على الرغم من تطوّر المبادلات التجارية مع العراق، فان عديد الفرص التصديريّة لا تزال غير مستغّلة في هذه السّوق، حيث يبلغ حجم الفرص المتاحة ما يقارب الـ 50 مليون دينار وهو ما يعني إمكانيّة مضاعفة حجم الصّادرات التونسيّة في اتجاه العراق خصوصا مع تعزيز تواجد المنتجات التونسيّة في مجالات الصّناعات الغذائيّة والمواد الكهربائيّة والأدوية والمستلزمات الطبيّة.
وبلغ حجم الصّادرات التونسيّة نحو العراق، 47.2 مليون دينار سنة 2024، مسجلا نسبة تطوّر تقدّر بــ5.7% مقارنة بسنة 2023. هذا بالإضافة إلى التحسّن الملحوظ لمستوى التبادل التجاري بين البلدين الذي بلغ 64.9 مليون دينار سنة 2024، محققّا بذلك تطوّرا بـ43.9 %.
في إطار تنفيذ البرنامج الترويجي السّنوي، ينظّم مركز النهوض بالصّادرات بالتعاون مع سفارة تونس ببغداد والتمثيليّة التجاريّة للمركز بعمّان، المشاركة التونسيّة في “معرض بغداد الدولي” الذي يلتئم في دورته 48 من 01 إلى 07 فيفري 2025 بالعاصمة العراقيّة.
وتشارك تونس في هذه التظاهرة الهامّة من خلال جناح وطني يمسح 27 متر مربّع تم تخصيصه لعرض عيّنات لمنتجات الشركات التونسيّة المصدّرة المهتمّة بالتواجد في هذه السّوق الهامّة.
وفي هذا السياق، ضم جناح تونس باقة متنوّعة من المنتجات الوطنيّة على غرار زيت الزيتون والعصائر والأجبان والمصبّرات الغذائيّة، علاوة على عديد المنتجات الكهربائيّة كالقواطع والمفاتيح والفوانيس والدّارات الكهربائيّة.
تمّ افتتاح فعاليّات هذه الدورة من قبل رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد سوداني، الذي كان مرفوقا بعدد من الوزراء وكبار مسؤولي الدولة العراقيّة.
من جانب آخر، أشرف سفير الجمهوريّة التونسيّة ببغداد على افتتاح المشاركة التونسيّة في هذه التظاهرة، حيث قام بجولة في مختلف فضاءات الجناح الوطني واطلع على مختلف المعروضات.
وللإشارة، يشارك في الدورة الحاليّة من معرض بغداد الدولي، 20 دولة على غرار سلطنة عمّان، ضيف شرف الدورة، والمملكة العربيّة السعوديّة والمملكة الأردنيّة الهاشميّة وتركيا، بعدد مشاركين يتراوح بين 30 و70 شركة لكل دولة، فيما يبلغ العدد الجملي للعارضين بهذا المعرض الدولي 126 بين شركات خاصة ومؤسّسات عموميّة.
هذا وبدأت السلط التونسية منذ مدة مباحثات على مستوى حكومي مع مسؤولين عراقيين بشأن تطوير السياحة البينية بين البلدين، لتشجيع وفود الأعمال والمستثمرين. كما انتظمت في 12 ماي الماضي، في العاصمة العراقية، بغداد الدورة السابعة عشرة للجنة المشتركة التونسية العراقية، وجرى على أثرها توقيع 18 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبرامج تنفيذية للتعاون في مجالات متنوعة، منها الدفاع المدني والصحة والدواء والصناعات التقليدية والتعاون الفني والتكوين المهني والبيئة والتربية والشباب والرياضة، واتُّفق على ضرورة فتح خط جوي مباشر، بما يساعد على تطوير السياحة البينية، وحركة تنقّل الأشخاص والبضائع بين البلدين.