في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
في تصريح لتونس الرّقمية اليوم الإثنين، 24 نوفمبر 2025، علّق المفكّر و المحلل السياسي فريد العليبي على بعث الهيئة العليا للرئاسات في ليبيا بهدف توحيد القرار الوطني و التي تمّ الاعلان عنها الخميس الماضي من قبل المجلس الرئاسي الليبي وحكومة الوحدة الوطنية والمجلس الأعلى للدولة.
و قال العليبي إنّ المؤسّسات السياسية في ليبيا منقسمة على نفسها منذ وقت طويل بمعنى أنّه توجد حاليا أكثر من حكومة و أكثر من جيش و هناك أيضا البرلمان في الشرق و هذا الانقسام أثّر بشكل كبير على البلاد على النحو الذّي يمكن معه القول إنّه لا وجود لدولة مركزية واحدة في ليبيا على الصعيد السياسي و الاقتصادي و المالي و غيره، و هذا الوضع أضعف ليبيا و جعلها خاضعة لقوى دولية منها من هو عربي و إقليمي و دولي، بما معناه أنّه يوجد اليوم صراع على الثّروة الليبية و صراع على الموقع الاستراتيجي الليبي.
و في ظلّ هذا الوضع نشأت ميليشيات و أمراء حرب تحتمي هذه المليشيا أو تلك غالبا بقوة خارجية، و من هنا انتشر الإرهاب و الاقتتال و الفتن و الاغتيالات، و تردّت أيضا الأحوال المعيشية و الصّحية مما تسبب في حركة هجرة من دول الساحل الافريقي إلى ليبيا و ايضا هجرة الليبين خارج دولتهم، و من هذا المنطلق رأى البعض في ليبيا، تشكيل هذه الهيئة الجديدة “مجلس الرئاسات الثلاث” و هذه الهيئة تتكون بالأساس من حكومة الوحدة الوطنيّة برئاسة عبد الحميد الدّبيبة في طرابلس و المجلس الرئاسي الذّي يراسه حاليا محمد المنفي و المجلس الأعلى للدّولة برئاسة محمد تكالة، أي أنّ الهيئة تضم المؤسّسات السياسية الموجودة في غرب ليبيا، وفق العليبي.
و أوضح المحلّل السّياسي أنّ هذه المؤسسات أنشأت الهيئة العليا للرئاسات باعتبارها مؤسّسة للتنسيق و التّداول في الشأن الليبي و ذلك لضبط ردود أفعال البلاد كدولة موحّدة في علاقة بعديد القضايا، و لكن دون تسجيل نجاح كبير في أن تتضمن الهيئة من حيث تكوينها المؤسّسات الموجودة في الشرق الليبي و من هنا بقي الوضع على حاله، الأمر الذّي يثير مخاوف الدّول المحيطة بليبيا كمصر و السّودان و الجزائر و تونس و حتى بلدان أبعد في ظلّ انتشار الارهاب و الحروب الأهلية في دول مثل السودان و مالي و نيجيريا و إفريقيا الوسطى و توجد جماعات ناشطة من بينها داعس و تنظيم القاعدة و ايضا بوكو حرام و حركة الشّباب في الصومال، بالاضافة إلى أنّ تهريب السلاح في هذه المنطقة بتمّ بطريقة تكاد تكون معلنة.
و تابع المتحدّث القول إنّه يوجد أيضا خوف من عودة الارهابيين التكفيريين من سوريا بعد الإطاحة بحكومة بشار الأسد و تولي أحمد الشرع للحكم هذا إن لم يكن عدد منهم قد عاد فعليا إلى ليبيا، و من هنا فإنّ بعث هذه الهيئة يمثل أملا في ليبيا.
و استدرك فريد العليبي القول بكون الأمر الذّي يجب أخذه بعين الاعتبار هو بقاء الوضع على حاله خاصة في علاقة بالانقسام بين الشرق الليبي و الغرب الليبي و ايضا مع وجود عامل آخر الذّي يتمّ غالبا تغييبه و هو الشعب الليبي، حيث قام بتنفيذ انتفاضة في الأشهر الأخيرة و كانت واسعة شهدتها العاصمة و عدد من المدن الأخرى بهدف إرساء نظام سياسي جديد تستعيد فيه ليبيا الدّولة المركزية و إلى حدّ الآن الانتفاضة لم تنجح و لكن هذا لا ينفي تواصل الغليان داخل الشعب الليبي، وفق تعبير العليبي.
و أضاف المفكّر أنّ السؤال المطروح على خلفية هذا الوضع هو في علاقة بالحل، هل سيكون من قبل المؤسّسات السياسية الليبية..؟، مستبعدا في ذات السياق هذا الخيار، خاصة أنّ المفجأة قد تكون متعلّقة بالشعب الليبي في حدّ ذاته الذي من الممكن ان يفرض حلا تستعيد فيه ليبيا سلامتها و وحدتها و الدّولة المركزية التي توحّد قرارتها السّياسية و الاقتصادية و المالية.
و عن تأثير بعث هذه الهيئة على العلاقات التونسية اللليبية و خاصة على مستوى التبادلات التجارية، أفاد العليبي أنّ المتعارف عليه هو كون تونس و ليبيا يشكّلان شعبا واحدا في دولتين مختلفتين، حيث أنّ المصالح متشابكة و العلاقات جيّدة منذ سنوات طويلة، و لكن الوضع الأخير كانت نتائجه كارثية على البلدين على مستوى المبادلات التجارية و الوضع الاقتصادي في ظلّ نشاط حركة التهريب بقوة.
و شدّد المتحدّث على كون تونس معنيّة بحلّ الوضع في ليبيا و تعمل بكلّ جهد من خلال مبادرات مختلفة تذهب في اتجاه أنّ الحلّ هو ليبي ليبي و هذا الحل لا تقترحه تونس فقط بل و حتى الجزائر و مصر كذلك، حيث يجب ان يكف تدخّل الدّول الخارجية، خاصة و أنّ هذه الدّول بمختلف تدخّلاتها ساهمت في وصول الوضع لما هو عليها، و بالتالي فإنّ تونس معنية ببذل المزيد من الجهد لحلحلة الاوضاع في ليبيا، وفق قول محدّث تونس الرّقمية.
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب
المصدر:
الرقمية