توفقت الجمعية التونسية لقرى الأطفال “آس أو آس”، قبل موفى سنة 2024، في رفع تحدّ أطلقته في الفترة الماضية، تمثل في ضم ألف طفل إضافي إلى قائمة محضونيها في القرى الأربع في كل من قمرت (تونس) وسليانة والمحرس (صفاقس) وأكودة (سوسة).
وأفادت الجمعية التونسية لقرى الأطفال “آس أو آس” في بلاغ أصدرته بالمناسبة، بأنها بلغت برفع هذا التحدي سقف 5080 طفلا مهددا، ضمن المنتفعين بخدمات قراها الأربع، بعد أن كان هذا الرقم لا يتجاوز 3300 طفل مع بداية السنة الحالية.
وأبرزت سعيها الى معاضدة جهود الدولة في الإحاطة بالطفولة المهددة، بسبب فقدان السند العائلي وحوادث الحياة، عبر برنامج الإيواء في القرى والمنازل المدمجة في المجتمع، أو ضمن برنامج دعم الأسرة والوقاية من الإهمال، الذي تتركز جهود الجمعية فيه على المناطق المهمشة التي ترتفع فيها نسب الفقر والطلاق والعنف والانقطاع الدراسي المبكر وضعف التغطية الصحية، وغيرها من أصناف التهديدات التي تأثر على توازن الطفل العاطفي والنفسي والصحي والتربوي.
وأوضحت في هذا السياق، أنها إنطلقت فعليا، في تنفيذ مشروعها الإستراتيجي في التواجد بالمعتمديات الداخلية ذات المؤشرات التنموية الضعيفة، التي تتنامى فيها أشكال التهديد والخطر على الطفولة، حيث نجحت في فيفري 2024 في تركيز أول مكتب لدعم الأسر الهشة ووقاية الأطفال من الإهمال في معتمدية “العلا” بولاية القيروان، قدّمت من خلاله خدمات الرعاية لأكثر من 1000 طفل داخل عائلاتهم البيولوجية خلال السداسية الثانية من سنة 2024.
وأكدت أنه في ديسمبر من نفس السنة، تعززت منظومة الرعاية بالجمعية، بفتح مكتب ثان لدعم الأسرة بمعتمدية “حاسي الفريد” من ولاية القصرين، والذي نجح خلال أيام قليلة من توفير الرعاية لأكثر من 200 طفل داخل أسرهم، على أمل أن يرتفع عدد المنتفعين إلى 1000 خلال سنة 2025.
كما أعلنت عن توفقها بمجهودات إستثنائية، في لمّ شمل 74 طفلا من محضونيها بعائلاتهم البيولوجية، بعد التأكد من توفر كل شروط الرعاية الضرورية وزوال كل أشكال التهديد عنهم.
وإعتبرت الجمعية التونسية لقرى الأطفال “آس أو آس”، في ذات البلاغ، أن هذا النجاح ما كان ليتحقق لولا التزام التونسيين من أفراد ومؤسسات، وانخراطهم الواسع في إنجاح حملة الاقتطاع الآلي الشهري من الحساب الخاص، كآلية ناجعة تساهم في استقرار الموارد المالية للجمعية، وبالتالي توسيع دائرة الأطفال فاقدي السند المستفيدين من خدماتها.
وأشارت إلى أنه مع حلول السنة الإدارية الجديدة 2025، رسمت هدفا جديدا ستسعى من خلاله إلى أن يرتفع عدد الأطفال المشمولين بالرعاية والحماية الى 8 آلاف طفل قبل موفى السنة، شعارها في ذلك “ابدأ عامك بالخير وإتكفل بطفل صغير”.
وأكدت الجمعية، أن حملة التحسيس بالإنخراط في منظومة الإقتطاع الآلي الشهري ستستمر، حتى يواصل الداعمون أفرادا ومؤسسات مساهماتهم الخيّرة في رسم الإبتسامة على محيّا أكبر عدد ممكن من الأطفال فاقدي السند.