تعد المحطة الاستشفائية بجبل الوسط مكسبًا وطنيًا يتم الحفاظ عليه بفضل عزيمة المشرفين عليه ووطنيتهم. ومع قدوم المدير العام الجديد، الأستاذة لمياء البجاوي، هناك برامج رائدة ستتحقق قريبًا.
عند الحديث عن المركز الاستشفائي بجبل الوسط، يسترجع الذهن أوقات الزمن الجميل، خاصة في فترة تأسيسه في عهد الزعيم الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة. فقد كان المركز قبلة للسياح من العديد من الدول الشقيقة والصديقة، وأيضًا وجهة للفرق الرياضية التونسية والأوروبية. فيه كانت تُجرى تحضيرات المنتخب الوطني، الذي كان يُعرف بالفريق القومي، قبل توجهه إلى الأرجنتين في عام 1978، حيث حقق أبناء تونس أداءً مشرفًا في منافسات كأس العالم.
اليوم، نواجه حقيقة مريرة أن هذا المركز الاستشفائي الذي تعرض للتلاعب ومحاولات التدمير في عقد الخراب، كاد أن يُغلق بفضل مخططات لوبيات الفساد التي كانت تسعى لبيعه للقطاع الخاص. تجدر الإشارة إلى أن المركز يمتد على مساحة لا تقل عن 50 هكتارًا، ويتوسطه موقع أثري يُعد من الكنوز المدفونة التي تم تسييجها دون أن يتم العمل على تطويرها أو استغلالها.
لكن لا شك أن هناك نوايا صادقة من مناضلين أحرار لإعادة هيكلة هذا المكسب الوطني. من بين هؤلاء، الدكتور محمد مقداد، المدير العام السابق الذي تم تعيينه مؤخرًا مستشارًا لوزير الصحة، والذي ساهم في وضع استراتيجية ذكية لتطوير المركز في فترة قصيرة.
في السنوات الأخيرة، أصبح المركز الاستشفائي تحت إشراف وزارة الصحة بدلاً من وزارة السياحة. وفي هذا السياق، لفتت السيدة لمياء البجاوي الأنظار، حيث أثبتت قدرتها على تسيير المؤسسات الصحية بكفاءة. فقد بدأت في إعادة هيكلة إدارة المركز وتحسين تسييره، مع التركيز على إدخال تجهيزات متطورة وتطبيق استراتيجية لترميم وتطوير المؤسسة الصحية. سيتم فرض الرقمنة في جميع العمليات ومحاسبة كل العاملين لتحديد مدى كفاءتهم والقطع مع البيروقراطية الموروثة.
كما سيتم دعم المركز بتجهيزات عصرية وتشييد مسبحين كبيرين، أحدهما للرجال والآخر للنساء، بتكلفة أقل من تلك التي كانت مخصصة لترميم المسبح القديم، الذي كان قد تم اقتراح تخصيص ميزانية له قدرها ملياري دينار.
كل ما نتمناه هو أن تولي السلطات العليا اهتمامًا خاصًا بهذا المكسب الوطني الذي لا يزال في ذاكرة التونسيين، مع ضرورة استكمال أعمال ترميم النزل الكبير الذي توقفت أعمال ترميمه، فضلاً عن تجديد وتطوير مركز تقويم الأعضاء. كل ذلك ممكن ومتوفر، بإذن الله.
وللحديث بقية…
تصوير مرشد السماوي