجاب العميق للمجتمع المدني الإسباني الذي يتحرك ضد الظلم ويدافع عن قناعاته سلميا"، في إشارة إلى المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين الذين اقتحموا الحواجز ودخلوا إلى مسار طواف إسبانيا للدراجات الهوائية بشكل شبه يومي، وخصوصا الأحد خلال المرحلة النهائية التي ألغيت.
وكان استخدم صباح الأحد الكلام نفسه عند حديثه عن التظاهرات التضامنية مع الفلسطينيين في مدريد .
وكان رئيس الحكومة الذي يقود تحالفا يساريا وينتقد حكومة بنيامين نتنياهو بشدة، امتنع عن التعليق فورا الأحد عقب اقتحام المتظاهرين مسار المرحلة النهائية من الطواف في مدريد، ما اضطر المنظمين إلى إلغاء ما تبقى من السباق.
لكنه حذا الاثنين حذو نائبته ووزيرة العمل في الحكومة يولاندا دياز التي دعت مساء الأحد إلى استبعاد إسرائيل من المنافسات الرياضية.
وقال إنه لا ينبغي لإسرائيل المشاركة في "أي منافسة دولية… طالما الهمجية مستمرة" في قطاع غزة، مستشهدا بمثال روسيا والعقوبات التي تستهدف رياضييها منذ غزوها أوكرانيا .
وفي السياق نفسه، اعتبر وزير الثقافة الإسباني إرنست أورتاسون، أن إسبانيا يجب أن تقاطع النسخة المقبلة من مسابقة "يوروفيجن" للأغنية إذا شاركت فيها إسرائيل.
وأثارت التظاهرات التي جرت الأحد في مدريد انتقادات لاذعة من وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر الذي اتهم سانشيز بـ"تشجيع المتظاهرين على النزول إلى الشوارع" كما وصفه وحكومته بأنهما "عار على إسبانيا".
تشهد العلاقات بين إسرائيل وإسبانيا التي اعترفت بدولة فلسطين في 2024، توترا شديدا منذ أشهر عدة.
وتدهورت أكثر منذ أسبوع مع إعلان بيدرو سانشيز عن إجراءات جديدة لـ"إنهاء الإبادة الجماعية في غزة".
وعلى الصعيد الداخلي، صعّدت المعارضة اليمينية منذ الأحد انتقاداتها للحكومة ولبيدرو سانشيز، متهمة إياهما بالفشل في إدارة الاحتجاجات المتعلقة بسباق الدراجات الهوائية، بل أيضا بالتحريض عليها.
وندد ألبرتو نونييس فيخو، زعيم الحزب الشعبي (يمين)، مساء الأحد على منصة "إكس" بهذه التحركات قائلا "لم تكتف الحكومة بالسماح بإيقاف طواف إسبانيا، بل شجعت على ذلك أيضا، ما سبب لنا إحراجا" على مستوى العالم.
ودفعت احتجاجات الأحد، اتحاد الجاليات اليهودية في إسبانيا إلى التعقيب الاثنين بعدما لزم الصمت حتى الآن بشأن التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين التي تخلّلت سباق "لا فويلتا" بشكل شبه يومي منذ دخول السباق الأراضي الإسبانية.
وقال الاتحاد "أي تساهل في مواجهة العنف يُشكّل انتكاسة ديمقراطية وخطرا جسيما على اللُّحمة الاجتماعية"، معتبرا أنه "من غير المقبول (…) نشر العداء ضد الجالية اليهودية"، البالغ عدد أفرادها نحو 45 ألف شخص في البلاد بحسب الاتحاد.
وفي بلد تحظى فيه القضية الفلسطينية بشعبية كبيرة، تم تعطيل سباق "لا فويلتا" مرارا بسبب احتجاجات نشطاء مؤيدين للفلسطينيين يطالبون بإقصاء فريق "إسرائيل-بريميير تيك"، ما أدى أحيانا إلى سقوط بعض المتسابقين أو اضطرار المنظمين لتقصير مراحل السباق.
واعتبر مدير طواف إسبانيا للدراجات الهوائية خافيير غيين، أن التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين والتي أدت إلى تعطيل المرحلة الأخيرة من السباق الأحد في العاصمة مدريد "غير مقبولة على الإطلاق".
وأعرب عن قلقه بشأن سير مراحل سباق طواف فرنسا الذي سينطلق من برشلونة في عام 2026.
وختم قائلا "نأمل أن يتم حل النزاع في غزة قبل انطلاق طواف فرنسا".