كان من المتوقع بعد الضجة التي أثارها الاستطلاع الذي أجراه معهد “إيفوب” حول المسلمين في فرنسا، أن يطلب مجالس الطائفة المسلمة في ثلاث مناطق من فرنسا من مكتب المحاماة في باريس “روييز & كيمف” تقديم شكوى.
و يؤكد المدعون أن “الأسئلة كانت موجهة” وتركزت على “نتائج أقلية تم تسليط الضوء عليها لأغراض جدلية”.
من المعروف أن المسلمين، الذين كانوا بالفعل في مرمى النقد، حتى من أعلى مستويات الدولة الفرنسية، لم يكن لديهم حاجة لإلقاء الضوء عليهم بشكل أكبر، بالإضافة إلى أسلوب منهجي ودوافع تم انتقادها بشكل جماعي.
و يجدر بالذكر أن استطلاع “إيفوب” تم تكليفه من قبل مجلة “إكراَن دي فيل” التي تصدرها “جلوبال ووتش أناليسيس”، وهي ملكية كيان يُشتبه في كونه يعمل لصالح الإمارات العربية المتحدة. وتذكر المصادر أن الإمارات والجزائر في خلاف شديد.
ما الهدف من تكليف مركز الاستطلاع؟ ولأي أجندة؟ تبقى الإجابة غير واضحة. ما هو معروف أن وراء نشر نتائج هذه الدراسة الغريبة يوجد الصحفي الجزائري أتمين تازاغارت.
هذا الرجل مرّ عبر قناة “فرانس 24” ويعتبر نفسه خبيراً في الجهادية، كما أنه يُقال إن له علاقات مع الإماراتيين، حسبما أفادت “ميديا بارت”.
صرّح المكتب المحاماتي “روييز & كيمف” في 22 نوفمبر 2025 قائلاً: “استلمنا شكوى من مجالس الطائفة المسلمة في لوار، وأوب، وبوش دو رون، وسنقوم بتقديم شكوى ضد مجهول بعد نشر استطلاع إيفوب الذي يحمل عنوان “حالة العلاقة بالإسلام والإسلامية لدى المسلمين في فرنسا” في 18 نوفمبر 2025″.
و قد تم نشر هذه المعلومات على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل منظمة “مسلمون في فرنسا” (MF)، التي أكدت اهتمامها بـ “العدالة” و”كرامة الجميع”.
يرى المحاميان رافاييل كيمف ورومان روييز، المحاميان في باريس، أن هذا الاستطلاع ينتهك مبدأ الموضوعية الذي نصت عليه قانون 19 يوليو 1977، الذي ينظم نشر استطلاعات الرأي.
و أضاف المحاميان أن “الدراسة تعتمد على أسئلة موجهة وتتركز على نتائج أقلية تم تسليط الضوء عليها لأغراض جدلية”.
وأشار المحاميان إلى أن الدراسة “تزّرع سمّ الكراهية في الفضاء العام” و”تعزز الصور النمطية” في سياق يتسم بتزايد الإسلاموفوبيا في فرنسا، مشيرين إلى بيانات وزارة الداخلية التي تظهر زيادة في الحوادث المعادية للمسلمين في فرنسا بنسبة 75% في 2025 مقارنة بعام 2024.
و جاء في بيان “روييز & كيمف” : “تم تكليف هذا الاستطلاع من قبل جهة غامضة ويمينية متطرفة، وقد تم تبنيه من قبل العديد من وسائل الإعلام المتطرفة، وهو إهانة للمسلمين في فرنسا وإهانة للقيم التي تدعمها جمهوريتنا من مساواة وأخوة”.
كما أعرب المحرر الكبير جان-ميشيل أباتي، الذي يعمل في قناة “إل سي آي”، عن رأيه قائلاً: “تم إجراء الدراسة بواسطة مجلة لا يعرفها أحد: “إكراَن دي فيل”، ولا يعرف أحد من هم القائمون عليها، ليس لأنهم سرّيون ولكن لأنهم ليسوا معروفين”. وأضاف أن الاستطلاع “تم تسليمه بشكل جاهز إلى “لو فيغارو” الذي نشره على صفحته الأولى يوم الثلاثاء 18 نوفمبر”.
و تساءل أباتي قائلاً : “كم كلف هذا الاستطلاع؟ وكيف استطاعت مجلة لا يعرفها أحد أن تدفع ثمنه؟”. وأشار إلى أن “هذه avalanche of numbers” تشير بوضوح إلى أن المسلمين في فرنسا “يصبحون مسلمين أكثر وأقل فرنسيين”.
و ختاماً، توجه أباتي انتقاده قائلاً : “هذه الدراسة تشير إلى “جالية ثقافية” باعتبارها “مصدر قلق كبير لبقية السكان الذين لا يسعون إلا إلى السلام”.
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب
المصدر:
الرقمية