آخر الأخبار

فرنسا : بريجيت ماكرون تنزلق بشكل خطير و تصف ناشطات نسويات بـ«الغبيّات القذرات»

شارك
Facebook Twitter LinkedIn WhatsApp

الدفاع عن صديق أو قريب قد يصل أحياناً إلى حدّ المبالغة، ثم الانحراف، ثم الإهانة.

و يمكن – على أقصى تقدير – تفهّم ذلك من مواطن عادي، لكن ليس من سيّدة فرنسا الأولى.

و مع ذلك، فقد ذهبت بريجيت ماكرون بعيدًا، بعيدًا جدًّا، و هي تدافع عن الممثل و الكوميدي أري أبيتان…

فقد خرجت زوجة رئيس الجمهورية عن صمتها و وصفت الناشطات النسويات اللواتي عطّلن عرضًا لأري أبيتان السبت الماضي بـ«الغبيّات القذرات»، وفق ما أظهره مقطع فيديو نُشر أمس الاثنين 8 ديسمبر.

و يسارع فريق بريجيت ماكرون إلى احتواء «الحريق» الذي يهدد بالوصول إلى الإليزيه، مؤكدين أنّ ما صدر عنها لم يكن سوى «انتقاد للطريقة الراديكالية» التي اعتمدها ذلك التجمع النسوي.

ليس من المؤكّد أنّ هذا كافٍ لإعفاء زوجة رئيس الدولة من المسؤولية. فزوجها، الغارق في نسب غير مسبوقة من عدم الشعبية وفي أزمة سياسية خانقة، لم يكن بحاجة إلى هذه الدعاية السلبية الجديدة.

فعلى من يتحمّل مثل هذه المسؤولية أن يضبط أعصابه ويتحكّم في ردود فعله. وحتى عندما تعرّض الزوجان للرذيلة المتمثلة في شائعة «تغيير جنس» بريجيت ماكرون، حافظا على رباطة جأش كبيرة في إدارة التواصل…

فماذا حدث هذه المرّة؟ هل أفلت هذا «التصريح» من رقابة جيش المستشارين العاملين في الرئاسة؟ من ألهم السيدة ماكرون هذا التعليق غير الموفّق؟ أم أنها تصرّفت بمفردها؟ وهل كان الرئيس على علم بذلك؟ من الواضح أنّ هناك خللًا ما في مكان ما.

لم يعوّدنا القصر الرئاسي على هذا النوع من الانزلاقات. ماكرون هو بلا شك – إلى جانب الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي – أكثر رؤساء الجمهورية الخامسة إثارة للانقسام.

و قد انعكس ذلك في تهجّمات لفظية عنيفة وربما حتى اعتداءات جسدية خلال تنقلاته، إلى درجة أنّ الأمن الرئاسي أصبح يحتل أحياناً مساحة أكبر من اللازم. ومع ذلك، لم يُعرف عن ماكرون يومًا أنه ردّ بإهانة على شاكلة «اِرحل أيها الغبي!» كما فعل ساركوزي.

تذكير بالوقائع: مساء السبت الماضي، اقتحمت أربع ناشطات من حركة #NousToutes القاعة الباريسية «des Folies Bergère» و هنّ يرتدين أقنعة تحمل صورة الممثل مع عبارة «مُغتَصِب»، و صرخن «أبيتان مغتصب»، كما جاء في بيان الحركة.

و في أواخر عام 2021، اتُّهم الكوميدي بالاغتصاب من قبل شابة كانت تربطه بها علاقة منذ أسابيع.

و بعد ثلاث سنوات من التحقيق، خلصت النيابة إلى عدم وجود ما يستدعي الملاحقة، وصدر قرار بعدم وجود وجه قانوني للدعوى، وهو حكم تم تأييده استئنافياً في جانفي الماضي. لكن ذلك لم يُثنِ بعض النسويات عن مواصلة عرقلة عودة أبيتان إلى خشبة المسرح…

كثيرًا ما تُسمع أصوات ناشطات أمام المسارح التي يحيي فيها أبيتان عروضه، الأمر الذي يشكّل مصدر إحراج كبير له، وهو الذي لعب دوراً بارزاً في فيلم «Qu’est-ce qu’on a fait au Bon Dieu?». وبعد هذه الفوضى بيوم واحد، حضرت بريجيت ماكرون العرض في باريس برفقة ابنتها تييفان أوزيير.

وفي مقطع فيديو نشره موقع مجلة «Public» أمس الاثنين، تظهر السيدة الأولى وهي تعبّر عن تضامنها مع أري أبيتان في الكواليس قبل العرض. «أنا خائف»، يقول الممثل. فتجيبه بريجيت ماكرون ضاحكة: «إذا كانت هناك غبيّات قذرات، سنطردهنّ خارجًا». ثم تضيف: «خاصة اللصوص المقنّعين».

وقد تلقّفت حركة #NousToutes هذه «الهدية» بسرعة، فنشرت الفيديو على حسابها في إنستغرام، إضافة إلى رسائل دعم للتحرك الاحتجاجي الذي وقع السبت. كما أعادت نشر الوسم #salesconnes على خلفية سوداء عبر منصة Bluesky…

و قالت ناشطة من #NousToutes باريس نورد، تُدعى «غوين»، إنها «مصدومة للغاية ومستنكرة»، معتبرة أن «الكلمات المستخدمة تكشف الكثير عن رؤيتها للأمور، والرسالة السياسية صادمة للغاية». وأضافت: «إنه بصق جديد في وجه الضحايا والجمعيات النسوية».

و ردّ فريق بريجيت ماكرون بأنّه «لا يجب رؤية هذا التصريح إلا كانتقاد للطريقة الراديكالية التي استخدمها الذين عطّلوا، وهم مقنّعون، عرض أري أبيتان مساء السبت لمنعه من الأداء على المسرح (…) بريجيت ماكرون لا توافق على هذه الطريقة الراديكالية».

و عبر إنستغرام، دعمت الممثلة الشهيرة جوديث جودريش الحركة، ناشرة رسالة على خلفية سوداء تقول: «أنا أيضاً غبيّة قذرة. وأدعم كل الأخريات». أما زعيمة حزب الخضر، مارين توندولييه، فقد صرّحت على قناة BFMTV قائلة: «هذه التصريحات خطيرة للغاية» و«لا ينبغي لسيدة أولى أن تقول ذلك».

و تابعت موضحة أنّه بعد صدور قرار عدم الملاحقة «يمكن لأري أبيتان أن يعود إلى المسرح»، لكن «للنسويات الحق أيضاً في إبداء رأيهن بشأن ذلك». ومن جهتها، هاجمت النائبة الأوروبية عن «فرنسا الأبية» مانون أوبري عبر منصة X بقولها: «بدأنا بجعل حقوق المرأة ’القضية الكبرى للولاية‘، وانتهينا بإهانتهنّ»، مضيفة: «حان الوقت لرحيل عائلة ماكرون».

و مهما كان موقف الإليزيه، تبقى هذه القضية مسيئة للغاية لصورة السيدة الأولى. فهذه الحدّة التي بدت عليها حين تعتقد أنه لا توجد آذان تسترق السمع – مع أنّ هناك دائمًا آذان – تثير الكثير من القلق. وكان الرئيس قد واجه صعوبة كبيرة في دفن شائعات عن تعرضه لـ«صفعة» من زوجته خلال زيارة لفيتنام. والآن، أصبح واضحاً ما يمكن للسيدة ماكرون أن تقوله خلف الكواليس.

تعليقات
Facebook Twitter LinkedIn WhatsApp

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

مواضيع ذات صلة:
الرقمية المصدر: الرقمية
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا