أعلن مكتب تونس لمنظمة الصحة العالمية عن إطلاقه مشروع “كيدز أتليتيكس” (Kids’ Athletics) في 19 مدرسة ابتدائية وتوقيع الميثاق الوطني لفضاء مدرسي خال من التدخين، وفق ما جاء في بلاغ للمكتب اليوم الأحد.
وقال المكتب إنه في خطوة استراتيجية على الصعيد الوطني ترمي إلى تعزيز نمط عيش سليم لدى الأطفال التونسيين، وقعت 19 مدرسة موزّعة على مختلف ولايات الجمهورية، وخاصة بالمناطق الريفية، على الميثاق الوطني لفضاء مدرسي خال من التدخين، الذي ينص على التوعية وتوفير ظروف ملائمة لممارسة الرياضة.
ويندرج توقيع هذا الميثاق ضمن مشروع “”كيدز أتليتيكس” الذي تم إطلاقه منذ 17 ماي الفارط ويهدف إلى تعزيز النشاط البدني داخل الوسط المدرسي كأداة وقائية ضد السلوكيات المحفوفة بالمخاطر، على غرار التدخين والسلوكيات غير الصحية الأخرى.
ومشروع “كيدز أتليتيكس” يترجم “التزام تونس بتعزيز صحة الطفل من خلال مبادرة نموذجية تدمج الرياضة والتربية وتعزيز الصحة والوقاية من السلوكيات المحفوفة بالمخاطر، وتستهدف أكثر من 7 آلاف طفل’.
ويُجسد المشروع نموذجًا متقدّمًا للشراكة متعددة القطاعات، بمبادرة من المرصد الوطني للرياضة، تحت إشراف وزارة الشباب والرياضة، وبالتعاون مع وزارات الصحة والتربية والجامعة التونسية لألعاب القوى وبالشراكة مع منظمة الصحة العالمية والاتفاقية الإطارية لمنظمة الصحة العالمية لمكافحة التبغ، بهدف توحيد الجهود من أجل توفير فضاء مدرسي خالٍ من التبغ، محفّز على النشاط البدني، وداعم للصحة الجسدية والنفسية للأطفال.
وتم في إطار هذا المشروع تكوين 19 معلمًا ومعلمة من المدارس المشاركة، خلال دورة تدريبية مكثفة استمرت يومين، نظريًا وتطبيقيًا، تحت إشراف الجامعة التونسية لألعاب القوى، وتمحورت حول كيفية استخدام حقيبة “كيدز أتليتيكس” لتفعيل الأنشطة الرياضية بطريقة تربوية ومشوقة.
كما تُعدّ هذه المبادرة، وفق ذات المصدر، مساهمة فعلية في تنفيذ الاتفاقية الإطارية لمنظمة الصحة العالمية لمكافحة التبغ، وذلك بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، مما يساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وخاصة الهدف الثالث المتعلق بالصحة الجيدة والرفاه، والهدف الرابع المتعلق بتوفير تعليم جيد في بيئة آمنة وصحية
%14.1 من التلاميذ بين 13 و15 سنة يستهلكون التبغ
وبيّن المكتب أن هذه الخطوة تُعد استجابة مباشرة لأحدث البيانات الوطنية الصادرة سنة 2024، التي كشفت عن مؤشرات مقلقة لانتشار استهلاك التبغ في صفوف الأطفال والمراهقين، إذ يتعاطى حاليًا 14.1بالمائة من التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 سنة أحد منتجات التبغ وتشمل هذه النسبة 19.4بالمائة من الفتيان و8.8 بالمائة من الفتيات.
وترتفع إلى نسبة 22.8 بالمائة عند احتساب السجائر الإلكترونية، حيث تصل إلى 30.7 بالمائة بين الأولاد و14.9 بالمائة بين الفتيات و47.5 بالمائة من المدخنين جرّبوا السجائر قبل سن 12 عامًا.
وتُظهر دراسات أخرى تراجعًا حادًا في ممارسة النشاط البدني المنتظم بين الأطفال وارتفاع معدلات السمنة والخمول البدني، “ما يفرض الحاجة إلى تدخلات وقائية ملموسة ومتكاملة في الوسط المدرسي”، حيث تجاوزت نسبة استعمال الشاشات في صفوف الأطفال 75 بالمائة، وتراجعت نسبة ممارسة النشاط البدني المنتظم من 35 بالمائة سنة 2009 إلى 12.1 بالمائة فقط سنة 2020.
-وات-