آخر الأخبار

نتنياهو يحطّ في نيويورك لإذلال مامداني و الانتقام لترامب؟

شارك
Facebook Twitter LinkedIn WhatsApp

لا يُعير رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اهتماما لقوانين بلاده و معاييرها؛ فقد داس عليها مرارًا، و هو ما جرّه إلى محاكمات بتهم الفساد.

و الآن يراهن على مخرج استثنائي، يتمثل في عفو رئاسي طلبه رسميًا، لينجو من قبضة العدالة.

لنتذكّر أنّه الشخص نفسه الذي كان يصرخ ببراءته.

أمّا العدالة الدولية، فاعتبارُه لها أقلّ من ذلك بكثير؛ إذ يتجنب كـ«الطاعون» الدول التي قد تطبّق مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية (CPI).

و مع ذلك قرّر أن يشدّ الرحال مجددًا إلى نيويورك، حيث اعتاد التردد، رغم الوعد الصريح الذي قطعه العمدة زهران مامداني باعتقاله فورًا.

و أكّد نتنياهو، أمس الأربعاء 3 ديسمبر، أنه لن يتراجع عن نيّته زيارة المدينة رغم تهديدات مامداني، الغاضب من الفظائع في غزة و الذي تعهّد بتنفيذ مذكرة المحكمة الجنائية الدولية الصادرة في نوفمبر 2024.

و قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، في مقابلة عبر الفيديو مع «منتدى ديلبوك» التابع لنيويورك تايمز : «نعم، سأأتي إلى نيويورك».

لكن «مجرم الحرب» لم يوضح الحدث الذي يستدعي هذه الزيارة، و لا حتى موعدها.

و لعله رأى أن الحكمة تقتضي إخفاء أكبر قدر من التفاصيل لتصعيب مهمة «لجنة الاستقبال» التي تنتظره.

و عندما سُئل عمّا إذا كان سيحاول لقاء العمدة الاشتراكي المنتخب حديثًا، ردّ نتنياهو : «إذا غيّر رأيه و اعترف بحقّنا في الوجود، فستكون تلك فرصة جيدة لبدء الحوار».

أقلّ ما يمكن قوله إن «صديق» الرئيس دونالد ترامب لا يفتقر إلى الجرأة — أو لعلّه يريد أن يُظهر ذلك — رغم أن حالته الذهنية تبدو بلا شك مختلفة تمامًا أمام احتمال توقيفه.

و مع ذلك، فمن غير المرجّح أن يكون متهورًا إلى حدّ إلقاء نفسه في «فم الأسد»؛ إذ لن يستقل الطائرة قبل أن يحصل على ضمانات تتيح له الإقلاع مجددًا دون مشاكل.

ربما يعوّل نتنياهو على «شهر العسل» القصير بين الرئيس الأمريكي و عمدة نيويورك، إثر معركة انتخابية محتدمة.

غير أن هذا الانسجام سرعان ما تشقّق بعد اللقاء الودي في المكتب البيضاوي، حين قال مامداني إن ترامب «فاشي».

و بالتالي لا ينبغي لنتنياهو أن يبالغ في التعويل على تساهل العمدة الاشتراكي.

و سيصبح العمدة رسميًا، في جانفي المقبل، أولَ مسلم يتولى هذا المنصب في نيويورك، بعد فوزه الساحق في انتخابات بداية نوفمبر.

و سيتسلم مهامه في مدينة تتمتع فيها الجالية اليهودية بنفوذ كبير، و ليس دائمًا بما يخدم إسرائيل…

مامداني لم يتردد في اتهام الدولة العبرية بتطبيق «نظام فصل عنصري» و بارتكاب «إبادة جماعية» في قطاع غزة، رغم إدانته الدائمة للمعاداة للسامية.

و بعد صدور قرارات المحكمة الجنائية الدولية، تعهّد بإرسال الشرطة البلدية لتنفيذ مذكرات التوقيف ضد المسؤولين المطلوبين، خصوصًا نتنياهو و الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

غير أنّ الولايات المتحدة و إسرائيل لم تُصادقا أصلًا على نظام روما المؤسّس للمحكمة الجنائية الدولية.

و بذلك، و بالرغم من وعود مامداني، تبقى إمكانية اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي ضئيلة جدًّا.

فمن الواضح أن عمدة نيويورك لا يمتلك هذا الصلاحية ، و حتى لو امتلكها، فلن يسمح الرئيس ترامب أبدًا للشرطة باعتقال «صديقه بيبي».

تجدر الإشارة إلى أنّ نيويورك تحتضن أكبر جالية يهودية خارج إسرائيل، فضلًا عن مقرّ منظمة الأمم المتحدة.

و لهذين السببين اعتاد نتنياهو زيارتها باستمرار.

كما أنّه زار العاصمة الفدرالية واشنطن مرارًا بدعوة من ترامب، الداعم الأكثر وفاءً لإسرائيل، إلى حدّ فرضه عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية.

و بكل ذلك، يبدو واضحًا أن نيويورك لن تكون المكان الذي سيُعتقل فيه نتنياهو.

ليس في «مدينة الرئيس»، المدينة التي شيّد فيها رجل العقارات عددًا كبيرًا من المباني، أبرزها «برج ترامب» الشاهق المكوّن من 58 طابقًا.

اشترك في النشرة الإخبارية اليومية لتونس الرقمية: أخبار، تحليلات، اقتصاد، تكنولوجيا، مجتمع، ومعلومات عملية. مجانية، واضحة، دون رسائل مزعجة. كل صباح.

يرجى ترك هذا الحقل فارغا

تحقّق من صندوق بريدك الإلكتروني لتأكيد اشتراكك.

تعليقات
Facebook Twitter LinkedIn WhatsApp

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

مواضيع ذات صلة:
الرقمية المصدر: الرقمية
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا