شهدت مدينة القيروان، يوم الجمعة 25 أفريل 2025، حدثًا غير مسبوق تمثّل في تأسيس أول شركة أهلية تونسية مختصة في قطاع التربية والتعليم، تحت اسم “الأغالبة للتربية والتعليم”. وقد انتظم الاجتماع التأسيسي بمقر ولاية القيروان، بحضور عدد هام من الفاعلين المحليين والمؤسساتيين.
وتقوم هذه المبادرة على جهود مجموعة من الجامعيين المعطلين عن العمل، وتهدف إلى إثراء العرض التعليمي بالجهة بما يتماشى مع المعايير البيداغوجية التي تعتمدها وزارة التربية، مع إدماج أدوات حديثة وتقنيات رقمية متطورة. ويبلغ رأس مال الشركة 10 آلاف دينار، موزعًا بين 50 مساهمًا، بقيمة 200 دينار للسهم الواحد.
وستركّز الشركة في مرحلة أولى على تقديم خدمات تعليمية خاصة بالمستوى الثانوي، على أن توسع لاحقًا أنشطتها لتشمل خدمات النقل المدرسي، والإطعام، والأنشطة الموازية. أما الهدف البعيد المدى فهو إنشاء مجمع تربوي متكامل يمتدّ من مرحلة الروضة إلى شهادة البكالوريا.
وفي إطار مسؤوليتها الاجتماعية، خصّصت الشركة 20% من أرباحها السنوية لترميم وتجهيز المؤسسات التربوية العمومية، كما تهدف إلى دعم تشغيل حاملي الشهادات الجامعية، وتنشيط القطاع الخاص التعليمي ضمن إطار أخلاقي، وتطبيق معايير بيئية مستدامة في منظومة التعلم، فضلاً عن تحفيز التلاميذ على حبّ الدراسة والتعلّم.
وقد تم خلال هذا الاجتماع انتخاب مجلس إدارة يتكوّن من ستة أعضاء، والمصادقة على النظام الأساسي للشركة. وفي كلمته خلال الجلسة نيابةً عن والي القيروان، أشاد معتمد القيروان الشمالية، كمال ناصر، بالمشروع واعتبره “لبنة أساسية في بناء نموذج اقتصادي واجتماعي جديد”، مؤكّدًا أهميته في خلق الثروة، ودفع التنمية الجهوية، وتحسين جودة التعليم.
ويُذكر أن النساء يشكلن الأغلبية في تركيبة المساهمين (37 من أصل 50 مساهمًا)، ومعظمهن من خريجات التعليم العالي الباحثات عن فرص عمل، في تأكيد واضح على روح المواطنة لدى الشباب التونسي المصمّم على بناء مستقبل أفضل عبر الاستثمار في التعليم والابتكار.