آخر الأخبار

فضائح التحكيم تضرب ريال مدريد وبرشلونة وتهدد الدوري الإسباني

شارك الخبر





رغم أن الدوري الإسباني لكرة القدم من أقوى البطولات في العالم، فإنه يشهد أخطاء تحكيمية كارثية هذا الموسم، أثّر بعضها على نتائج المباريات بشكل فاضح.

آخر هذه الأخطاء الذي تسبب بما يمكن تشبيهه بزلزال عنيف هزّ أركان التحكيم في إسبانيا هو قرار حكم الساحة مونيز رويز، الذي أدار مواجهة إسبانيول وريال مدريد في الجولة الـ23 من الليغا، بعدم طرد كارلوس ريميرو لاعب الفريق الكتالوني رغم تدخله العنيف والمتهور على الفرنسي كيليان مبابي نجم الميرنغي.

وأجمع خبراء التحكيم في إسبانيا على أن ريميرو كان يستحق البطاقة الحمراء المباشرة "للعب العنيف" حسب نص المادة 12 من قانون كرة القدم (الأخطاء وسوء السلوك)، لكن رويز اكتفى بإشهار البطاقة الصفراء فقط، وما زاد الطين بلّة هو عدم تدخل زميله إغليسياس فيلانوفا الموجود في غرفة تقنية الفيديو (فار).

وكان يمكن أن يمر هذا الخطأ الجسيم دون ضجة لولا خسارة ريال مدريد المباراة بهدف دون رد، سجله ريميرو نفسه الذي كان من المفترض أن يكون مطرودا بالبطاقة الحمراء منذ الدقيقة 60، مما حوّلها إلى "فضيحة تحكيمية"، حسب الصحافة الإسبانية.

إعلان

رسالة غاضبة من ريال مدريد

وبعد المباراة وجّه ريال مدريد انتقادات لاذعة إلى التحكيم الإسباني الذي "يفتقر إلى المصداقية"، مشيرا إلى وجود ما وصفه بـ"النظام الفاسد من الداخل".

وخاطب ريال مدريد الاتحاد الإسباني في رسالة عبر الأمين العام لمجلس الإدارة خوسيه لويس بيريس جاء فيها "الأحداث التي وقعت خلال هذه المباراة تجاوزت أي هامش للخطأ البشري أو التفسير التحكيمي".

وأضاف "ما حدث في ملعب إسبانيول يمثل نظاما تحكيميا أصبح بلا مصداقية حيث وصلت القرارات ضدنا إلى مستوى من التلاعب والتأثير على المسابقة لا يمكن تجاهله".

ويؤمن ريال مدريد بأن الحكم رويز أخطأ بعدم طرد ريميرو لاعب إسبانيول، فضلا عن قراره الخاطئ بإلغاء هدف البرازيلي فينيسيوس بحجة وجود خطأ على مبابي.



وتابعت الرسالة "نظرا لخطورة ما حصل، نطالب بتسليمنا التسجيلات الصوتية للفار المتعلقة بهاتين الحالتين"، وطالبت في الوقت نفسه بإجراء "إصلاح كامل" في منظومة التحكيم الإسبانية.

كما واصل ريال مدريد انتقاده للتحكيم في الرسالة ذاتها التي بعث منها نسخة إلى المجلس الأعلى للرياضة، إذ انتقد ما أسماه "النظام التحكيمي المصمّم خصيصا لحماية نفسه والذي أثبت فساده من الداخل".

وفي رده على هذه الرسالة عبّر الاتحاد الإسباني عن أسفه لـ"خطورة هذه الاتهامات التي تشكك في نزاهة التحكيم وسير البطولات المحلية"، مؤكدا في الوقت نفسه "تفهّمه لوجود خلافات حول بعض القرارات"، كما أعرب عن كامل "احترامه وتقديره لجميع الحكام".

ودخل رئيس رابطة الدوري الإسباني خافيير تيباس على خط الأزمة، وشنّ هجوما حادا على ريال مدريد ورئيسه فلورنتينو بيريز بسبب فحوى تلك الرسالة.

إعلان

وكتب تيباس عبر حسابه الرسمي على منصة إكس "لم أتفاجأ على الإطلاق من رسالة ريال مدريد، لأنها لم تذكر أشياء مختلفة عن تلك التي تقولها باستمرار محطته التلفزيونية"، في إشارة منه إلى الهجوم الدائم من قبل قناة ريال مدريد على الحكام والليغا لدرجة أنها وصفت بطولة الدوري بأنها "ملوّثة وقذرة".



وأضاف "عندما يتعلق الأمر بالأنظمة الفاسدة، فليس هناك سوى القليل من الدروس التي يمكن تعلمها، وأنا لا أشير إلى ريال مدريد كمؤسسة"، وهي جملة فسرّها الإعلام الإسباني على أنها تلميح من تيباس إلى رئيس الميرنغي فلورنتينو بيريز.

إيقاف 10 حكام

وفي اليوم التالي من مباراة إسبانيول وريال مدريد، دعت لجنة الحكام جميع حكام الدرجتين الأولى والثانية إلى اجتماع طارئ، وفيه عبّر الرئيس لويس ميدينا كانتاليخو عن غضبه من الأخطاء التي ارتُكبت في الجولة الأخيرة من الليغا.

وقال كانتاليخو بنبرة غاضبة "إن أفضل مسابقة في العالم لا يمكنها تحمّل أخطاء تحكيمية جسيمة لا سيما مع وجود تقنية الفار".

وأكدت صحيفة "آس" الإسبانية أنه بعد الاجتماع قررت اللجنة إيقاف 10 حكام من الدرجتين الأولى والثانية حتى إشعار آخر بسبب الأخطاء التحكيمية الفادحة بمن فيهم رويز وفيلانويفا حكما الساحة والفار في مباراة إسبانيول وريال مدريد.

برشلونة مُتضرر أيضا

وفي الواقع لا يُعد ريال مدريد الفريق الوحيد المتضرر من التحكيم في الليغا هذا الموسم، فغريمه برشلونة لطالما اشتكى بدوره من عدة قرارات أثرت على نتائج مبارياته.

إعلان

ولعل أبرز هذه القرارات هو عدم احتساب ركلة جزاء واضحة باتفاق خبراء التحكيم هناك لصالح المدافع الفرنسي جول كوندي في مباراة برشلونة وخيتافي، وتلك المباراة انتهت بالتعادل 1-1.

يومها تعرّض كوندي للمسك بشكل واضح من قبل كريستانوس أوتشا لاعب خيتافي داخل الصندوق، لكن حكم الساحة غونزاليس فورتس ومساعده في تقنية الفيديو المساعد لم يشيرا لأي شيء.



وأثار ذلك القرار غضب الصحافة المقرّبة من برشلونة على اعتبار أنه أثّر بشكل واضح على النتيجة النهائية للمباراة، حيث اتهمت صحيفة "سبورت" لجنة الحكام بمحاباة ريال مدريد.

كذلك يرى برشلونة نفسه مظلوما بعدم احتساب الحكم كورجيرو فيغا ركلتي جزاء للاعبيه خلال مباراته ضد لاس بالماس في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي والتي انتهت بخسارة البلوغرانا 1-2، كما أن مساعده في "الفار" ماتيو بوسكيتس فيرير لم يتدخل في كلتا اللقطتين.





إعلان

وفي الجولة الماضية، طالب لاعبو ريال مايوركا بطرد كونور غالاغر لاعب أتلتيكو مدريد بعد تدخله العنيف للغاية على زميلهم فيكتور كاساديسوس في الدقيقة 82 خلال مباراة الفريقين على ملعب واندا ميتروبوليتانو.



حينها كانت النتيجة تشير إلى تقدّم "الروخي بلانكوس" 1-0، مما يعني أن الفريق الضيف كان بإمكانه الاستفادة من النقص العددي في صفوف الفريق المحلي وربما تعديل النتيجة، علما بأن المباراة انتهت بفوز أتليتيكو 2-0.

فضيحة نيغريرا

ولا يُعد الجدل بشأن التحكيم في إسبانيا حديثا، إذ طفت على السطح خلال السنوات الأخيرة ما تُعرف بـ"فضيحة نيغريرا"، وهي القضية التي أسالت الكثير من الحبر بعدما جعلت برشلونة في دائرة الاتهام بتقديم رشاوى للحكام.

ويُتهم برشلونة بتقديم دفعات مالية بقيمة 7.3 ملايين يورو لصالح خوسيه ماريا نيغريرا نائب رئيس لجنة الحكام السابق من عام 2000 إلى 2018 أثناء فترة توليه منصبه.

وأقر برشلونة بدفع أموال لنيغريرا بعدما استعان به النادي كـ"مستشار خارجي" لكي يقوم بتزويد النادي بتقارير "تتعلق بالتحكيم"، في حين ينفي نيغريرا أنه تلقى رشوة بهدف تحسين قرارات التحكيم لصالح برشلونة.

مصدر الصورة لابورتا رئيس نادي برشلونة نفى تورط ناديه في تقديم رشاوى بقضية نيغريرا (غيتي)

وكان نجل نيغريرا قد اعترف من قبل في إفادة سابقة بحصوله على أموال من برشلونة مقابل "مرافقته عمليا كل أسبوع" لفرق التحكيم التي كانت تدير مباريات لصالح برشلونة عندما لعب في "كامب نو".

ويواجه برشلونة منذ الموسم الماضي هذه القضية في أعقاب اتهامه بالاستفادة من قرارات الحكام بناء على مساعدة من نيغريرا. ونتيجة لذلك طالبت أندية عدة في الليغا الإسبانية بالتحقيق ومعاقبة برشلونة.

إعلان
الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك الخبر

أخبار ذات صلة


الأكثر تداولا اسرائيل مصر دونالد ترامب

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا