أثارت السناتورة الأسترالية المحافظة بولين هانسون، المعروفة بمواقفها الصارمة ضد الهجرة، جدلاً واسعاً في البرلمان الأسترالي بعد ظهورها مرتدية نقاباً أسود. جاء هذا الظهور بعد رفض البرلمان لمشروع قانون كانت تسعى هانسون من خلاله إلى حظر النقاب في البلاد.
بعد دقائق من رفض البرلمان لمشروع القانون الذي كانت تدافع عنه، عادت هانسون إلى قاعة البرلمان مرتدية النقاب. هذا التصرف أثار غضب العديد من النواب، حيث اعتبره البعض إهانة للمسلمين وعنصرياً. من جانبها، وصفت لاريسا ووترز، زعيمة حزب الخضر في مجلس الشيوخ، ما قامت به هانسون بأنه « عنصري وخطير». وأضافت قائلة: «هذا تصرف مسيء للغاية».
من جانبها، استنكرت بيني وونغ، وزيرة الخارجية، هذا التصرف، ووصفت سلوك هانسون بـ«غير المحترم»، مشيرة إلى أن أعضاء البرلمان يمثلون شعباً متعدد الأديان والثقافات. وأضافت وونغ: «نحن نُمثل شعوباً من خلفيات متعددة، ويجب أن نتعامل معهم ب احترام». وأكدت على ضرورة الحفاظ على السلوك اللائق داخل البرلمان.
في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، دافعت هانسون عن تصرفها، مشيرة إلى أن الدول التي حظرت النقاب مثل أكثر من 20 دولة، تعترف به كـ«أداة للقمع النسائي» و«تهديد للأمن الوطني». ووصفت النقاب بأنه يشجع الإسلام الراديكالي، الذي ترى أنه يشكل تهديداً لوحدة المجتمع الأسترالي. وكتبت: «إذا كان هؤلاء المراؤون لا يريدونني أن أرتدي النقاب، فيمكنهم ببساطة التصويت لصالح قانون الحظر الذي قدمته».
يستمر الجدل حول الهوية الأسترالية وقيمها المشتركة، حيث أظهرت دراسة من مركز بيو للأبحاث أن نحو نصف الأستراليين يرون أن تقاسم التقاليد المشتركة مع الآخرين يعد أمراً مهماً لتكون جزءاً من المجتمع الأسترالي. ورغم أن المسلمين يشكلون نحو 2.6% من السكان في أستراليا، فإن تصريحات هانسون حول الإسلام كـ «ثقافة وفكر غير متوافقين مع المجتمع الأسترالي» تثير المزيد من الانقسامات داخل المجتمع.
حزب “ون نيشن” الذي تتزعمه هانسون، يسجل تزايداً في الدعم الشعبي، حيث وصلت نسبة تأييده إلى 18% وفقاً لاستطلاع أجرته صحيفة “أستراليان فاينانشال ريفيو” في نوفمبر 2025. هذا الحزب الذي يعارض الهجرة ويركز على القضايا الثقافية والأمنية، يبدو أنه يلقى قبولاً متزايداً في أوساط جزء من المجتمع الأسترالي الذي يشعر بالقلق تجاه التغيرات الثقافية والديموغرافية في البلاد.
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب
المصدر:
الرقمية