يشهد الجنوب التونسي، خاصة في المناطق الغربية، موجة من أسراب الجراد الصحراوي القادمة من ليبيا والجزائر، ما أثار جدلًا واسعًا حول إمكانية استهلاكه كغذاء. وفي ظل انتشار صور لأطباق من الجراد على مواقع التواصل الاجتماعي، أكدت المهندسة العامة بالإدارة العامة للصحة النباتية ومراقبة المدخلات الفلاحية، منى محافظي علـى المخاطر الصحية المحتملة لهذا الأمر.
وحذّرت محافظي، من تناول الجراد الصحراوي، مشيرة إلى إمكانية حمله لسموم تهدد صحة المواطنين. جاء ذلك خلال نقطة إعلامية عقدتها وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري يوم الأربعاء 19 مارس 2025.
وأكدت محافظي أن الجراد قد يكون ملوثًا بالمبيدات المستخدمة في مكافحته، مما يجعله غير صالح للاستهلاك. كما شددت على ضرورة توخي الحذر والالتزام بالإرشادات الصحية، محملة الأفراد مسؤولية تعريض أنفسهم لهذا الخطر.
وجاء هذا التحذير في إطار لقاء عرضت خلاله وزارة الفلاحة آخر مستجدات الوضع المتعلق بالجراد الصحراوي في تونس، في محاولة لتوعية المواطنين بمخاطره الصحية المحتملة.
وتجدر الإشارة إلى أنّ أكل الجراد في تونس ليس شائعًا، لكنه كان موجودًا تاريخيًا، خاصة في فترات الأزمات الغذائية أو المجاعات.
وفي بعض المناطق الريفية، كان الناس يجمعون الجراد ويجففونه أو يقلبونه في الزيت كوجبة غنية بالبروتين. ومع ذلك، لم يصبح الجراد جزءًا من المطبخ التقليدي التونسي مثلما هو الحال في بعض الدول الإفريقية أو الآسيوية.
في العصر الحديث، يُنظر إلى أكل الجراد في تونس كظاهرة نادرة، وقد يكون مرتبطًا بالفضول أو التوجهات الجديدة نحو الأطعمة البروتينية البديلة.