آخر الأخبار

بقلم مرشد السماوي : المسلسلات التركية.. غزو ثقافي خطير يهدد قيم المجتمع التونسي

شارك الخبر

لا شك أن هناك غزوًا إعلاميًا خطيرًا يتمثل في انتشار المسلسلات التركية في مجتمعنا التونسي المتسامح والمنفتح على الحضارات والأديان. هذا الغزو الإعلامي يمكن تشبيهه بفيروس مدمر يتسلل إلى بيوت ملايين التونسيين عبر مسلسلات تُبث يوميًا على مدار العام، مدبلجة بلغة هجينة وسوقية لا تحترم قيمنا وتقاليدنا. تحتوي هذه الأعمال على عبارات وسلوكيات لا تليق بالأسر التونسية، حيث تقدم أنماط حياة تركية بلهجة تونسية، الأمر الذي يزيد من خطورة هذا الغزو الثقافي.

ما يُثير القلق هو المحتوى الذي تتضمنه هذه المسلسلات، إذ نجد القتل، والخيانة، والغدر في مشاهد يومية، مما يؤثر سلبًا على الأعصاب ويفكك الأسر. يجب أن تكون هناك مراجعة شاملة لما يُعرض من برامج أجنبية في تونس، حيث أن هذه الأعمال تهدم القيم وتزرع في الأجيال مفاهيم مرفوضة وغريبة عن مجتمعنا التونسي.

ورغم أن الاستعمار العثماني فشل في تدمير قيمنا العربية الإسلامية على مدى قرون، إلا أن اليوم نواجه تحديات جديدة من خلال هذه المسلسلات التي تنقل إلينا ثقافات غريبة تحمل في طياتها العنف والمؤامرات داخل الأسر. يجب أن نكون على وعي تام بخطورة هذا الإعلام الأجنبي، وأن نتصدى له من خلال إنتاج أعمال درامية تونسية تعبّر عن هويتنا وقيمنا، وتوعية الأجيال بخطورة هذه المسلسلات.

في ظل الأزمة التي تعانيها قنواتنا الوطنية من فراغ في الإنتاج الدرامي، علينا أن نلتفت إلى خلق محتوى محلي يحمي ثقافتنا من التأثيرات السلبية للغزو الإعلامي. إن رسالتي واضحة: يجب أن نحمي مجتمعنا من الفيروسات الثقافية التي تُصنع في مختبرات أعداء الوطن، ولن نسمح بتفكيك نسيجنا الاجتماعي المتماسك.

الرقمية المصدر: الرقمية
شارك الخبر

إقرأ أيضا