آخر الأخبار

ريادة الأعمال في تونس : التحديات و فرص التشغيل

شارك
Facebook Twitter LinkedIn WhatsApp

تواجه تونس تحديًا مزدوجًا يتمثل، من جهة، في ضرورة خلق فرص عمل واسعة النطاق للحد من العجز القائم في سوق الشغل، ومن جهة أخرى في تحسين جودة الوظائف المتاحة، في ظل تحولات اقتصادية واجتماعية متسارعة.

وللحد من البطالة والبطالة المقنّعة، وفي إطار تقليص حجم التشغيل في القطاع غير المنظم، تحتاج تونس إلى إحداث أكثر من 100 ألف موطن شغل سنويًا، مع معدل استثمار خاص يتراوح بين 15 و25 بالمائة، ونسبة نمو سنوي تتراوح بين 4 و7 بالمائة. ويستند هذا التقدير إلى تقرير حديث صادر عن البنك الأفريقي للتنمية حول الملامح العامة لريادة الأعمال في تونس.

تلبية احتياجات التشغيل

تشير مذكرة المؤسسة المالية إلى أنه من أجل الاستجابة لمتطلبات خلق فرص العمل، يتعيّن على تونس تعبئة إمكانات كافية لتحفيز ريادة الأعمال ودعم المؤسسات الصغرى والمتوسطة، التي تستوعب النسبة الأكبر من اليد العاملة. وتُظهر أحدث التقديرات أن نحو 70 بالمائة من الوظائف موجودة داخل المؤسسات الصغرى والمتوسطة، في حين تحتضن المؤسسات متناهية الصغر قرابة 60 بالمائة من فرص الشغل.

وخلال الفترة الممتدة بين 2013 و2023، ساهمت المؤسسات متناهية الصغر في إحداث 57.8 بالمائة من صافي الوظائف في القطاع المنظم، مقابل 10.2 بالمائة فقط للمؤسسات الصغرى والمتوسطة. وبالنظر إلى الاتجاهات الحالية، يُتوقع أن تساهم هذه المؤسسات مستقبلًا في توفير أكثر من ثلثي الوظائف الجديدة.

استطلاع حول ملامح ريادة الأعمال

وفي هذا السياق، أفاد التقرير بأن الحكومة التونسية والبنك الأفريقي للتنمية أطلقا، عبر منصة خاصة، استطلاعًا وطنيًا حول ملامح ريادة الأعمال في البلاد، بدعم مالي من سفارة المملكة المتحدة، ومساندة فنية من البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية.

وقد استند هذا التمشي إلى إنجاز استطلاع شمل عينة تمثيلية من المواطنين النشطين وغير النشطين على المستويين الوطني والجهوي، أُجري خلال الفترة الممتدة من فيفري إلى أفريل 2024. وشمل الاستطلاع أكثر من 3 آلاف أسرة و9 آلاف فرد، ما أتاح جمع بيانات دقيقة حول أوضاعهم في سوق العمل، والعوائق الرئيسية التي تحد من النشاط الريادي، إضافة إلى احتياجاتهم من خدمات الدعم.

وتُظهر نتائج التحليل أن مؤشر النشاط المرتبط ببعث المشاريع في تونس، وهو مؤشر يقيس نسبة باعثي المشاريع من إجمالي السكان الذين تفوق أعمارهم 18 سنة، بلغ 18 بالمائة، من بينهم 10.4 بالمائة باعثين فعليين، و7.6 بالمائة باعثين محتملين.

وقدّر البنك الأفريقي للتنمية عدد رواد الأعمال في تونس خلال الثلاثي الأول من سنة 2024 بنحو 1.48 مليون شخص. ويتوزع رواد الأعمال المحتملون بين فئات مهنية مختلفة، حيث يُعد 27.3 بالمائة منهم غير نشطين، و33.1 بالمائة عاطلين عن العمل، و39.6 بالمائة أجراء، من بينهم 17.9 بالمائة يعملون في القطاع غير الرسمي، و21.7 بالمائة في القطاع الرسمي.

عموما، يُعتبر الابتكار وريادة الأعمال من العوامل الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة، حيث يسهمان في إيجاد حلول جديدة للتحديات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية فمن خلال تطوير أفكار مبتكرة، يمكن لرواد الأعمال خلق فرص عمل، وتعزيز الكفاءة، والحد من الهشاشة.

كما تشكل التقنية الحديثة للابتكار محورًا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ذلك ان دمج الابتكار في استراتيجيات ريادة الأعمال يعزز من قدرة المجتمعات على التكيف مع التغيرات، مما يدعم مستقبلًا أكثر استدامة.

و تشهد ريادة الأعمال في تونس تشهد نشاطاً متزايداً مدعوماً ببرامج وطنية على غرار خطط تحفيز المؤسسات الناشئة ومبادرات مجتمعية، مع تركيز على تمكين الشباب والنساء، ودعم الابتكار في مجالات مثل التكنولوجيا والبيئة، وتوفير التمويل والتوجيه عبر جهات مثل مركز ريادة الاعمال والتنمية التنفيذية ومنتدى “ريادة”، بالإضافة إلى فعاليات سنوية لربط رواد الأعمال بالمستثمرين والخبراء، رغم تحديات تتعلق بالوصول للتمويل والتغلب على العوائق البيروقراطية وأهمية تطوير البنية التحتية الرقمية.

تعليقات
Facebook Twitter LinkedIn WhatsApp

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

مواضيع ذات صلة:
الرقمية المصدر: الرقمية
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا