في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
في تصريح لتونس الرّقمية علّق اليوم الخميس، 27 نوفمبر 2025، الوزير و الدّبلوماسي السابق أحمد ونيس على ما تعيشه دولة غينيا بيساو بعد الاتنقلاب الذّي نفّذه مجموعة من كبار ضباط الجيش و الغاء نتائج الانتخابات و إغلاق الحدود و كذلك اعتقال الرّئيس، و قال ونيس إنّ الحدث نفسه في مختلف الدّول الافريقية و هذا ان دلّ على شيء فهو يدل على كون الدّول الافريقية لم تتشبع بعد بمفهوم الدّولة الوطنية التي تقوم على نظام سياسي قار مهما كانت الطّبقات الحاكمة و الأفراد.
و اوضح ونيس أنّ أغلب الدّول الإفريقة الجديدة التي نشأت بعد موجة الاستعمار الذّي شمل كلّ القارة الإفريقية، و خلّف دويلات من بينها غينيا بيساو و التي تعتبر من أصغر دول القارة الإفريقية حيث أنّ مساحتها تقريبا أقل 5 مرات من مساحة تونس، لم يتشبع جيشها بعد بمفهوم الدّولة الوطنية و هذا المفهوم لم ينضج كذلك في آفاق الغرب الإفريقي الذي تنتسب له غينيا بيساو.
و أضاف ونيس أنّ الفرق بين الجيش و المدنيين لا يزال محطّة اشكال في هذه الدّول الافريقية إذ أن كلّ دولة تخلق جيش، و لكن الجيش الذّي يحتكم بأحكام الدّولة المدنية في هذه المناطق لم يتشكل بعد و ذلك لكون يعتبر أنّ الثّروات التي تكتسبها دولته غير موزّعة بالطّريقة التي تنصفه و تعطيه ما يستحق و ما يحتاج وهو من يمتلك السلاح و قوة القهر، و هذه الرؤية تعود اساسا إلى فقر الاقتصاد الوطني في المجموعات الافريقة الذّي لا يزال رهينة التّجارة الخارجية و التي يتمّ فيها تصدير المنتوج الطّبيعي مثل الفول السوداني في غينيا بيساو.
و تابع الدّبلوماسي السابق القول إنّ الاصل في الانقلابات العسكرية هو هذا الامر، إذ أنّ الجيش يرغب في أن يكون متميزا، و الامر ليس اختصاص من اختصاصات دول إفريقيا جنوب الصحراء فقط بل و حتى في بعض دول المغرب العربي أيضا.
و اشار أحمد ونيس إلى أنّه و منذ سنة 80 دولة غينيا بيساو، و التي استقلت تقريبا سنة 1974 مع الثورة البرتغالية أي بعد 5 أو 6 سنوات، تمّ فيها تنفيذ انقلاب على عائلة أميلكار كابرال و من وقتها دخل الجيش في سلسلة من الانقلابات و بالتالي فإنّ الفقر بصفة عامة و الاحتياج إلى المداخيل هو سبب انقلاب الجيش.
و أكّد المتحدث أنّ الانتخابات التي تتجدد في كلّ مرة و تصدّر من ينجح نسبيا لم تكن ابدا ناجحة و مؤثّرة بطريقة إيجابية على الاستقرار، و بالتالي فإنّ صغر مساحة هذه الدّول و قلة الموارد تفرض أن تنضم هذه الدّول مع محيطها الجغرافي لتأسس دول ذات محيط أكبر و يكون اقتصادها مقنع و متطوّر و يمكّن الشعب من حياة كريمة، و لكن هذا الحل لم يتمّ اللجوء له بعد التغلب على الاستعمار، وفق قول ونيس.
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب
المصدر:
الرقمية