قالت صحيفة لوفيغارو إن الأميركيين من أصل هندي يعرفون صعودا غير مسبوق في المشهدين السياسي والاقتصادي في الولايات المتحدة، رغم أنهم لا يشكلون سوى 2% من السكان.
ويتجلى هذا الصعود -حسب تحليل هيلين فيسيير للصحيفة- في انتخاب زهران ممداني عمدة لنيويورك، وهو أول مسلم من أصل هندي يشغل هذا المنصب، وفي تقدم شخصيات بارزة في السباق الرئاسي، مثل كامالا هاريس نائبة الرئيس جو بايدن ، و نيكي هيلي ، المندوبة السابقة لدى الأمم المتحدة، و رجل التكنولوجيا الثري فيفيك راماسوامي، إضافة إلى توسع حضورهم في المجالس المحلية والهيئات التشريعية.
وذكّرت الصحيفة الفرنسية بفوز الديمقراطية غزالة هاشمي بمنصب نائبة الحاكم في فرجينيا، وإعادة انتخاب أفتاب بوروال عمدة لسينسيناتي، رغم أنه واجه كوري باومان، الأخ غير الشقيق لنائب الرئيس جيه دي فانس ، وهو شخصية جمهورية بارزة.
ويقول شينتان باتيل، مدير صندوق التأثير للأميركيين من أصل هندي، إن هذه الانتصارات "تثبت أن الأميركيين من أصل جنوب آسيوي أصبحوا على مستوى المجالس البلدية والولايات جزءا من المستقبل السياسي لهذا البلد".
هذا النفوذ المتزايد يرتبط بتركيبة الجالية التي يقدر عددها اليوم بنحو 5.2 ملايين شخص، بعد أن كانت 1.8 مليون عام 2000، وبمستوى تعليم عالٍ وارتباط وثيق بقطاع التكنولوجيا، حيث يشغل هنود مناصب قيادية في شركات كبرى مثل مايكروسوفت وألفابت، حسب لوفيغارو.
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك حاليا 6 من ذوي الأصول الهندية في مجلس النواب، كما أن إدارة الرئيس دونالد ترامب عينت أكثر من 100 مسؤول منهم في مواقع إستراتيجية، من بينها رئاسة مكتب التحقيقات الفدرالي ( إف بي آي ) ورئاسة المعاهد الوطنية للصحة، علما أنهم أصبحوا يظهرون ثقافتهم الأصلية بعد أن كانوا يتجنبون ذلك في السابق، حسب الصحيفة.
ورغم أن الجالية ظلت تشكل قاعدة متينة ل لحزب الديمقراطي ، فقد أظهرت المؤشرات الأخيرة تراجعا مؤقتا في ارتباطها به، غير أن الخبراء يتوقعون عودتها إلى المعسكر الديمقراطي، في ظل سياسات ترامب تجاه تأشيرات العمل والرسوم الجمركية التي تضر بالهنود بشكل مباشر.
وبالموازاة مع هذا الظهور المتصاعد، تتعرض الشخصيات الهندية الأميركية لانتقادات وهجمات عنصرية متنامية، نال مسؤولون مثل رئيس "إف بي آي" كاش باتيل والمحامية هارميت ديلون حظهم منها، في ظل استقدام الجالية نفسها لانقساماتها الطائفية والسياسية إلى الداخل الأميركي، إذ اتهمت عدة منظمات هندوسية المرشح المسلم زهران ممداني بالعنصرية وكراهية الهندوس قبل انتخابات بلدية نيويورك.
ورغم هذه التحديات، فإن البيت الأبيض يواصل استقطاب هذه الشريحة المؤثرة اقتصاديا، كما ظهر في الاحتفال الأخير بعيد ديوالي بحضور كبار رجال الأعمال الهنود الذين تعهدوا بضخ استثمارات ضخمة داخل الولايات المتحدة.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة