آخر الأخبار

محامية أمريكية تتلقى أمراً بـ “مغادرة الولايات المتحدة” ! تصعيد في عمليات الترحيل الجماعي

شارك

في واقعة غريبة، تلقّت المحامية الأمريكية نيكول ميزّاروبّي، المتخصصة في قانون الهجرة والمولودة في الولايات المتحدة، رسالة بريد إلكتروني صادمة من وزارة الأمن الداخلي الأمريكية (DHS) تأمرها بمغادرة البلاد. وجاء في الرسالة، المرسلة من عنوان رسمي حكومي، أن “الإفراج المشروط” عنها سينتهي خلال سبعة أيام، وعليها “ترحيل نفسها” وإلا ستواجه عقوبات صارمة.

ورغم أنها لا تخضع لأي برنامج إفراج مشروط — وهو نظام يُطبق على المهاجرين المحتجزين ثم يُفرج عنهم مؤقتًا — أكدت ميزّاروبّي أنها لا تعتبر الأمر مجرد خطأ بسيط. بل ترى فيه مؤشراً على حملة استهداف جماعية آلية، في إطار سياسة الهجرة المتشددة التي تتبناها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

رسائل تهديد مرسلة على نطاق واسع

ووفقًا لما نقلته مجلة نيوزويك ، تلقى العديد من المواطنين الأمريكيين الحاصلين على الإقامة الدائمة (البطاقة الخضراء) أو تأشيرات دخول، رسائل مشابهة. وتضمنت الرسالة الموجهة إلى ميزّاروبّي ما يلي:

“انتهى الإفراج المشروط. لا تحاولوا البقاء في الولايات المتحدة — ستعثر عليكم الحكومة الفيدرالية. يُرجى مغادرة البلاد فوراً.”

وطُلب من المستلمين أيضاً الإبلاغ عن مغادرتهم عبر التطبيق الرسمي للجمارك الأمريكية، مع تحذير بأن أي تأخير قد يعرّضهم لعقوبات قاسية.

سياسة الترحيل الجماعي تتسارع

خلال حملته الانتخابية لعام 2024، كان ترامب قد وعد بتنفيذ خطة ضخمة لـ “ترحيل جماعي” للمهاجرين غير الشرعيين والمجرمين الأجانب. ويبدو أن هذه الوعود بدأت تتحول إلى إجراءات ملموسة.

ففي الأسابيع الأخيرة، تم إلغاء وضعية الإقامة القانونية للعديد من الأشخاص الذين دخلوا الولايات المتحدة عبر برامج الاستقبال الإنساني. وتلقوا أوامر بمغادرة البلاد طواعية وسط مناخ متزايد من التوتر.

تقنيات مثيرة للجدل

وكشف موقع بوليتيكو أن وزارة الكفاءة الحكومية، التي يديرها الملياردير إيلون ماسك، حصلت على صلاحية الوصول المباشر إلى بيانات مصلحة الهجرة الأمريكية (USCIS). ويهدف هذا الإجراء إلى أتمتة تفكيك نظام الإفراج المشروط. غير أن أسباب إرسال رسائل إلى مواطنين أمريكيين أو مقيمين شرعيين لا تزال غامضة.

حالة من القلق القانوني

وترى ميزّاروبّي أن هذه الرسائل تعكس انزلاقاً خطيراً في آلية التعامل مع الهجرة. وقالت: “الكثيرون قد يأخذون هذه الرسائل على محمل الجد دون داعٍ. الناس يعيشون حالة من القلق، والأمر بات منتشراً. النصوص أصبحت أكثر عدوانية. وحتى وإن كانت الرسائل حقيقية، فهي مقلقة للغاية.”

وفي تطور جديد، فعّل قسم الأمن الداخلي الأمريكي (DHS) هذا الجمعة شرطاً جديداً يُلزم المهاجرين غير النظاميين بالتسجيل لدى السلطات خلال 30 يوماً، وإلا سيتعرضون لعقوبات شديدة.

نحو نظام آلي للترحيل؟

تزايد مثل هذه الرسائل، وطابعها التهديدي، وإرسالها إلى مواطنين أمريكيين يطرح تساؤلات خطيرة حول مصداقية الأدوات التقنية المعتمدة من إدارة ترامب. وبينما تستمر قضية الحدود الجنوبية في صدارة الجدل الانتخابي، يبدو أن الاستراتيجية الجديدة تعتمد على الضرب بقوة، حتى لو أصابت أشخاصًا خارج نطاق الاستهداف المشروع.

وتسلط قضية نيكول ميزّاروبّي الضوء على مخاوف أوسع من الانزلاق الإداري والتكنولوجي لسياسة هجرة أصبحت أكثر صرامة يوماً بعد يوم.

الرقمية المصدر: الرقمية
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا