بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لعيد الاستقلال، توجّه المجلس الوطني للجهات والأقاليم بأحرّ التهاني وأصدق التمنيات إلى الشعب التونسي، مستحضرًا بإجلال واعتزاز تضحيات الأجيال المتعاقبة التي ناضلت لاستعادة السيادة الوطنية وترسيخ قيم الحرية والاستقلال.
وأكد المجلس في بيانه أن يوم 20 مارس 1956 مثّل تتويجًا لمسيرة كفاح طويلة خاضها أبناء تونس الأحرار، حيث قدّموا التضحيات الجسام في مواجهة الاستعمار، وأصرّوا على تحرير وطنهم بكل عزم وإرادة، ليحققوا حلم بناء الدولة التونسية الحديثة على أسس السيادة الوطنية والمؤسسات الدستورية التي عكست طموحات الشعب في الحرية والعدالة والتنمية الشاملة.
وفي هذه المناسبة الوطنية، شدّد المجلس على أن استقلال تونس ليس مجرّد ذكرى، بل هو التزام متجدد بمواصلة البناء والتشييد وتعزيز قيم الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي، والعمل على تحقيق التنمية المتوازنة والعدالة الاجتماعية بين مختلف جهات البلاد، بما أسهم في دفع عجلة التقدم والازدهار.
وفي سياق متصل، جدّد المجلس موقف تونس الثابت والداعم للقضايا العادلة في العالم، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني واجه ولا يزال يواجه أبشع الجرائم والانتهاكات في ظل استمرار الاحتلال الصهيوني في ممارسة سياسات القمع والقتل والتهجير. وإذ أدان المجلس هذه الجرائم بأشد العبارات، فقد جدّد التزام تونس الثابت بمساندة نضال الشعب الفلسطيني من أجل استعادة حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وفي الختام، دعا المجلس الوطني للجهات والأقاليم إلى وحدة الصف وتكاتف الجهود لمواجهة التحديات الراهنة، مؤكدًا العزم على مواصلة المسيرة بروح وطنية راسخة، مستلهمين من تضحيات الشهداء قوة الإرادة، ومن دروس الماضي إصرارًا على بناء مستقبل أكثر إشراقًا لتونس.
عاشت تونس حرّة مستقلّة، وعاشت فلسطين حرّة أبية.