يشكّل هذا الملف شوكة في حذاء وزيره، وزير الدفاع إسرائيل كاتس، لكنه قبل ذلك في حذاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
الحديث هنا عن الجنرال المتشدّد إيال زمير، رئيس أركان الجيش، الذي يفعل كل ما بوسعه لدفع جميع المسؤولين، وصولاً إلى أعلى هرم الدولة، نتنياهو نفسه، لتحمّل إخفاقاتهم التي قادت إلى كارثة 7 أكتوبر 2023.
و سيندمون على استدعائه على عجل لخلافة الجنرال هرتسي هاليفي…
كان الأخير من أوائل الذين انسحبوا بهدوء، في استقالة راهن عليها الجهاز التنفيذي لحصر أكبر قدر ممكن من المسؤولية داخل الجيش، و تفادي تدخّل القضاء في شؤونهم.
لكن حساباتهم لم تكن في محلّها أمام شخصية مثل الجنرال إيال زمير. فاليمين يرى فيه عنصرًا متمرّدًا ذا قدرة كبيرة على الإرباك، وكان عليهم التفكير في ذلك قبل أن يعيّنوه.
الجنرال يركّز على الأساس: المحاسبة أولاً
يريد الضابط الرفيع التركيز على الجوهر: محاسبة المسؤولين. ولا مجال لديه للانشغال بهروبٍ إلى الأمام عبر اختراع أعداء وهميين لتبرير خوض حروب جديدة دامية.
نتنياهو هو الأستاذ الأكبر في هذا الأسلوب، لكن كاتس يتعلّم بسرعة. فقبل أمس، الأربعاء 26 نوفمبر، هدّد، مستفيدًا من منصبه كوزير مبتدئ، بإرسال الدبابات والطائرات مجددًا إلى لبنان.
هذه التصريحات المتهوّرة يرفضها العسكريون، والجنرال لن يكون مثل أسلافه، لن يصمت، وهو لا يتردّد في تصويب الأمور بحدة.
و قد كرّر أن إسرائيل تحتاج إلى قيادة “تعترف بالإخفاق” ولا تسعى إلى “إخافة المواطنين أو التهرّب” من واجباتها.
و أضاف: «هذا هو جوهر القيادة». الصراع بينه وبين وزيره خرج الآن إلى العلن.
نتنياهو يهرول لإخماد النار لكنه يفشل
نتنياهو، الذي يريد بأي ثمن وقف النيران المندفعة نحوه، دخل على الخط. فقد اجتمع بشكل منفصل مع الرجلين، لكن يبدو أن ذلك لم يثمر شيئًا.
وزير الدفاع، الذي لا يملك الوزن نفسه الذي يتمتّع به الجنرال لدى الرأي العام، اضطرّ إلى نفي أي نية لإقالة قائد الجيش…
و بضغط الواقع، أعلن أن الجنرال إيال زمير سيبقى في منصبه «على الأقل حتى الانتخابات المقبلة».
لقد بالغت الحكومة في استخدام الضربات العسكرية للتخلّص من «أعداء الداخل»، أي كبار المسؤولين الذين يجاهرون بفضح تجاوزات الوزراء و النظام.
أسوأ حكومة في تاريخ الكيان العبري استنفدت كل أوراقها: نتنياهو أطاح برئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) وبالمدعية العامة للجيش. لكن حتى في إسرائيل، هناك حدود لما يمكن فعله، حتى لأولئك الذين لا يعترفون بأي حدود.
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب
المصدر:
الرقمية