آخر الأخبار

«عودة الاعتبار» لبوتين تتم في أبوظبي… إعلان مدوٍّ يبشّر بغيره

شارك
Facebook Twitter LinkedIn WhatsApp

هل هي بداية تبرئة روسيا بعد كل الجرائم الدموية التي ارتُكبت في أوكرانيا و غيرها؟

يبدو أن الأمر كذلك، في ضربة موجعة لما تبقّى من قشرة «القيم الكونية» التي كانت صامدة بالكاد.

فقد أعلنت الاتحاد الدولي للجودو (FIJ)، عبر بيان رسمي الخميس 27 نوفمبر، أن لاعبي الجودو الروس سيتم إعادة دمجهم بالكامل…

و بعد هذا القرار ستُفتح أمامهم جميع أبواب المسابقات الدولية، تحت راية وطنهم، و بكل المراسم المصاحبة : «النشيد» و «العلم الوطني».

هذا الإجراء، الذي يُعدّ «الأول» من نوعه بالنسبة لاتحاد رياضي منذ بداية الحرب في أوكرانيا عام 2022، سيدخل حيّز التنفيذ «ابتداءً من غراند سلام أبوظبي 2025»، انطلاقًا من يوم غدٍ الجمعة، وفق البيان.

الإمارات العربية المتحدة… لا نعلم ما الذي قاله أو فعله صاحب القرار هناك، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لكي تُقدّم له FIJ هذه الهدية.

ما نعلمه هو أن لبوتين الكثير من الأصدقاء في المنطقة. نعم، المصالح الكبرى – والمثيرة للجدل جدًا – التي يدافعون عنها معًا في إطار أوبك+ تخلق بطبيعتها روابط متينة.

و في غمرة الفرح، رحّب الاتحاد الروسي بما وصفه بـ«القرار التاريخي».

و قال سيرغي سولوفيتشيك : «نشكر الاتحاد الدولي للجودو على هذا القرار الذي طال انتظاره، والعادل والشجاع».

يُذكر أنه لم يشارك أي لاعب جودو روسي في دورة الألعاب الأولمبية في باريس تحت راية محايدة، حيث قاطع الاتحاد الروسي المشاركة بالكامل بدعوى أن شروط المشاركة كانت «مهينة».

و لا ننسى أن بوتين ذهب إلى حدّ إطلاق دورة أولمبية خاصة به، متضخّمة على مقاسه، ليُظهر للعالم «من يكون».

مشروع وُلد ميتًا بطبيعة الحال.

سيد الكرملين بالغ في تقدير قدراته.

لكن يبدو أنه لم يعد في حاجة إلى مثل هذه العروض، فالاتجاه العام يسير نحوه، بشكل لافت، و بوتيرة متسارعة بشكل غير مسبوق، في مشهد لا يشرف الولايات المتحدة و لا الاتحاد الأوروبي، و ليس ذلك جديدًا.

وللتذكير، فإن بنود خطة السلام الأمريكية الـ28، التي هي في الحقيقة نسخة روسية، لا تحتوي سوى على وصفة استسلام للمعتدى عليها، أوكرانيا.

من بين الشروط المطروحة عودة موسكو إلى مجموعة G8، ورفع العقوبات، وإعادة إدماج روسيا في الاقتصاد العالمي و كأن شيئًا لم يكن، وكأنه لم يصدر مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب…

و كما جرت العادة، صرخ الأوروبيون و استنكروا بشدّة حتى يحصلوا من واشنطن على مقاعد جانبية في طاولة المفاوضات.

غير أنّ فرنسا و ألمانيا و المملكة المتحدة و إيطاليا و غيرها، حرصًا منهم على عدم إغضاب ترامب – و بوتين – اقترحوا بدورهم إعادة دمج روسيا في مجموعة الثماني و غيرها من الامتيازات.

و بالتالي، لم تفعل أبوظبي سوى استباق المسار الذي يستعد الغرب لسلوكه.

كل هذا لا يدعو للفخر، بل هو قبيح، شائن، مُنفّر، مُقزّز، لا أخلاقي، وغير أخلاقي بدرجة عالية… لكنه، للأسف، العالم القاتم الذي نعيش فيه.

أما كلّ المقهورين الذين يسحقهم رقص الأقوياء على المسرح الدولي، فليس أمامهم سوى مزيد من الخيبة.

اشترك في النشرة الإخبارية اليومية لتونس الرقمية: أخبار، تحليلات، اقتصاد، تكنولوجيا، مجتمع، ومعلومات عملية. مجانية، واضحة، دون رسائل مزعجة. كل صباح.

يرجى ترك هذا الحقل فارغا

تحقّق من صندوق بريدك الإلكتروني لتأكيد اشتراكك.

تعليقات
Facebook Twitter LinkedIn WhatsApp

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

مواضيع ذات صلة:
الرقمية المصدر: الرقمية
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا