نادرون هم النواب الفرنسيون الذين يمتلكون شجاعة السباحة عكس التيار.
فالكثيرون يتردّدون لأن المواقف المبدئية لها ثمن سياسي، ولأن الشيطنة و ما تجرّه من عدم شعبية كفيلان بردع عدد كبير منهم.
الجبن، في النهاية، أكثر راحة. لكن هذا لا ينطبق على نواب حزب فرنسا الأبيّة (LFI)، وفي مقدمتهم زعيمه جان لوك ميلنشون.
فهو أول من تجرّأ على قول الحقيقة في وجه إسرائيل، بشأن الفظائع التي ترتكبها في غزة باسم “الثأر”.
و قد انتهى الرئيس إيمانويل ماكرون إلى تبنّي أطروحة ميلنشون، وإنْ من دون أن يقرّ بذلك علناً.
و يُعدّ النائب عن فرنسا الأبيّة إيمريك كارون أحد هؤلاء “الفرسان” المدافعين عن الفضيلة الجمهورية مهما كانت التبعات. وهناك أيضاً أنطوان لياومان، نائب LFI عن الدائرة العاشرة في إيسون.
لم يكن ممكنًا تجاهل الفيديو الذي نشره حول الإسلاموفوبيا في فرنسا. فالضجّة التي أثارها أرغمته على الخروج بتعليق إضافي.
«نشرتُ أمس فيديو أعربتُ فيه عن دعمي لمسلمي فرنسا الذين يتعرّضون لإسلاموفوبيا متفاقمة. وقد تلقيت منذ ذلك الحين الكثير من التعليقات. أولاً، رسائل تشكرني على تضامني مع جميع الذين يقعون ضحية هذا التمييز. لكنني تلقيت أيضًا عددًا من الانتقادات، وأودّ الرد عليها.
يقول لي بعضهم: السيد لياومان، أنت تتحدث عن المسلمين، فمتى ستتحدث عن الفرنسيين؟ أودّ أن أذكّر هؤلاء أولاً بأن الكثير من المسلمين في بلدنا هم مواطنون فرنسيون، وأنهم يشعرون بالإهانة حين يُنظر إليهم كما لو أنهم ليسوا فرنسيين كاملين، وحين يتعرضون للتجريح والوصم.
وأدعو الذين يطلقون مثل هذه التصريحات إلى إجراء حوارات بسيطة مع بعض مواطنينا المسلمين لفهم الألم الذي يشعر به مواطنونا المنتمون إلى هذا الدين. ثم هناك من يقول لي: السيد لياومان، إنكم تمارسون “الطائفية” في مخاطبتكم المسلمين، ولا تفعلون الأمر نفسه مع أتباع الديانات الأخرى.
والحقيقة أنه، وبوصفي مدافعًا عن العلمانية، كلما تعرّض شخص ما للتهديد بسبب دينه، أقف إلى جانبه. فإذا تعرّض شخص يهودي للتهديد لأنه يهودي، أو تعرّض شخص مسيحي للتهديد لأنه مسيحي، فإنني أقف إلى جانبه…
لأن فرنسا، بالنسبة لي، يجب أن تضمن ممارسة الشعائر الدينية بحرية. وأضيف أيضًا أن 50% من مواطنينا لا يعتنقون أي ديانة، وهؤلاء أيضًا لهم الحق في عدم ممارسة أي دين بحرية إذا أرادوا ذلك.
و أخيرا ، قال لي البعض إنني أفعل ذلك بدافع انتخابي. وهنا تحديدًا يجب التذكير بالعكس: فعدد من المسلمين في بلدنا ليسوا فرنسيين وبالتالي لا يملكون حق التصويت. وببساطة، الدفاع عن العلمانية ليس دعاية انتخابية، بل هو دفاع عن قيم الجمهورية التي ينبغي نظريًا أن توحّدنا جميعًا».
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب
المصدر:
الرقمية