كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن تل أبيب ستنفق 350 مليار شيكل (110 مليارات دولار) على تطوير صناعة أسلحة محلية لتقليل اعتمادها على الدول الأخرى بما فيها الصديقة.
وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال حفل تخريج طيارين جدد في قاعدة جوية في جنوب إسرائيل: "سنستمر في الحصول على الإمدادات الأساسية مع العمل على تسليح جيشنا بشكل مستقل".
وتابع قائلا: "لقد صادقت على ما مجموعه 350 مليار شيكل لبناء صناعة أسلحة مستقلة لإسرائيل خلال العقد المقبل.. هذا هو ثمن الاستقلال".
وصرح نتنياهو: "نريد تقليص اعتمادنا على أي طرف حتى على أصدقائنا. أفضل العقول في صناعاتنا الدفاعية تعمل بلا توقف على تطوير أنظمة أسلحة تضمن تفوق إسرائيل في ساحة معارك المستقبل".
وكان هذا إشارة مباشرة إلى الولايات المتحدة التي تزود إسرائيل بمعظم ترسانتها، وكذلك إلى شركائها الأوروبيين الذين قلصوا إمداداتهم بسبب الحرب المدمرة في غزة.
وبعد عامين من الصراع المتواصل ضد حماس وحزب الله و"حرب 12 يوما" ضد إيران في يونيو الماضي، بدأت إسرائيل تتعلم من نقاط ضعفها اللوجستية، وبالنسبة لبنيامين نتنياهو، "السلام يصنع مع الأقوياء".
لطالما كانت إسرائيل المتلقي الرئيسي للمساعدات العسكرية الأمريكية لعقود ومعظم معداتها العسكرية تأتي من الولايات المتحدة.
ووفقا لإحصاءات الكونغرس الأمريكي، قدمت واشنطن ما لا يقل عن 3.3 مليار دولار كتمويل عسكري لإسرائيل بحلول عام 2025.
ولذلك، تشن إسرائيل هجماتها بأسلحة تعتمد فيها كليا على حليفتها الأمريكية، كما أوضح غيوم أنسيل الضابط السابق والكاتب وصاحب مدونة "لا تعانوا".
ويشرح أنسيل قائلا: "إن إعلان بنيامين نتنياهو مفاجئ لكنه يعكس مخاوفه لا سيما خلال فترة رئاسة بايدن من أن يمارس الأمريكيون ضغوطا على السياسة الإسرائيلية في مرحلة ما بسبب اعتمادها على الأسلحة الأمريكية".
ويضيف: "حتى الآن، لا تنتج إسرائيل إلا القليل جدا من الذخائر التي تستخدمها.. وبالتالي فهي تعتمد بنسبة 90% على ما يزودها به الأمريكيون حسب الحاجة".
ويشير أيضا إلى أن "الأمريكيين لديهم مخزونات في الشرق الأوسط ويقومون بتسليمها عمليا في الوقت المناسب إلى القواعد الإسرائيلية حتى تتمكن من التسليح بقذائف المدفعية والصواريخ والقنابل الموجهة، وما إلى ذلك.. على سبيل المثال تم تنفيذ الهجوم على غزة بالكامل بالإضافة إلى تلك التي وقعت ضد لبنان وسوريا وإيران، بأسلحة متطورة نسبيا لا تصنعها إسرائيل".
ويرى أنسيل أن خير مثال على هذا التبعية هو "حرب الأيام الاثني عشر" ضد إيران: "نتذكر أن بنيامين نتنياهو كان ينوي مواصلة هذه الحرب لكن دونالد ترامب هو من قرر بعد 12 يوما إيقافها.. أوقف الرئيس الأمريكي على الفور إمدادات الذخائر والمعلومات الاستخباراتية والدعم الجوي مما جعل بنيامين نتنياهو يدرك أنه لم يتبق له سوى بضعة أيام من الاستقلال عن الولايات المتحدة لتنفيذ عملية عسكرية".
ويوضح الضابط السابق أنه في هذه الحالة تحديدا، لم يكن أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي خيار سوى الامتثال الفوري.
في عام 2026، ستمثل ميزانية الدفاع 16% من إجمالي ميزانية الحكومة، أي ما يعادل 35 مليار دولار.
ومع ذلك، لا تستطيع إسرائيل تحمل استثمار بهذا القدر الكبير في صناعة الأسلحة، خشية تعريض اقتصادها للخطر، وفقا لغيوم أنسيل.
وحتى لو استطاع بنيامين نتنياهو إيجاد مستثمرين أجانب لضخ 100 مليار دولار في صناعة الدفاع الإسرائيلية، فإنه في الواقع لا يملك الإمكانيات اللازمة، فإسرائيل لا تزال دولة صغيرة جدا واستثمارها 100 مليار دولار في صناعة الأسلحة يعني اعتمادها كليا على صادرات الأسلحة.
ولكن في ظل انكماش السوق ولو بشكل طفيف، لا يمكن للمجتمع الإسرائيلي أن يستمر بالاعتماد على صناعة الأسلحة كنشاط رئيسي.
ويرى غيوم أنسيل أن الأمر المقلق هو أن بنيامين نتنياهو يغرق المجتمع الإسرائيلي في نوع من جنون الارتياب الدائم، مشيرا إلى أنه يحاول دفع الاقتصاد الإسرائيلي إلى شكل من أشكال اقتصاد الحرب والأمر متروك للإسرائيليين ليقولوا ما إذا كانوا يوافقون على ذلك أم لا.
المصدر: RT + وسائل إعلام
المصدر:
روسيا اليوم