في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
في تصريح لتونس الرّقمية اليوم الخميس، 25 ديسمبر 2025، أكّد اليوم رئيس الجمعية التونسية لجودة التعليم سليم قاسم على ضرورة حماية الأطفال من شبكات التواصل الاجتماعي و من وسائل التواصل الاجتماعي بشكل عام، و ذلك في تعليقه على توجّه عدد من الدّول الغربية نحو تفعيل قانون يمنع استعمال الأطفال الذّين لم يتجاوز سنّهم الـ 16 سنة لمواقع التواصل الاجتماعي.
و قال قاسم إنّ مواقع التواصل الاجتماعي لها تأثير سلبي على الأطفال على 3 مستويات، الأول على مستوى ما يمكن أن يستهلكه الطّفل من محتوى غير مناسب له في علاقة بالاخلاق و القيم و الافكار التي قد تمرّر له في مراحل مبكرة من حياته لم يكتسب خلالها القدرة على التحليل و الاختيار.
أمّا المستوى الثّاني هو ما تستهلكه هذه الوسائط من وقت كبير جدا، إذ أنّ الطّفل قد يبقى كامل اليوم متصلا بوسائل التواصل الاجتماعي و هذا الامر سيكون بطبيعة الحال على حساب كلّ الأنشطة الاخرى التي يقوم بها، وفق قوله.
و المستوى الثالث و الذّي إعتبر المتحدّث أنّه الأكثر خطورة و هو مستوى نمو الدّماغ عند الطّفل، إذ أنّه في مرحلة الطّفولة دماغ الطّفل بصدد التشكل، و إذا ما تعرّض إلى فوضى من الصور و المشاهد و الاصوات، سوف ترتسم و تنطبع هذه الفوضى في دماغ التلميذ و سيكون هناك جيل لديه تفكير مشوش و غير قادر على التفكير و التركيز.
و شدّد قاسم على أنّ هذه المعطيات تدعون لحماية الأطفال و الاجيال الصاعدة من مخاطر شبكات التواصل الاجتماعي و من مخاطر الانترنات بشكل عام، و هنا من المهم ان يتمّ التفكير في كيفية الحماية و بالتالي تطرح في هذا السّياق الطّريقة الرّدعية في عدد من الدّول و التي تقوم اساسا على المنع.
و اوضح المتحدّث أنّه في هذا الاطار هناك بعض الدّول تطرح مقاربة تجريم الولي و تحمّيله المسؤولية الكاملة و لكن هل هذا يكفي؟
و في إجابته عن هذا السّؤال، قال قاسم إنّه من المؤكّد أنّ تحميل الولي فقط للمسؤلية غير كاف و معالجة ظاهرة بهذا القدر من الشّمول و التّعقيد من غير الممكن ان تكون باعتماد إجراء وحيد و هو وضع قانون، إذ يجب ان يتمّ تدعيمه بعدد من الاجراءات التي تكمّله، مثل ما هو موجود في الصّين مثلا إذ أنّ الطّفل و إلى حدود سنّ معينة ليس له الحقّ في استعمال الهاتف الجوال في فترات معينة، بالاضافة إلى توفير البديل للأطفال، وفق قول المتحدّث.
و تابع القول إنّ البدائل في هذا الإطار يجب أن تقوم على التّواصل الاجتماعي الحقيقي و ليس التّواصل الافتراضي على وسائل التّواصل الاجتماعي، و هذا الأمر يكون في شكل نوادي و أنشطة إجتماعية و أنشطة أسرية أيضا و يكوين الولي بدوره قادرا على القيام بهذه الأنشطة.
و أكّد على انّ المقاربة يجب أن تكون شاملة لكل الفاعلين تتضمن قانون و يتمّ أيضا وضع آليات لتنفيذ هذا القانون بالاضافة إلى انّ عملية تحميل الولي للمسؤولية ليس هو الحلّ و ذلك لكون الولي في عديد الاحيان يكون متصلا بوسائل التّواصل الاجتماعي الامر الذّي يؤثّر على الأطفال.
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب
المصدر:
الرقمية