تتوقع دراسة جديدة أن البشر بعد مئات آلاف السنين قد يتغير شكلهم جذريا: بأيد أطول، أجساد خالية من الشعر، وجوه بلا أسنان، وأدمغة أصغر داخل جماجم ملساء.
ويشير علماء الأنثروبولوجيا إلى أن مستقبل البشر بعد مئات الآلاف من السنين قد يحمل تغيرات جذرية، سواء في المظهر الجسدي أو القدرات العقلية والتقنية. هذه الرؤية ليست ضربا من الخيال، بل استشراف قائم على مسار التطور البيولوجي والتكنولوجي.
وقال عالم الأنثروبولوجيا ستانيسلاف دروبيشيفسكي:"على المدى البعيد، قد تختفي أسناننا تماما، لأنه إذا كنا نقتات على اللبن أو المواد المهروسة، فما الحاجة إذن للأسنان؟".
تشهد البشرية تحولات ملموسة في القرن الحادي والعشرين، حيث أصبحت السمنة وباء عالميا. وتشير الإحصائيات إلى أن نصف سكان الدول المتقدمة سيعانون من الوزن الزائد بحلول منتصف القرن الحالي.
ويتوقع العلماء أن يؤدي تحول النظام الغذائي إلى السوائل والمواد المهروسة إلى اختفاء تدريجي للأسنان، إلى جانب تغييرات أخرى في شكل الجسم مثل أيدٍ أطول وأجساد خالية من الشعر ودماغ أصغر داخل جماجم ملساء.
لا يقتصر التغيير على المظهر الخارجي، إذ يشير التقدم الطبي والتقني إلى إمكانية دمج الإنسان بالآلة، ليصبح كائنا شبه بشري يجمع بين البيولوجيا والتقنية، مع زرع شرائح إلكترونية في الأجساد لتعزيز القدرات العقلية والجسدية.
شهدت القرون الأخيرة تحولات واضحة في الإنسان المعاصر:
الطول الفارع: أصبح الإنسان أطول بعشرة سنتيمترات في المتوسط مقارنة قبل قرنين، مع تسارع معدلات النمو لدى الأجيال الجديدة.
طول العمر: ارتفع متوسط العمر المتوقع بشكل غير مسبوق بفضل التقدم الطبي والغذائي.
تعزيز القدرات: أصبحت الأطراف الصناعية الذكية قادرة على محاكاة وظائف الأطراف الطبيعية بل وتجاوزها.
أحدثت التقنيات الحديثة نقلة نوعية في القدرات الإدراكية:
الدردشة العصبية: تتيح التواصل المباشر بين العقول دون الكلام أو الحركة.
البصريات الوراثية: تقنيات متطورة لاستعادة الذكريات أو محوها انتقائيا.
الواقع الافتراضي: يحل تدريجيا محل التفاعل المباشر، ما قد يهدد المهارات الاجتماعية التقليدية.
رغم هذه الإنجازات، تواجه البشرية تحديات وجودية، أبرزها:
الانعزال الاجتماعي نتيجة الاعتماد المتزايد على العالم الافتراضي.
الفجوة بين القدرات التقنية والمهارات الإنسانية الأساسية.
مخاطر فقدان الهوية البشرية في خضم التحولات الجذرية.
يتم تطوير تقنيات لإحياء الذكريات أو محوها، عبر تغيير دقيق في الجينوم الخاص بالخلايا العصبية، مما يسمح بالتحكم في المعلومات المخزنة داخل الخلايا.
أصبح الإنسان المعاصر نادرا ما يضطر لمغادرة منزله للحصول على الطعام أو التعليم أو العمل، وكل ذلك ممكن عبر الشبكة العالمية.
ويشير الخبراء إلى خطر فقدان مهارات التواصل وجها لوجه مع ازدياد الوقت الذي يقضيه البشر في عالم افتراضي غير حقيقي.
وفي هذا المسار، يصبح مستقبل البشرية ساحة لصراع بين التطور التقني والحفاظ على الجوهر الإنساني، في رحلة تحدد مصير الكائن البشري كما نعرفه اليوم.
المصدر: Naukatv.ru