آخر الأخبار

« بابا ترامب » يتكفّل بحلّ مشاكل ثاني أكبر منتج إفريقي للنفط و أول بلد من حيث احتياطات الغاز

شارك
Facebook Twitter LinkedIn WhatsApp

كان الرئيس Donald Trump قد هدّد السلطات النيجيرية بسخطه، متهماً إياها بغضّ الطرف عن «مجازر تُرتكب بحق المسيحيين» على يد جماعات جهادية.

و هي اتهامات وُصفت بأنها زائفة بالكامل، ولا تختلف في جوهرها عن الادعاءات السابقة حول «إبادة» أو «نهب» المزارعين البيض في جنوب إفريقيا. تلك الاتهامات التي نفتها بريتوريا رسمياً، ودحضتها الوقائع، دون أن يمنع ذلك واشنطن من اتخاذ إجراءات عقابية.

السلطات النيجيرية بدورها نفت هذه المزاعم بشدة، إذ من المعروف على نطاق واسع أن الجماعات الإرهابية في نيجيريا تستهدف المسلمين والمسيحيين على حد سواء، وهي عصابات لا دين لها ولا قانون، ولا يحركها سوى الجشع (التهريب بمختلف أشكاله، خطف الرهائن مقابل فدى، السلب والنهب…). ويبدو أن نيجيريا كانت أكثر حنكة من جنوب إفريقيا في تسويق قضيتها لدى ترامب.

و كانت أبوجا قد أعلنت مؤخراً أن الخلافات مع الولايات المتحدة أصبحت من الماضي. وقد جرت المصالحة بوتيرة سريعة إلى حد أن البيت الأبيض أصدر أوامره بتقديم دعم عسكري للحكومة النيجيرية في معركتها ضد الجماعات الجهادية. إذ نفّذ الجيش الأمريكي ضربات استهدفت معسكرات شمال غربي البلاد، يوم عيد الميلاد، في الدولة الأكثر سكاناً في إفريقيا، وهي ضربات وصفها الرئيس الأمريكي نفسه بأنها «قوية ومميتة».

و قال وزير الخارجية النيجيري يوسف توغار، في تصريح لقناة Channels TV المحلية، يوم الجمعة 26 ديسمبر، إن «نيجيريا هي من زوّدت واشنطن بالمعلومات الاستخباراتية». وأضاف أنه أجرى محادثات «مطوّلة» عبر الهاتف مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، موضحاً: «تحدثنا مرتين. ناقشنا الأمر لمدة 19 دقيقة قبل الضربة، ثم تحدثنا مجدداً لمدة خمس دقائق قبل انطلاقها».

و أشار رئيس الدبلوماسية النيجيرية أيضاً إلى أن الرئيس بولا أحمد تينوبو منح «الضوء الأخضر» للتدخل الأمريكي. وهو أمر كان لا بدّ من الإشارة إليه، ولو شكلياً، حتى يبدو أن القرار الأول والأخير بيد رئيس الدولة، في ظل العجز الواضح عن امتلاك القدرات العملياتية الكفيلة بحماية السكان من آفة الإرهاب. تقديم المعلومات الاستخباراتية ومنح «ضوء أخضر» لترامب، كانا في حدّهما الأدنى المطلوب.

و أعلن يوسف توغار أن «هناك مساراً جارياً» قد يشمل دولاً أخرى، من دون أن يحدد أي دول أو مواعيد. غير أن المعروف هو أنه كلما ضُيّق الخناق على الجماعات الجهادية والعصابات المسلحة من قبل القوات النظامية، فإنها تعبر الحدود لتتحصّن داخل الغابات في الكاميرون.

أما بالنسبة للبيت الأبيض، فقد تحقّق «نصر كامل». إذ كتب ترامب، يوم الخميس، على منصته Truth Social: «كنت قد حذّرت هؤلاء الإرهابيين من أنهم سيدفعون ثمناً باهظاً إذا لم يوقفوا مجازرهم بحق المسيحيين، وقد دفعوا الثمن الليلة». وأشاد بـ«الضربات المثالية العديدة» التي نفذتها وزارة الحرب، قبل أن يضيف: «عيد ميلاد سعيد للجميع، بما في ذلك الإرهابيون القتلى، الذين سيكونون أكثر عدداً إذا استمرت مجازرهم بحق المسيحيين».

الولايات المتحدة التي تقاتل تنظيم داعش في سوريا ونيجيريا، وتُحاصر النظام الفنزويلي في محاولة لإسقاطه وتنصيب حليفة لترامب، والرئيس نفسه الذي يتعهد بـ«إحلال السلام» في غزة… كل ذلك يضعنا على مسافة بعيدة جداً من أحد ركائز عقيدة «أمريكا أولاً»، التي تقوم على التوقف عن لعب دور شرطي العالم والتركيز على الشأن الداخلي الأمريكي، المليء بدوره بالمشكلات. وهنا تبرز مفارقة ترامب الجديدة داخل معسكر «ماغا» (Make America Great Again).

أما من منظورنا، هنا في إفريقيا، فلا يسعنا إلا أن نأسف لرؤية بلد كان يوماً ما القوة الاقتصادية الأولى في القارة، يتراجع إلى حد الاستعانة بـ«بابا ترامب» لمواجهة تحديات داخلية. نيجيريا، ثاني أكبر منتج للنفط في إفريقيا، والأولى من حيث احتياطات الغاز، ومع ذلك تعجز عن بناء جيش قادر على حماية مواطنيه… مشهد يدعو إلى الإحباط، ليس من نيجيريا وحدها، بل من حال إفريقيا والإفريقيين عموماً.

اشترك في النشرة الإخبارية اليومية لتونس الرقمية: أخبار، تحليلات، اقتصاد، تكنولوجيا، مجتمع، ومعلومات عملية. مجانية، واضحة، دون رسائل مزعجة. كل صباح.

يرجى ترك هذا الحقل فارغا

تحقّق من صندوق بريدك الإلكتروني لتأكيد اشتراكك.

تعليقات
Facebook Twitter LinkedIn WhatsApp

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

مواضيع ذات صلة:
الرقمية المصدر: الرقمية
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا