آخر الأخبار

ليبيا : حفتر أكثر ترهيبًا من أي وقت مضى… 4 مليارات دولار لاقتناء تجهيزات عسكرية باكستانية

شارك
Facebook Twitter LinkedIn WhatsApp

تبدو ليبيا اليوم أكثر تفتّتًا من أي وقت مضى. ففي الوقت الذي تحاول فيه الأمم المتحدة وقطر (التي لا تخفي بدورها أجندتها الخاصة) رسم مسار سياسي و مؤسساتي تحت عنوان «الوحدة الوطنية»، يشقّ شرق البلاد، الخاضع لسيطرة المشير خليفة حفتر – ووريثه ونجله – طريقه الخاص.

حكومتان، برلمانان، جيشان، ومصيران لا يلتقيان أبدًا.

و ها هو «الجيش الوطني الليبي» التابع لعائلة حفتر يعمّق حضوره أكثر من خلال اتفاق عسكري ضخم…

الاتفاق أُبرم مع قوة عسكرية نووية، هي باكستان. ويبدو أن إسلام آباد، التي تعيش توترًا مستمرًا مع جارتها الهند، تحظى في الآونة الأخيرة بإقبال لافت.

و يُذكّر في هذا السياق بأن باكستان كانت قد أبرمت، في سبتمبر الماضي، شراكة عسكرية مع السعودية، تمحورت أساسًا حول الحماية النووية للمملكة. واليوم يأتي دور شرق ليبيا للاستفادة من القوة الضاربة الباكستانية.

الوثيقة الموقّعة تشمل طائرات، وتجهيزات عسكرية، وبرامج تدريب.

و بموجب هذا الاتفاق، يعزّز «الجيش الوطني الليبي» قدراته الاستراتيجية في شرق البلاد، وكذلك في الجنوب. طموحات تتابعها تركيا عن كثب وباهتمام بالغ، بصفتها حليفًا جديدًا للمشير حفتر. ووفقًا لعدة مصادر، تُقدَّر قيمة الاتفاق مع باكستان بما بين 4 و4.6 مليارات دولار، وهو مبلغ ضخم بكل المقاييس.

و بموجب هذا العقد، سيحصل معسكر حفتر على تجهيزات برية وبحرية وجوية، إلى جانب استفادة قواته من برامج تدريب وتعاون صناعي. ويُعدّ هذا الاتفاق من بين أكثر صفقات التسلح ربحية التي أبرمتها إسلام آباد. وينصّ العقد على تسليم 16 طائرة متعددة المهام من طراز JF-17 Thunder، وهي طائرات جرى تطويرها بشكل مشترك بين باكستان والصين، إضافة إلى 12 طائرة تدريب من طراز Super Mushshak.

و من المنتظر أن يمتد تنفيذ الصفقة على مدى عامين ونصف، وقد يتطلب ذلك نشر خبراء باكستانيين لتدريب الطيارين الليبيين والإشراف على تركيب وتشغيل التجهيزات العسكرية.

و تُوصَف طائرة JF-17 بأنها مقاتلة متعددة المهام ذات كلفة تنافسية، وتتميّز بخصائص تقنية مستقلة عن سلاسل الإمداد الغربية. وبفضل هذه الطائرات، سيحصل «الجيش الوطني الليبي» على قدرات أكبر في مجالي المراقبة والاستطلاع، تفوق تلك التي توفرها أنظمة الدفاع الجوي الروسية والطائرات المسيّرة الصينية.

و جرى التوقيع على الوثيقة عقب لقاء جمع قائد الجيش الباكستاني، عاصم منير، بسدّام خليفة حفتر، نائب القائد العام لـ«الجيش الوطني الليبي». ويُذكّر بأن هذا الأخير يسيطر على غالبية الحقول النفطية الواقعة في شرق وجنوب البلاد، في حين يهيمن الخصم، حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، على غرب ليبيا والعاصمة طرابلس…

و يبقى السؤال المطروح: هل ستُغيّر هذه القفزة النوعية في تسليح قوات حفتر موازين القوى في المناطق الاستراتيجية؟ وكيف سيتعامل الدبيبة وحلفاؤه مع طموحات «الجيش الوطني الليبي»؟

في جميع الأحوال، يبدو أن باكستان هي المستفيد الأكبر في هذه المرحلة. فبعد أن كانت الهند تتصدر مشهد تصنيع وتصدير السلاح، تدخل إسلام آباد بقوة إلى هذا المضمار. وتشمل عروضها قطاعات واسعة: الصناعات الجوية، المدرعات، الذخائر، وبناء السفن. حزمة متكاملة من التجهيزات والتدريب والصيانة، موجّهة لزبائن يسعون إلى التسلح بكلفة أقل.

و مع هذه الصفقة الضخمة في ليبيا، تضع باكستان قدمًا لها في شمال إفريقيا، بدءًا من قلب مناطق إنتاج النفط. ويبقى أن نرى ما إذا كانت تجربة حفتر ستُلهم قادة آخرين في المنطقة…

تعليقات
Facebook Twitter LinkedIn WhatsApp

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

مواضيع ذات صلة:
الرقمية المصدر: الرقمية
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا