تحت شعار “هاهم جايين طلبة ومتطوعين وعلى معملين”، نفذ عدد من طلبة نوادي سفراء قرى الأطفال “س و س”، اليوم الجمعة ، حملة تحسيسية توعوية تنشيطية بفضاء المركب الشبابي بالقصرين وبساحة الشهداء وسط المدينة، للتحسيس بأهمية انخراط المؤسسات والأفراد في منظومة الإقتطاع المالي القار الرّامية إلى ضمان الإستقرار في الموارد المالية للجمعية التونسية لقرى الأطفال “س و س” حتى تتمكن من توسيع دائرة المستفيدين من خدماتها وهم الأطفال فاقدي السند خاصة في الأوساط الريفية والإجتماعية الهشة.
وتندرج الحملة التحسيسية التوعوية المنتظمة اليوم بمدينة القصرين، ضمن تظاهرة رحلة “ب.آ.ب ” للسير على الأقدام على مسافة ألف كيلومتر من رمادة إلى قمرت خلال الفترة الممتدة من 29 جانفي الجاري إلى غاية 11 فيفري 2025 ، والتي أطلقتها نوادي الطلبة السفراء لقرى الأطفال “س و س” ضمن جهود العمل التطوعي ومناصرة الطفولة المهددة والفاقدة للسند بتونس.
وقد انطلقت الحملة التحسيسية بولاية القصرين سيرا على الأقدام يوم 29 جانفي الجاري من معتمدية ماجل بلعباس عبر تنظيم تجمع أمام مقر المعتمدية، تلاه تجمع ثان أمام مركب الطفولة بمعتمدية فريانة، وتجمع ثالث التأم يوم أمس الخميس أمام مكتب برنامج دعم الأسرة ووقاية الأطفال من الاهمال التابع للجمعية التونسية لقرى الأطفال “س و س” بمعتمدية حاسي الفريد المحدث مؤخرا (يوم 20 ديسمبر 2024) والهادف إلى العمل مع مؤسسات الدولة على التصدي للسلوكيات المحفوفة بالمخاطر التي تهدد الأطفال بالمعتمدية، وتعزيز قدرات الأسر الهشة في توفير الرعاية أبنائها، كما يرمي إلى تعميم خدماته على 1000 طفل خلال سنة 2025.
وتولى طلبة نوادي سفراء قرى الأطفال “س و س” ( 30 طالبا وطالبة) خلال هذه الحملة تفسير منظومة الإقتطاع المالي القار للمواطنين الذين يمتلكون دخلا شهريا قارا بهدف دعم الموارد المالية للجمعية والمساهمة معهم في التكفل بالأطفال فاقدي السند بكافة الولايات، وفق المكلفة بالإعلام والإتصال بقرية ” آس أو آس” سليانة ، ايناس السعدي.
وبيّنت السعدي، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن رحلة “ب.آ.ب” سيرا على الأقدام بالقصرين متواصلة لتشمل أكبر عدد ممكن من المناطق والأرياف والمعتمديات بالجهة، مبرزة أنه بعد الوصول إلى معتمديات ماجل بلعباس وفريانة وحاسي الفريد والقصرين سيرا على الأقدام سيتم يوم غد التوجه نحو معتمدية تالة ومنها إلى معتمديات أخرى.
وكشفت السعدي أن السير على الأقدام وقطع مسافات طويلة يحمل بين طياته رسالة عميقة جدا وهي الالتزام
بالمسؤولية المجتمعية والجدية في نشر الوعي، ويمنح الحملة طابعا انسانيا ويعزّز التفاعل مع الناس ويجعل الرسالة أكثر وضوحا وواقعية.
ولفتت إلى أن تظاهرة رحلة “ب.آب ” تطمح إلى بلوغ انخراط “واسع” يضمن كفالة أكثر من 3000 طفل إضافي يقع ضمهم إلى قائمة محضوني قرى الأطفال مع موفى الرحلة يوم 11 فيفري والوصول إلى قرية “س و س” قمرت بتونس العاصمة.
وأوضحت أن التظاهرة تتم عبر 4 مسارات مشي متزامنة في مناطق مختلفة للبلاد، مبينة أن الجمعية التونسية لقرى الأطفال ” آس أو آس ” بادرت بفتح باب المشاركة لعموم التونسيين في تظاهرة رحلة الإقتطاع الآلي القار عبر موقع الجمعية، أو عبر الاتصال بالرقم 58371002.
ومن جهتها، ذكرت عميدة نوادي سفراء قرى الأطفال “س و س” الطالبة نور بوعلاقي، في تصريح لوكالة “وات”، أن الحملة التحسيسية التوعوية بولاية القصرين في المسار عدد 3 ضمن تظاهرة رحلة “ب.آب” للسير على الأقدام لمسافة ألف كيلومتر من رمادة إلى قمرت، مكنت الطلبة المتطوعين فيها من الإطلاع بشكل مباشر على وضعيات صعبة للغاية وكارثية لأطفال في حاسي الفريد (المعتمدية الأفقر بالبلاد التونسية) والتي تتطلب التدخل العاجل.
وشدّدت بوعلاقي على أهمية دعم هؤلاء الأطفال المهددين صحيا ونفسيا واجتماعيا وتعليميا وعلى مختلف المستويات في سبيل ضمان مستقبل أفضل لهم وحمايتهم من الفقر والتشرد والعنف، والمساهمة في جعلهم أفرادا منتجين وفاعلين في المجتمع، مؤكدة أن حملتهم بالقصرين تشهد تفاعلا واستحسانا من قبل عدد المواطنين.