آخر الأخبار

رئيس الوزراء السنغالي يتصدّر قائمة «سادة العالم» إلى جانب ترامب و بوتين و إيلون ماسك…

شارك
Facebook Twitter LinkedIn WhatsApp

يتلمّس رئيس وزراء السنغال، أوسمان سونكو، الرجل الشعبي والمتّقد حضوراً، طريقه في المتاهة السياسية بعد أن سدّ نضاله الملحمي ضد النظام السابق مساره نحو رئاسيات 2024، رغم أن جميع استطلاعات الرأي كانت تمنحه فوزاً ساحقاً.

إذ كان يكفي حكم بالسجن في قضية تشهير حتى يتبخر ذلك الانتصار المنتظر. ومن الواضح أنّ سونكو لن يرضى يوماً بالمركز الثاني، حتى وإن كان منصب رئاسة الحكومة.

فهدوء رئيس الوزراء الظاهر، المنهمك في ملفات البلاد العاجلة، يخفي بصعوبة هاجسه الكبير تجاه انتخابات 2029. وفي الانتظار، يستطيع سونكو أن يتيه فخراً بصعوده إلى نادي «سادة العالم».

هذا هو عنوان كتاب صدر في باريس عن دار “إيرول”، تحت إشراف الخبير الجيوسياسي الفرنسي المعروف، باسكال بونيفاس، مؤسس ومدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية (IRIS).

و يبرز رئيس الوزراء السنغالي ضمن شخصيات بارزة يتمتع تأثيرها العالمي بقدر كبير من الإجماع. وهذا ما قاله بونيفاس في منشور على منصة “إكس”:

«إنه مجموعة من 20 بورتريهاً لشخصيات تُعد من الأكثر تأثيراً في العالم: رؤساء دول، نجوم من عالم الترفيه، قادة اقتصاديون أو وجوه صاعدة. يجمع بينهم قاسم مشترك: أنهم يمارسون شكلاً من أشكال النفوذ، سواء كان سياسياً أو اقتصادياً أو ثقافياً. يسلّط الكتاب الضوء على مساراتهم وأفكارهم وطبيعة تأثيرهم».

ويضيف الخبير في العلاقات الدولية أن الكتاب يتميز أيضاً بـ«خرائط وصور وإخراج بصري جميل»، ويمدحه بوصفه «الهدية المثالية». ولعله محق، خاصةً مع اقتراب عطلة نهاية السنة…

أما سونكو المشتعل حماسةً، فمن المؤكد أنّ هذا التكريم الكبير سيجد صداه في ذهنه ويزيده جرأة. فمن الصعب ألا يشعر المرء بشيء من الاعتزاز حين يُدرج اسمه إلى جانب «شخصيات» – غالباً لأسباب غير محمودة – مثل الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، والملياردير المثير للجدل إيلون ماسك، والناشطة غريتا تونبرغ وغيرهم. لا بدّ أن للأمر وقعه.

و كان بعض أنصار سونكو المتحمسين قد أثاروا جدلاً من قبل، مطالبين بإقصاء رئيس الجمهورية، باسيرو ضيوماي فاي، من حزب PASTEF (الوطنيون الأفارقة في السنغال من أجل العمل والأخلاق والأخوّة)، بحجة أنه خان مبادئ الحركة.

لكن رئيس الوزراء يعلم جيداً أن التخلص من رفيق ذاق طعم السلطة لن يكون مهمة سهلة. وعلى الجميع الحذر من الخسائر الجانبية لمواجهة أخوية على قمة الدولة.

كما يدرك رئيس الحكومة أن حصيلة فاي، مهما قال أو فعل، ستكون أيضاً حصيلته، وبالتالي فإن غرق السفينة الرئاسية سيُغرق سفينته معه. هذا فضلاً عن انشغالات الغالبية العظمى من السنغاليين، الاجتماعية والاقتصادية، التي تسبق في أهميتها كل الحسابات السياسية.

فالبلاد تدفع ثمناً باهظاً لإرث الرئيس السابق ماكي سال و«الديون الخفية» المنسوبة إليه. صحيح أن وزير الاقتصاد أقرّ أخيراً بأن هذه الرواية مبالغ فيها، وأن قرضاً تتعهد به الدولة وتسدده لا يمكن أن يكون سرياً، لكن الضرر وقع: بسبب الضجة التي أثارها سونكو تراجعت التقييمات السيادية للسنغال بشكل متتالٍ…

و قد انعكست العقوبة فوراً على الأسواق الدولية، وخاصة لدى صندوق النقد الدولي، الذي جمّد الدفعات المبرمجة. ويُتوقع أن يستعيد البلد عافيته على المدى المتوسط بفضل عائدات النفط والغاز (مع استبعاد حلم «قطر إفريقيا»)، لكن هناك تحديات عاجلة: أجور الموظفين، نفقات التسيير، تمويل المشاريع…

و هذا ما يشغل سونكو اليوم. بل هذا ما ينبغي أن يستحوذ على تفكيره، وعليه أن ينكب عليه بكل طاقته، وأن يتجنب الانجرار وراء نداءات الاستحقاق الانتخابي لعام 2029. فما سيقدّمه عملياً للسنغاليين خلال الأشهر والسنوات المقبلة هو ما سيعزز مكانته كمرشح رئاسي محتمل، لا تلك الحسابات السياسية الضيقة التي يدعوه إليها أنصاره.

اشترك في النشرة الإخبارية اليومية لتونس الرقمية: أخبار، تحليلات، اقتصاد، تكنولوجيا، مجتمع، ومعلومات عملية. مجانية، واضحة، دون رسائل مزعجة. كل صباح.

يرجى ترك هذا الحقل فارغا

تحقّق من صندوق بريدك الإلكتروني لتأكيد اشتراكك.

تعليقات
Facebook Twitter LinkedIn WhatsApp

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

مواضيع ذات صلة:
الرقمية المصدر: الرقمية
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا