آخر الأخبار

كندا : كيف انغلق الفخّ الكيبيكي على هذه الممرضة الفرنسية… كما حدث للتونسيين و الجزائريين و غيرهم

شارك
Facebook Twitter LinkedIn WhatsApp

انتهى حلم «إلدورادو كيبيك» بالنسبة للفرنكوفونيين، بعد أن تهاوى تحت تأثير الأزمة الاقتصادية، و تشبّع سوق العمل، وأيضًا – لا بدّ من الاعتراف – صعود اليمين المتطرف واليمين المتشدد في مختلف الدول الغربية.

في عام 2023، فتحَت كيبيك أبوابها على مصراعيها أمام الناطقين بالفرنسية، لكن تلك المرحلة انتهت.

التشدّد بات وطنيًا، يشمل كامل التراب الكندي، مع برامج هجرة أُجهضت أو جرى تقليصها بشكل كبير.

و الاستثناء الوحيد هو المناطق الريفية حيث أصبح إعادة توطين السكان أولوية قصوى.

الأسوأ من ذلك أن هذه القيود الجديدة طالت أيضًا الأجانب المقيمين منذ سنوات طويلة في البلاد.

هذا الإحباط الجماعي تُجسّده بأوضح صورة قصة هذه المقيمة الفرنسية، التي تكشف فيديو شهادتها عن «السقوط في الهاوية».

و يرافق الفيديو النص التالي :

«في 19 نوفمبر الماضي، ومن دون أي إشعار مسبق، أنهى وزير الهجرة برنامج الخبرة الكيبيكية (PEQ)، الذي كان موجّهًا لأفضل مرشحينا للهجرة الاقتصادية، أي خرّيجي جامعاتنا و الأشخاص الذين يعملون بالفعل في كيبيك. جميعهم فرنكوفونيون، و مقيمون هنا منذ سنوات، وهي شروط أساسية للتأهل.»

و يضيف النص : «منذ ذلك الحين، تحطّمت حيوات، وانهارت أحلام بالكامل… الصدمة كانت تامة و قاسية.»

مكان للشهادة المؤثرة للمقيمة الفرنسية :

«اسمي سابرينا كوييدر فيليبون، عمري 39 عامًا، وأنا ممرضة سريرية أعمل حاليًا ضمن CIUSSS de l’Estrie، وتحديدًا في شيربروك. قبل عام و نصف وصلتُ إلى كيبيك رفقة زوجي و طفلينا، بتصريح عمل مُقيّد. تمّ استقدامي بشكل خاص لتلبية حاجات النظام الصحي.

لقد جاؤوا بنا حرفيًا إلى فرنسا لتوظيفي، نعم، تمامًا كما حدث مع زميلتي فلورانس.

منذ بداية مسارنا، كان الخطاب دائمًا نفسه : ستحصلون بسهولة على الإقامة الدائمة. لقد تركنا كل شيء خلفنا، كل شيء تمامًا في فرنسا، لنلبّي الحاجة الملحّة في قطاع الصحة. بعنا ممتلكاتنا، و تخلّينا عن كل الروابط العائلية و الاجتماعية التي كانت لدينا.»

و تتابع :
«اليوم، ومع الإغلاق المفاجئ لبرنامج PEQ، ومن دون أي إشعار مسبق، انكسرت وعود كيبيك. منذ أكثر من عام و أنا أتنقل بين المنازل و أعمل في مراكز رعاية المسنين (CHSLD) لتقديم الرعاية لكبار السن و للأشخاص فاقدي الاستقلالية. ولأكثر من سنة، حظيت بشرف العمل في الرعاية التلطيفية المنزلية.

ابني الأكبر اسمه إيلان. وُلد هنا، في كيبيك، في جانفي 2017، خلال تجربتي الأولى كممرضة سريرية. عمره الآن قرابة 9 سنوات وهو طفل مصاب بالتوحّد. لسنوات، كرّست كل ذرة من طاقتي لبناء شبكة دعم حوله ؛ شبكة من الأخصائيين والمعالجين الذين يعرفون قصته و خصوصياته و قوته و تحدياته…»

و تقول :

«نجح إيلان في الالتحاق بقسم دراسي متخصص في ماي 2025. و منذ أشهر، ومنذ دخوله هذا القسم، بدأنا أخيرًا نشعر بأنه طفل مرتاح، هادئ، سعيد بالذهاب إلى المدرسة. لقد بدأ من جديد في تحقيق تقدّم على مستوى التعلم. لذلك لا يمكننا تصوّر العودة إلى فرنسا [تختنق بالبكاء] بعد كل هذه الجهود التي بذلناها هنا.»

و تضيف باكية :

«لا يمكنني تصديق أن ابننا، وهو طفل كيبيكي، قد لا يعود قادرًا على العيش… [بكاء] آسفة… في بلده ، الأرض التي وُلد فيها. نحن نخشى كثيرًا على صحته النفسية إن اضطررنا لزعزعة كل هذه الأسس التي اكتسبها مؤخرًا. و بعيدًا عن مشاعر الظلم و عدم الفهم، فإن مستقبل طفلنا هو ما يقلقنا أكثر.»

و تختم قائلة :

«ما أطلبه اليوم هو إعادة النظر في قرار إلغاء برنامج PEQ، واحترام الالتزام الأخلاقي الذي قطعته كيبيك عندما استقدمتنا إلى هنا. أطلب منكم اليوم أن تكون سياسة الهجرة في كيبيك عادلة، و أن تُنصف كل جهودنا. نطالب فقط بتطبيق بند الأجداد (clause grand-père). فهذا يتعلّق بمستقبلنا. شكرًا.»

معاناة هذه السيدة ليست سوى الشجرة التي تخفي الغابة. فكم من تونسي و جزائري و مغربي و مهاجر من جنوب الصحراء و غيرهم وقعوا في الفخ نفسه، بعدما صدّقوا الوعود الرسمية للسلطات الكندية؟ ليس من قبيل الصدفة أن البلاد تشهد موجات كبيرة من مغادرة الفرنكوفونيين، بينهم عدد كبير من الأطر و الكفاءات العالية.

تعليقات
Facebook Twitter LinkedIn WhatsApp

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

مواضيع ذات صلة:
الرقمية المصدر: الرقمية
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا