آخر الأخبار

من بينها الصّراع المعمم… طارق السّعيدي يقدّم قراءة تحليلية لأسباب العنف في تونس [تصريح]

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

Facebook Twitter LinkedIn WhatsApp

تشهد تونس في السّنوات الأخيرة ارتفاعا ملحوظا لمنسوب العنف و الجريمة بأشكال مختلفة و متنوعة الأمر الذّي يطرح عديد الأسئلة حول أسباب هذا العنف و كيفيّة تطوّره…؟

و حول هذا الموضوع أفاد اليوم في تصريح خاص لتونس الرّقمية المختصّ في علم الاجتماع طارق السّعيدي أنّه بالنّسبة لمصادر العنف داخل المجتمع يجب أولا فهم المسارات الخاصة للأفراد حتى نتمكّن من فهم هذه الظاهرة و تناميها، يعني أنّ الاشخاص الذّين ينشؤون في وسط عنيف وهم ضحايا عنف و تكون في هذا الوسط التنشئة الاجتماعية مشوّهة و الرأسمال الرّمزي ضعيف مثل ارتفاع نسبة الأمية و نسبة الفقر و يكون هناك فشل دراسي محيط بالفرد…

و بالتالي فإنّ الفرد الذّي يعيش داخل هذا الوسط ليس هو نفس الفرد الذّي يكون من وسط يتميز بالنّجاح الدّراسي و تنشئة اجتماعية سليمة و رأسمال عالي و مرتفع، الامر الذّي يجعل المسار الفردي محدّد في مستوى ميل الفرد للعنف و لاختيار العنف كحلّ لعلاج الاشكاليات الاجتماعية، و فق السّعيدي.

و تابع المختص في علم الاجتماع القول إنّ هذا الفرد الذّي تمّت الاشارة إليه يتغذّى و يترعرع داخل سياق عام يتّسم بعنف داخل المجتمع و بالحرمان، و اليوم يوجد سقف امكانات و أحلام ترسم من خلال الاعلام و من خلال الاعلام البديل و من خلال وسائل التواصل الاجتماعي مثل التيك توك و الفيسبوك و الانستغرام، إذ تتم صناعة واقع عال و تطلّعات استهلاكية مرتفعة و ضخمة جدا و يتمّ تصوير الحياة بطريقة سهلة و بسيطة و النّجاح ليس ثمرة الجهد بل الحظ و أشياء أخرى بعيدة عن الاجتهاد، و لكن على أرض الواقع يصطدم الشاب بانّ هذه الامكانيات الاستهلاكية التي يتمّ تسويقها غير موجودة على أرض الواقع.

و أضاف السّعيدي أنّ مجتمعنا في الحقيقة هو اساسا مجتمع استهلاكي و لكن لا يتوفّر على شروط الاستهلاك التي هي الدّخل العالي و الامكانيات المادية و القدرة على التصرف في المال و بالتالي هذه المفارقة ما بين تطلّعات الشباب العاطل عن العمل و الشّباب الذّي لا ينتج و ما بين الواقع يجعل الحركة تكون غير عقلانية فيتّجه الفعل البشري نحو الحلول السّهلة و هي العنف و الاختطاف و البراكاج.

و أشار الى أنّه يوجد عنصر ثالث محدّد في ارتفاع منسوب العنف و هو خطابات الاصطفاف إذ أنّه بالامكان اليوم داخل المجتمع ملاحظة عودة خطاب الاصطفاف إذ انّ النقاش العام ليس بحوار بقدر ما هو اصطفاف في إطار صراعات وهمية بين الأجيال و بين الحهات و حتى صراعات جندريّة بين المرأة و الرّجل و قد نجد أيضا صراعات بين الأسلاك و المهن و صراعات اجتماعية بين تصورات مختلفة و صراعات سياسية أيضا، و هذه الحالة العامة من الصراع المعمم تؤدي إلى العنف كبديل للعقل.

هذه الأسباب الثلاث، بالاضافة إلى الحرمان الناتج عن ضعف الاقتصاد التونسي و حرمانه للغالبية من الاندماج لكونه اقتصاد ريعي و مغلق و لا يفتح الفرص أمام الجميع و بالتالي فإنّ مراكمة خبرة ما أو قدرة على الانتاج، لا تعني بالضرورة الدّخول في عملية الانتاج و المساهمة في خلق الثّروة اذ أنّه يوجد اغلاق على مستوى التمويل و على مستوى القوانين و التشريعات و بالتالي هذه الوصفة لا يمكن إلا أن تكون حاضنة لتنامي العنف.

و للتلخيص وفق السّعيدي فإنّ العنف هو سلوك شخصي و لكنّه يصدر عن الافراد في إطار سياقات اجتماعية تتسم باقتصاد غير مندمج أي الحرمان و تتسم بتنامي خطابات التقسيم و الاصطفاف و تتسم ايضا بالهوة ما بين الأحلام التي يرسمها الشاب من خلال وسائل التواصل الاجتماعي و من خلال الاعلام و الاعلام البديل و واقعه الذّي لا يمكّنه من تحقيق تلك الاحلام و التطلعات و بالتالي الحل الاسهل هو العودة إلى استعمال الجسد و العودة إلى البدائيّة و طور الاغارة و السّطو.

تعليقات
Facebook Twitter LinkedIn WhatsApp

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
الرقمية المصدر: الرقمية
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا