لم يكن أحد يراقب شاشة التلفاز أثناء "ديربي" العاصمة أكثر من جيانكارلو إنزاغي، فبينما كان روما يمطر شباك لاتسيو وسط حيرة ستيفانو بيولي مدرب الأخير حينها، التفت الأب إلى ابنه الأكبر، فيليبو، ليهمس بثقة: "أخوك سيكون مدرب لاتسيو". ليبدأ "شيطان بياتشنزا" حامل شهادة المحاسبة مسيرته التدريبية على أنقاض مدرب النصر الحالي.
وأعلن إنتر ميلان رحيل مدربه البارع والذي قاده لنهائي دوري أبطال أوروبا مرتين في آخر 3 أعوام، إذ اقترب كثيراً من تولي تدريب الهلال السعودي ابتداء من كأس العالم المقبلة التي تقام منتصف الشهر الجاري في الولايات المتحدة الأميركية.
عاش سيموني إنزاغي طفولته في بياتشنزا التي تملك الكثير من التاريخ الذي يعود إلى ما قبل الميلاد إذ يقول المهتمون بتاريخها أنها تأسست قبل الميلاد بأكثر من قرنين كمستعمرة عسكرية رومانية، أما أهاليها الذين يتجاوز عددهم المئة ألف بقليل فيتحدثون بلهجة مميزة تعتبر خليطاً من اللغة الإيطالية والغالية التي كانت محكية في أجزاء من الشمال الإيطالي وفرنسا بالإضافة لسويسرا ولكسمبورغ وبلجيكا.
وأرادت مارينا إنزاغي أن يصبح ابنيها طبيبين في حال لم يحترفا كرة القدم، لكنهما حصلا على شهادات في المحاسبة، بحسب صحيفة "الغارديان"، واستكملا طريقهما في الملاعب ليكتبا أحد أبرز قصص الأشقاء في الملاعب الإيطالية.
طوال حياته كلاعب، قضى سيميوني مسيرته في ظل شقيقه الهداف الكبير فيليبو صاحب المسيرة الحافلة مع يوفنتوس وميلان، لكن الأول بات الأنجح في عالم بعدما كان بالكاد يُعرف بأنه "شقيق بيبو".
لم يلعب سيميوني مع فيليبو غير مباراة واحدة وذلك رغم قضائهما الكثير من المواسم في عالم كرة القدم، تلك المواجهة اعتبرها الشقيقان "أعظم لحظة في تاريخ عائلتهما" وذلك بعدما شاركا مع منتخب إيطاليا أمام إسبانيا في مباراة ودية شهر مارس 2000 وانتهت بفوز الأخيرة بهدفين دون رد.
جاءت فرصة سيموني لبدء مسيرته الحقيقية في عالم التدريب على حساب ستيفانو بيولي مدرب النصر الحالي، إذ أقيل من تدريب لاتسيو، بينما كان إنزاغي مدرباً لفريق الشباب، ليقرر كلاوديو لوتيتو رئيس تعيينه مؤقتاً، حينها، تلقى رسالة نصية من شقيقه، الأكثر شهرة، قائلاً: تحلى بالشجاعة سيموني، إنها فرصتك.
تحول إنزاغي من مؤقت إلى دائم عقب تراجع مارسيلو بييلسا عن تدريب الفريق، وبعد 244 مباراة مع لاتسيو، جاءت الفرصة الأكبر حين تولى تدريب إنتر خلف أنطونيو كونتي، وفي ظل أزمة مالية حادة، خسر إنزاغي أبرز نجومه، وأبرزهم روميلو لوكاكو، الذي غادر إلى تشيلسي رغم محاولات المدرب لإقناعه بالبقاء، إذ وصف والده بأن المدرب كان يشعر أن خسارته لمهاجمه البلجيكي "كأنها خسارة ثلاثة لاعبين دفعة واحدة".
عرف سيميوني، الرجل الذي يعود له الفضل بإحياء خطة 2-5-3، بلقب "شيطان بياتشنزا" نظراً لقدرته على إيجاد الحلول وقدرته العالية جداً على التواصل مع لاعبيه.
في موسمه الأول، واجه المدرب الإيطالي اتهامات بأنه "لطيف أكثر من اللازم"، وأنه يفتقد القسوة التي ميزت مورينيو وكونتي، لكنه أثبت خطأ منتقديه وفاز بالعديد من الألقاب مع إنتر.
وبسؤاله أثناء تدريبه للاتسيو عن الأفضل بينه وبين شقيقه الذي كان قد أقيل من تدريب ميلان فأجاب: لكل منا مساره الخاص. آمل أن نلتقي يومًا ما كمدربين في الدوري الإيطالي، كما فعلنا كلاعبين.
واشتهر إنزاغي بعلاقته مع أليسيا ماركوزي، إذ كانت من أوائل العلاقات التي نشأت بين لاعب كرة قدم وعارضة أزياء شهيرة، استمرت علاقتهما من عام 1998 إلى 2009، وانتشرت أخبارهما في الصحف لسنوات، وأنجبا توماسو، الذي يعمل وكيل أعمال حالياً.
استمرت علاقتهما جيدة بعد الانفصال، رغم أنه لم يتحدث أحدهما عن السبب الحقيقي لذلك، بل ورفض إنزاغي الحديث عنها مراراً وتكراراً في مقابلاته مع وسائل الإعلام.
وتزوج إنزاغي من غايا لوكارييلو، سيدة أعمال في قطاع الأزياء، في حفل أقيم 2018 وأنجبا طفلين هما لورينزو وأندريا، وكان من بين الحاضرين في الزفاف، شريكته السابقة ماركوزي.
يهوى إنزاغي، في أوقات فراغه ممارسة لعبة البادل مع زملائه السابقين الذين تربطه بهم علاقة جيدة، إذ يحاول تخصيص وقته خارج الملعب للعب البادل وأيضاً "البادبول"، وهي لعبة تجمع بين كرة القدم والبادل.