لن تكون سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الجزائر، إليزابيث مور أوبان، المعروفة بحيويتها ونشاطها اللافت، الوحيدة التي تدفع ثمن حملة التطهير الواسعة في المناصب العليا داخل الإدارة والدبلوماسية الأمريكية.
فقد أقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المعروف بطباعه الحادة، 29 رئيس بعثة دبلوماسية.
غير أن إبعاد السيدة أوبان يبقى، دون شك، القرار الأكثر إثارة للجدل. فمنذ سنة 2022، طبعت منصبها بأسلوب شخصي مميّز، وأسهمت بشكل كبير في تعزيز العلاقات بين الجزائر وواشنطن، وليس فقط على الصعيد الاقتصادي.
و وفق ما نقلته وكالة «أسوشيتد برس» (AP) يوم الاثنين 22 ديسمبر، نقلًا عن مسؤولين اثنين في وزارة الخارجية الأمريكية طلبا عدم الكشف عن هويتهما، فإن إليزابيث مور أوبان ستتوقف عن أداء مهامها كمبعوثة للبيت الأبيض ابتداءً من جانفي المقبل، شأنها شأن دبلوماسيين مهنيين آخرين طالتهم قرارات الإدارة الأمريكية الأسبوع الماضي.
و يبدو أن الرئيس الجمهوري لم يعد يرغب في استمرار هؤلاء الدبلوماسيين في مناصبهم بالخارج.
و تسعى الإدارة إلى تعويضهم بطاقم «منسجم بالكامل مع أولويات سياسة “أمريكا أولًا” للرئيس دونالد ترامب». ويُذكر أن جميع الدبلوماسيين الذين شملتهم الإقالات كانوا قد عُيّنوا خلال عهد الرئيس السابق جو بايدن.
و قد نجا هؤلاء من موجة إقالات أولى مع بداية الولاية الثانية لترامب، كانت تستهدف أساسًا المعيّنين لأسباب سياسية، غير أن القرار الصادر يوم الأربعاء الماضي كان حاسمًا بالنسبة إليهم.
و بحسب مصادر وكالة «أسوشيتد برس»، فإن الدبلوماسيين الذين أُبعدوا في إطار هذه العملية لن يُفصلوا نهائيًا من السلك الدبلوماسي، إذ يمكنهم العودة إلى واشنطن لتولي مهام أخرى… إن رغبوا في ذلك.
لكن من غير المرجح أن تكون هذه المناصب ذات أهمية تُذكر، إذ يُتوقع أن يوضع أغلبهم في مواقع هامشية، في ما يشبه فترة إقصاء طويلة، لا سيما إذا ما خلف ترامب رئيس جمهوري آخر، مثل نائبه جاي دي فانس، الذي يراه البعض أكثر تشددًا من الرئيس نفسه.
من جهتها، دافعت وزارة الخارجية الأمريكية عن هذه الخطوة، معتبرة إياها «إجراءً اعتياديًا في أي إدارة»، مؤكدة أن السفير يُعد «ممثلًا شخصيًا للرئيس»، وأن من حق الرئيس التأكد من وجود أشخاص في هذه الدول يعملون على تنفيذ أجندة «أمريكا أولًا».
و لم تكشف دوائر وزير الخارجية ماركو روبيو عن العدد الدقيق أو أسماء السفراء الذين أُقيلوا، غير أن المعلومات المتداولة تشير إلى أن العملية استهدفت 15 سفارة في إفريقيا، من بينها الجزائر، مصر، بوروندي، الكاميرون، الرأس الأخضر، الغابون، كوت ديفوار، مدغشقر، موريشيوس، النيجر، نيجيريا، رواندا، السنغال، الصومال وأوغندا، إضافة إلى ست سفارات في آسيا وأربع في أوروبا.
و كانت إليزابيث مور أوبان قد عُيّنت سفيرة لدى الجزائر سنة 2021، لكنها باشرت مهامها فعليًا في 2022. وفي ماي 2024، طُرح اسم جوشوا هاريس لخلافتها، غير أن مغادرة الرئيس بايدن للبيت الأبيض في جانفي الماضي أعادت خلط الأوراق.
و حتى الآن، لا يُعرف من سيُعيَّن سفيرًا جديدًا في الجزائر. لكن المؤكد أن تعويض هذه السيدة لن يكون بالأمر السهل، سواء من حيث نشاطها الميداني المتواصل في مختلف ولايات البلاد، أو من حيث المكانة الخاصة التي حظيت بها في قلوب الجزائريين.
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب
المصدر:
الرقمية